أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

رأي إقتصادي
هل نحن بحاجة إلى أوبك أخرى؟
د، محمد اليماني
عادت مرة اخرى حرب الأسعار بين منتجي الألبان المحليين بعد أن انهار الاتفاق الأخير لسبب أو لآخر وهذا ليس بغريب في مثل سوق الألبان المحلية التي تأخذ شكل احتكار الكارتل الذي يتسم بوجود اتفاقات بين المنتجين يتم عن طريقها تحديد الأسعار وحصة كل منتج، لكن هذه الاتفاقات لاتعمر طويلاً، اذ سرعان ماينهار الاتفاق ثم تتحول السوق من سوق احتكارية الى سوق منافسة، وتنشأ حرب الأسعار في مثل هذا النوع من الأسواق للعديد من الأسباب من أبرزها محاولة احد المنتجين او بعضهم اخراج الآخرين خارج الصناعة وذلك عن طريق خفض الأسعار بشكل كبير لفترة زمنية معينة يكون خلالها قادراً على تحمل الخسائر بينما لايستطيع صغار المنتجين مجاراته في السعر وتحمل الخسائر لنفس الفترة فيضطرون للخروج،
ومن الواضح في مثل هذه الحالة ان الهدف من حرب الأسعار ليس محافظة المنتج او المنتجين على حصصهم في السوق من التناقص بسبب توسع المنتجين الآخرين او دخول منتجين جدد بل تحول الهدف الى القضاء على منتجين حاليين ليصبح ممكنا لكبار المنتجين الهيمنة على السوق فيما بعد، وربما كان في هذا التصرف وفي حرب الأسعار بهذا الشكل خروج عن قواعد اللعبة بعض الشيء والتي تحتم بقاء عدد مناسب من اللاعبين داخل السوق وإلا أصبح الوضع غير مقبول، ولربما اصبح على الاقتصاد المحلي التعامل مع أوبك خارج الحدود ومع أخرى داخلها وذلك للحفاظ على استقرار سوق الألبان،
ومن المناسب في مثل هذه الحالة ايضا ان تكون النظرة للأمور شمولية من جميع الجوانب وألا ننظر لحرب الأسعار من زاوية واحدة فقط ونهمل بقية الجوانب ولعل من اهم الامور التي يجب أخذها في الاعتبار هنا هو ان معظم منتجات صناعة الالبان هي سلع ضرورية فالتلاعب باسعارها والتفكير باحتكار السوق ومن ثم رفع الأسعار مستقبلا امر غير منطقي لانه في الحالة هذه لن يكون دور الحكومة مجرد وسيط او راع للاتفاقات المعقودة بين المنتجين بل ربما تتدخل بشكل مباشر وتقوم بتحديد الأسعار وإلزام المنتجين بها،
امر آخر ينبغي عدم اغفاله وهو ان هناك مئات الملايين التي استثمرها العديد من المنتجين
في صناعة الالبان والصناعات المرتبطة بها وهناك المئات من فرص العمل المتاحة للسعوديين والسؤال: ما مصير رؤوس الاموال هذه؟ وما مصير فرص العمل ان اضطر هؤلاء المنتجون للخروج من الصناعة؟ وستمتد الآثار السلبية الى الجهات المقرضة لهم والمساهمة معهم، امر ثالث هو هل ستقتصر مثل هذه التصرفات على صناعة الالبان ام انها ربما امتدت الى صناعات اخرى وان هناك من ينتظر ليرى على اي شيء سيستقر الوضع في سوق الالبان ثم بناء على ذلك يتخذ قراره المناسب، بالاضافة الى كون حرب الأسعار هذه ستعطي للمستثمرين الجدد سواء كانوا سعوديين او غيرهم صورة قد لاتكون مناسبة عن البيئة الاستثمارية المحلية وعن كيفية التعامل معها،
امر رابع هو ان الخفض الكبير للأسعار يدل إما على وجود مبالغة لامبرر لها في الأسعار القديمة خاصة ان نسبة خفض الأسعار وصلت الى 25% في بعض الحالات وستكون الأسعار الجديدة لدى بعض المنتجين هي الدائمة او أنه يدل على وجود توجه لإخراج صغار المنتجين الذين لايستطيعون تحمل الخسائر لفترة زمنية طويلة، وفي كلا الحالين يفترض وجود مجموعة من الضوابط والآليات في صناعة الألبان وغيرها التي توفر الحماية اللازمة لكافة المنتجين والمستهلكين وكذا للاستثمارات الوطنية وللعمالة المحلية من التقلبات غير الضرورية التي تستنزف الاموال والجهود،
قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية جامعة الإمام محمد بن سعود

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved