أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

صدق أو لا تصدق
بعد أن عاشت بكماء .. أنطقها الله باسمه عند الاحتضار
امرأة بكماء تنطق لأول مرة في حياتها بعد أن أزف عمرها على الرحيل وبعد أن أمضت في هذه الحياة الفانية خمسين حولاً. تنطق بقدرة قادر بعد أن كان يكسوها الصمت المطبق ويسيطر عليها سندان السكون الواجم كان النطق العجيب الذي من هوله شخصت الأبصار وتوقفت الخطوات عند لحظات الاحتضار المفزعة وتغرغر الروح المفجعة عند دنو الأجل.. وقرب النهاية الحتمية التي هي نهاية كل مخلوق حي {كل نفس ذائقة الموت} نعم هذا آخر المطاف )كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول «فكل سيجد أمامه ما عمل في هذه الدنيا خيراً أم شراً. )كل نفس بما كسبت رهينة( إن منظر هذه المرأة لأمر غريب يغدو منه الرأس شيباً.. لم لا وهي التي كان أهلها فيما مضى من أيام وسنين يتعاملون معها بلغة واحدة هي لغة الإشارة ويتخاطبون معها بتمتمات صامتة متعارف عليها من قبلهم فقط. إن الشيء المفرح والذي عانق مساحات الفضاء هو أن نطقها كان أعز شيء وأعظم أمر ألا وهو«لا إله إلاَّ الله». فالله أكبر ما أجملها من نهاية وما أحسنها من خاتمة. {فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة}... ونعم تلك المرأة الصالحة.. العابدة المبتعدة عما حرم الله المطيعة لزوجها فكسبت الرضا من رب السموات العلى ونالت المبتغى )من كان آخر كلامه في الدنيا لا إله إلاَّ الله.. دخل الجنة( هذه النهاية الكريمة وهذه الخاتمة المبشرة.. أين هي من النهاية المؤلمة لانسان امتطى صهوة الغي والضلال وانجرف مع تيارات الغفلة وانساق للعلاقات اللاهية فوقع في أوحال الضياع وتجرع مستنقعات الصخب وأتون الوصب؟ فلا حول ولا قوة إلاّ بالله. بون شاسع ما بين الثرى والثريا فتلك أطاعت الله في السر والعلانية وعمرت قلبها بالخشوع والذكر فحفظت الله فحفظها وأحسن مثواها وذاك الذي نسي الله وأعرض وتمادى في غيّه وتعجرفه وصلفه كانت الخاتمة سيئة. .. وصدق الحق تعالى عندما قال: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين}.
زبن دليل الروقي - عفيف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved