أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

شؤون عمالية
السعودة بين العاطفة والإنتاجية
عبدالله صالح الحمود
توظيف المواطن في بلده حق مشروع، وتوجه منشود بمنهاج قائم في أي بلد، وهذا التوجه من الضروري الاهتمام والعناية به كسياسة يفترض أن تأخذ صفة المداومة حياله، لأن الإنسان بدون عمل لا قيمة له إذا لم يكن عضواً عاملاً نافعاً، فضلاً عن ما قد ينشىء من خلل في المجتمع بأشكال متعددة إذا لم تتوافر الفرص الوظيفية اللازمة لأبنائه، وفي المملكة يشاهد أن هناك جهودا عظيمة تبذل في السعي من أجل جعل الوظيفة في متناول الجميع، ولا شك أن الكثير من هذه الجهود تعد جهودا واعدة من خلال ما صدر عنها من تنظيمات وتطوير لبعض من الأنظمة المصاحبة لشئون العمل والعمال، والذي سوف تصب نهايتها لمصلحة الوطن والمواطنين، والإحلال التدريجي القائم حالياً في عملية إحلال العمالة السعودية محل العمالة الوافدة وبما يسمى )بالسعودة( تلك خطوات لا يستهان بها، وقد حققت في مجملها نتائج ايجابية تعد مرضية إلى حد ما من الجانبين )جهات حكومية وقطاع خاص(، وقد لوحظ إبان بزوغ هذه التوجهات أنها صاحبت الكثير من الرؤى والأطروحات وانقسمت هذه الرؤى من لدن أصحابها بنماذج عديدة، فمنها من كان يؤيد هذا التوجه الوطني وينادي بالسعي قدماً إلى تنشيطه وتعميمه لكافة المهن، ومنهم من يرى وجوب ضوابط عند تطبيق آلية الإحلال هذه، ومنهم من يطالب بالسعي إلى توافر الكفاءات الوطنية والأنظمة الفاعلة قبل أن يكون هناك آليات متسارعة تنادي بالسعودة فحسب، وهناك من يقول إن من الواجب ألا تكون السعودة ذات نبع عاطفي ليعمل المواطن أو يحل العامل الوافد فحسب لأنه مواطن! دون أن يكون عاملا فاعلا بهذا المعنى الحقيقي وليس اسما فحسب، وهذا الرأي الأخير لا شك انه رأي سديد لأن عدم الاعتراف به ومصارحة النفس تجاهه لن يكون لدينا عمالة فاعلة ننشد من خلالها إلى النهوض باقتصادياتنا الواعدة، ونحن في بلد ينطر له العالم أجمع بأنه يمثل مجتمعا يمتاز بحضارات مميزة يفترض تفعيلها من خلال ابنائه المناضلين، والذي من الواجب عليهم ان يكون كل منهم في موقع عمل دون استثناء ولا يقل جودة عن العامل الوافد، ولأن هذا الوافد ليس ذا تكوين مغاير عن التكوين الخلقي للمواطن كي يقال ان هذا يمتاز عن ذاك بسبب اختلاف التكوين فالانسان هو الانسان، اللهم ان هناك اختلاف في درجات الذكاء فذلك ليس عاملا جوهريا مطلوبا، ولا يؤثر بالضرورة للنيل من كوادر وطنية متعددة المهام والواجبات، وليست الجنسية مؤداها اختلاف في الفعل بين شخص وآخر، ولهذا فان الشخص الذي يعزم ويحسن النية في العمل فالفرصة مهيأة له لا محالة، واما غيره فيقال له بالطبع )لا( سوى كان مواطنا او اجنبيا )وافداً( لان العاطفة ليس هذا مكانها، فالعاطفة عرفت بأن تكون في أمور ذات طابع شخصي انساني، وقد تكون ايضا لفترة مؤقتة وتزول بزوال المشكلة او العارض الذي يحل بصاحبها، والقول الأهم هنا ان كان هناك من حب وولاء لدى الجميع لهذا الوطن الغالي الذي قدم ويقدم الكثير لأبنائه المخلصين، فان المطلوب منهم أن يسعوا جاهدين مناضلين الى فرض انفسهم في كل موقع ومحفل وألا ينتظروا قرارا حكوميا يسعفهم اسعافا قد يكون مؤقتا، لانه مهما يكن فلن تكون القرارات الحكومية مسعفة لمن يريد أن تصله العاطفة فحسب، فالعاطفة شيء والجد والاجتهاد وإثبات الذات شيء آخر ومطلوب على الدوام، فعلينا ان نكون مستشعرين نحو مستقبل افضل وان نثبت للجميع اننا ابناء وطن اسهم تجاه ابنائه، وعلى هؤلاء الابناء السعي الى المشاركة في بناء ورقي وطنهم لوحدهم دون غيرهم ولكن باقتدار وعلو مطلوبين،
ü الباحث في الشؤون العمالية
للتواصل فاكس 4560386/01
ص، ب 10668 الرياض 11443

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved