أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ربيع الثاني 1422

العالم اليوم

جمهورية ديمقراطية افتراضية يقيمها موقع ألماني على الإنترنت
* كييل «ألمانيا» د.ب.أ:
يورجين فوس رجل مزدوج الهوية، ففي ألمانيا، هو طالب حقوق في السادسة والعشرين من عمره يدرس في مدينة كييل بشمال ألمانيا ويشجع فريق مدينته لكرة القدم ويعشق ممثلة السينما الأمريكية جوليا روبرتس. ولكن في الإنترنت يعرفه مواطنو الجمهورية الافتراضية «الديمقراطية على الإنترنت اليوم» باسم «إلفوسو».وإلفوسو، أو فوس اختصارا، يمضي ست ساعات من يومه في هذه الجمهورية، جالسا أمام شاشة الكومبيوتر لتأدية واجباته المدنية في مجتمع سياسي افتراضي بات يجذب اهتمام الآلاف من مستخدمي الإنترنت في ألمانيا ممن يمثلون مواطني مجتمع يتكون من عقليات سياسية تتعامل مع بعضها البعض عبر الإنترنت.وثمة أمر محدد لا يمكن التشكيك فيه: وهو أنه لا مجال للامبالاة السياسية في جمهورية «ديموكراسي أونلاين»
)عنوانهادبليودبليودبليو.دي.أوإل2داي.كوم(، فمنذ أن بدأ الموقع العمل قبل عام وثمة أكثر من 11 ألف شاب وشاب معظمهم ألمان يتخذونه منبرا للتعبير عن آرائهم في مختلف الموضوعات السياسية، إلا أن كون الموقع من إبداع طلبة الكومبيوتر في أخن بألمانيا لا يمنع الامور فيه من السير على غرار ما يحدث في الواقع إلى حد كبير، فعلى سبيل المثال، تنقسم التيارات السياسية في الموقع إلى نفس عددها تقريبا في ألمانيا، أي نحو 20 حزبا، ويمارس أنصار كل من حزب «الإنترنت الاشتراكي الديمقراطي» والحزب الوحدوي وحزب الخضر وغيرها نشاطهم السياسي بالاستعانة بنفس شعارات الاحزاب المناظرة في الواقع. ومثلما هو الحال في الواقع، فإن السيدات غير ممثلات بنسبة كبيرة في هذا المسرح السياسي الافتراضي.ويقول فوس «يبدو أن السيدات لديهن أشياء افضل من هدر الوقت على الإنترنت».وجذبا للتمثيل النسائي، خصص مصممو الموقع منبرا لصوت المرأة، ومن الاختلافات الملحوظة بين هذا المتنفس السياسي الافتراضي والواقع عمرالمشاركين السياسيين، فإذا كان متوسط أعمار الممثل السياسي المنتخب في ألمانيا يتراوح حول الخمسين، فإن 60 بالمائة من المشاركين في فعاليات الموقع لا يتجاوزون الرابعة والعشرين من العمر، ويشغل فوس منصبا رسميا في الموقع، حيث يعمل كوسيط بين اليمينيين واليساريين ممن يهوون الانخراط في مواجهات غاضبة، كما يستمتع فوس بالاشتراك بنفسه في المناقشات السياسية وإن كان يزعم أنه دائما على استعداد لأن يقتنع بالحجج الجيدة، ويقول إنه سبق وغيَّر آراءه السياسية عن اقتناع كما حدث عندما بات من غير المعارضين لاباحة تعاطي نبات القنب المخدر. وشأن ما يحدث في الواقع، فالنقود هنا هي سيدة الموقف، وإذا كان الموقع يخلو من الدولارات والماركات فانه يسمح للساسة ذوي النفوذ بكسب مبالغ بعملة وهمية هي «البيمب». وكلما تزايد نفوذ رجل السياسة تضخمت ثروته من البيمبات، وليس هناك برلمان في هذا العالم السياسي الافتراضي، فالناس يعربون عن آرائهم من خلال التصويت المباشر، ومن القضايا التي أجريت بشأنها استطلاعات رأي طُرح مؤخرا «هل الاقتصاد المخطط أكثر فاعلية؟» و«هل التدريب على المهن المختلفة مجرد وسيلة لتوظيف عمال أقل أجرا؟».وثمة موضوعات أقل جدية تتناولها الاستطلاعات كذلك مثل «لماذا يسحق الناس أعقاب السجائر؟». وثمة أكثر من 100 منبر مختلف على الموقع، منها المنبر المناهض للفاشية الذي يعالج مسألة الدعاية الفاشية والعنصرية على الإنترنت، وثمة منبر مخصص لكل ما يثير ضيق المشاركين.في الموقع من أمور الحياة. وليس خطأ أن يقال إنه في أحيان كثيرة لا يتسنى فهم ما يجري من مناقشات في الموقع إلا للعالمين ببواطن الامور به، وليست السياسة هي كل ما يشغل بال المشاركين في الموقع، .فيقول فوس «السياسة بالنسبة لنا أكثر من مجرد البطالة أو موقف المرء من الطاقة النووية، هذا هو السبب في أننا نعالج كافة جوانب الحياة».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved