أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

عولمة المخدرات!!
د. زيد بن محمد الرماني
تعتبر المتاجرة بالمخدرات هذه الأيام أحد أكبر مجالات كسب المال في العالم، إذ تبلغ قيمتها حوالي 50000 مليار دولار في العام.. والتجارة في المخدرات دولياً تفوق تجارة النفط، وتأتي في المرتبة الثانية بعد تجارة الأسلحة.
ويتم انتاج معظم المخدرات في الأقطار النامية، لسد الطلب عليها في البلدان الصناعية وليست زراعة نباتات المخدرات غير مشروعة على الدوام، فالهند مثلاً منتج كبير للأفيون المرخص، وبوليفيا وبيرو تنتجان معاً حوالي 000.200 طن من أوراق الكوكا المسموح بها كل عام للاستخدامات التقليدية أو الطبية.
وصناعة المخدرات الآن بالغة التطور والتعقيد، فهي تستخدم وعلى نطاق واسع أنظمة اتصال بمساعدة الحاسوب لإدارة عملية التوزيع وتحريك الأرباح حول العالم وتغسل عصابات المخدرات حوالي 85 مليار دولار في الأسواق العالمية المالية كل عام.
وإذا كانت البلدان المنتجة تستفيد مالياً من صناعة المخدرات، فإنها تتحمل أيضاً عبئاً ثقيلاً، لا من حيث ملايين الدولارات المطلوبة من أجل المواجهة، فحسب بل من ناحية التفكك وعدم التماسك الاجتماعي، والآثار البيئية الضارة والعنف وتقويض القيم والأخلاقيات.
إذن، ما الذي يمكن عمله بخصوص المخدرات؟ هذه واحدة من القضايا التي يدور حولها جدل ساخن في العالم.. وتتدرج الحلول والمعالجات المطروحة لمشكلة المخدرات، من إعلان حرب مكشوفة على المخدرات، إلى سلوك طريق التوعية والتثقيف وتجهيز الحملات الهادفة الموجهة إلى المستهلكين إلى الحل المتطرف للمشكلة وهو السماح بالمخدرات.
ولقد ظلت معظم الحكومات حتى الآن تحاول الحد من المخدرات عن طريق القضاء على زراعة المخدرات وتعطيل قنوات التوزيع.
وإذا كان لانتاج المخدرات في البلدان النامية أن ينقص، فينبغي دفع كل من له علاقة بتلك الصناعة )صناعة المخدرات( المزارعين المنتجين والتجار، إلى المشاركة في تيار الاقتصاد الوطني، هذه هي استراتيجية التنمية البديلة.
إن الاستراتيجيات البديلة ما زالت استراتيجيات تستحق المتابعة هدفها صرف المزارعين عن زراعة المخدرات.
وفي الدول النامية أصبحت ظاهرة انتشار المخدرات ظاهرة اجتماعية واقتصادية وسياسية، إذ أصبحت تهدد الاقتصاد على المستوى الفردي والمجتمعي والقطري والاقليمي وكذا استنزفت جهود التنمية، علاوة على ذلك فإن جلب المخدرات من الخارج يستخدم حوالي 5% من العملات الحرة المتداولة في الأسواق غير المشروعة.
ففي مصر مثلا، يقدر ما ينفقه المصريون على شراء المخدرات بما يعادل 3 مليارات جنيه مصري سنوياً.
وحسب الاحصاءات فإن 50 مليون شخص يستخدمون المخدرات وأن الخسارة الاقتصادية تبلغ 10 مليارات دولار سنوياً بسبب المخدرات.
يقول ويز جونس: قيود الزواج تحطمت الأطفال كبروا دون تربية أو توجيه، الاقتصاد يتدهور، كلها بسبب المخدرات.
وقد ذكرت منظمة مكافحة استخدام الكحول في بريطانيا أن الإفراط في تناول الخمور والمخدرات قضى على حياة اكثر من 27 ألفاً من البريطانيين خلال عام واحد. ووصفت المنظمة الكحول بأنه القاتل الحقيقي. وقدرت التكلفة السنوية لتناول الكحول في بريطانيا بأكثر من مليوني جنيه استرليني.
كما أكدت أكثر من دراسة وأكثر من تقرير على أن حوالي 14 مليون يوم عمل يضيع في بريطانيا سنوياً بسبب إدمان بعض العاملين على المشروبات الكحولية.
وأظهرت الأبحاث أن مجالات العمل التي تنطوي على مخاطر أكثر بسبب المشاكل الناجمة عن الكحول والمخدرات تشمل الفنادق والمطاعم والحانات والسفن والطائرات والقوات المسلحة.
إنها أرقام وإحصائيات مخيفة، وحقائق مرعبة، تستدعي منا، وقبل فوات الأوان، أن نقول جميعاً وبصوت واحد مسموع: لا للمخدرات.
*عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved