أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

السكرتير يتولى تصريف المراجعين
ظاهرة احتجاب صغار المسؤولين.. لماذا؟
يقول أحدهم قوله: )سكرتير أحد المديرين رازن خشمه على لاشيء( ودائما يتبع اساليب التصريف للتعامل مع مراجعي المدير البسطاء من مثل: المدير مشغول، المدير في اجتماع، المدير عنده ارتباط، المدير غير موجود. إلى آخر ما في القائمة من العبارات الجاهزة التي اصبحت تجري بشكل تلقائي على لسان هذا السكرتير جريان الماء في شبكات مصالح المياه وقت الشتاء.
هذه الفقرة المشحونة بالجمل المفيدة هي في نظري ابلغ من مقال وهي تعبر أصدق تعبير عما يواجهه الكثير من مراجعي بعض مسؤولي الإدارات العامة. حيث لاتتاح لهم فرصة مقابلة المسؤول الأول الذي بيده صلاحية توقيع المعاملات والبت في الطلبات وكأنه المدير العام من حيث كبر النفس وإذا تكلم فكما يقال يتكلم مع خشمه. إن احتجاب المدير مشكلة تواجه أكثر ما تواجه مراجعي الادارات العامة في المناطق وليت المعاملات والتوقيعات حتى مع احتجابه تسير بشكل طبيعي ولا يتعطل المراجع اذن لهان الأمر ولكن المعاملات تتعطل لأن المدير لديه اجتماع او لانشغاله بمكالمات هاتفية لا تنتهي أو لانشغاله ببعض المعاملات المتأخرة أو انشغاله باستقبالات بعض مسؤولي ادارته أو بعض الشخصيات المجتمعية التي حضرت للسلام عليه والتشرف بالحديث معه. بينما سائر المراجعين واقفون على اقدامهم في الانتظار ومعظمهم ممن أتوا من بعض المحافظات أو المراكز الادارية. والحمد لله أن أكثر مراجعي اداراتنا صار لديهم بعض المناعة واحتمال مثل هذه المواقف ولم تعد أعصابهم قابلة للتوتر فهم يتحملون مثلاً غياب المدير في اليوم الأول ووجوده في جولة في اليوم الثاني ويتحملون ان يقول لهم السكرتير في اليوم الثالث إن المعاملات لاتزال لدى سعادة المدير حتى الآن فينظر أحدهم في ساعته فلا يجد أنه قد تبقى على نهاية الدوام سوى بضع دقائق فيحرك رأسه ذات اليمين وذات الشمال تعبيراً عن أسفه لهذا التعامل غير الحضاري من بعض المسؤولين ثم ينصرف ليعاود المراجعة في اليوم التالي. والسؤال الذي يفرض نفسه هو أين ذهبت سياسة الباب المفتوح التي وجدت رواجاً واسعاً لدى بعض المسؤولين قبل سنوات؟! ولماذا تلاشى الاهتمام بها بهذه السرعة وعادت حليمة إلى عادتها القديمة. بل ظهرت نماذج جديدة من حليمة القديمة حيث ظهر في الادارة الواحدة العديد من المديرين الصغار ورؤساء الأقسام الذين قلدوا المديرين الكبار فأغلقوا الأبواب على أنفسهم ووضع كل منهم سكرتيراً خاصاً يتولى بالنيابة عنه مقابلة الجمهور واستلام المعاملات والدخول بها عليه حتى وإن كان مراجعوه في اليوم الواحد يعدون على الأصابع.
ولكنها عدوى البيروقراطية وحب المظاهر ناسين أو متناسين أنهم في بلد يشرع فيه الأمراء أبوابهم للمواطنين ويتشرفون بمقابلتهم بقدر ماتسمح به أوقاتهم المزحومة بالمشاغل ويفعل الشيء ذاته من يتأسى بهم من كبار المسؤولين في الدولة بحسب مستواهم الثقافي الذي أوصى لهم بان هذا النهج هو الذي يرضاه ولاة الأمر ويرضاه المواطنون شديدو الاعتزاز بكرامتهم واشير بالمناسبة الى ان اكثر مشاغل الادارات العامة في المناطق ناجمة عن شدة المركزية وقلة الصلاحية التي تمنحها للفروع المرتبطة بها في المحافظات بحيث تحتاج الفروع إلى مراجعتهم في كل صغيرة وكبيرة.
ارجو ان يأتي ذلك اليوم الذي يكون فيه احتجاب المسؤول بقدر ما تدعو إليه الحاجة تسهيلاً على المواطنين في قضاء حوائجهم وانجاز أعمالهم بأقل قدر من الجهد والتكاليف. وبالله التوفيق.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved