أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,ربيع الثاني 1422

المجتمـع

التسمم الغذائي والكلية
قد يكون مستغرباً الربط بين التسمم الغذائي والكلية إذ يتبادر للذهن أن التسمم الغذائي كما هو معلوم مرض يصيب الجهاز الهضمي وهو بعيد عن أن يؤثر على الكلية أو أن الترابط بينهما غير موجود .
إلا أن الجسد كما خلقه الله سبحانه وتعالى وحدة مترابطة إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، لذا فعندما يصاب اي عضو من الاعضاء فإن سائر الأعضاء كلها تتأثر وتسعى لاعادة التوازن الطبيعي لهذا الجسد. لذا فعند استعراضنا للتسمم الغذائي نجد أنه يؤثر على غالبية اعضاء الجسم وهنا سنوضح تأثيره على الكلية. فالتسمم الغذائي هو حالة تصيب الجهاز الهضمي نتيجة لتعرضه لكميات كبيرة من العوامل الممرضة )جراثيم فيروسات فطور( أو التعرض لمواد كيمائية أو لمواد محسسة مما يؤدي لحدوث أعراض لدى المريض من غثيان واقياء واسهال ونقص شهية وتعب عام وأحيانا ترفع حروري، وقد يكون الاسهال أحيانا مدمياً.
ومن أهم الجراثيم المحدثة للتسمم الغذائي:
)السالمونيلا كامبيلو باكتر عنقوديات ايشيرشيا كولي( وبعض زمر الجراثيم قد تحدث التهابا نزفيا في القولون، وقد تحدث لدى المريض حالة تسمى المتلازمة الانحلالية اليوريميائية، وهي حالة تؤذي الكثير من أجهزة الجسم ومنها الكلية.
وعادة ما تظهر اعراض التسمم الغذائي خلال 1 48 ساعة من تناول الطعام، ويعود التفاوت في ظهور الاعراض لنوع الجرثوم المسبب.
أهم التحاليل المخبرية لمريض التسمم الغذائي هي:
تحليل البراز مع الزرع.
عيار شوارد الدم.
عيار وظائف الكلية.
والعلاقة بين التسمم الغذائي والكلية بأن هذا المرض يحدث عدة اضطرابات في الجسم تالية للأقياء والاسهال والترفع الحروري وأحيانا النزف، مما يحدث عند المريض فقدا للسوائل والشوارد، هذا وقد تحدث أذية في الانابيب الكلوية مما يؤدي لنقص في وظيفة الكلية، وإذا لم تعوض السوائل والشوارد بسرعة قد يكون هذا النقص في وظيفة الكلية مزمنا وغير قابل للتراجع.
هبوط في التوازن الشرياني فإذا انخفض لمعدلات منخفضة يؤدي ذلك لخلل واضح في كل وظائف الكلية، ولذلك يجب تدارك هذا الأمر خلال فترة قصيرة وإلا كان الأثر على الكلية مزمنا. قد يحدث لدى المريض كما ذكرنا سابقا حالة تسمى المتلازمة الانحلالية اليوريمائية تالية لاصابة الامعاء بأحد انواع الجراثيم، وهي حالة تسبب أذية لكثير من اجهزة الجسم نتيجة الانحلال الدموي، وتحدث كذلك خللا واضحا في وظائف الكلية خاصة اذا لم يتم تداركها وعلاجها بالصورة المناسبة.
وقد يحدث لدى المريض حالة من انسمام الدم وهي ناجمة عن وصول الجراثيم للدم، وهي حالة خطرة واسعافية وتحتاج لمعالجة سريعة وضمن المستشفى، وهي تؤدي لقصور حاد في وظائف الكلية.
لذا فمن أهم الاجراءات العلاجية في التسمم الغذائي ما يلي:
1 تعويض الضياع الحاصل للسوائل والشوارد مع المراقبة الدقيقة للتوتر الشرياني والمحافظة عليه ضمن الطبيعي مع مراقبة حجم البول والا ينقص عن مقدار معين وذلك كمؤشر على عمل الكلية.
2 حمية غذائية خاصة تعتمد غالبا على الاطعمة السائلة إلا في حال الاقياء الشديد فيتم وضع المريض على حمية مطلقة ويتم تعويض السوائل والشوارد عن طريق المحاليل الوريدية.
3 المعالجة بالمضادات الحيوية إذا لزم الأمر، وذلك حسب نوع الجرثوم وتحسسه على المضاد الحيوي المناسب.
أهم وأبسط قاعدة في هذا المرض هي الوقاية بالابتعاد عن الاطعمة الملوثة وحفظ الطعام بشكل جيد وحمايته عن التلوث وغسل الخضار والفوكه بشكل جيد قبل تناولها، مع الاعتماد على مصدر آمن للمياه.
إن هذه الأمور قد تنقذ بإذن الله من الاصابة بهذا المرض الذي قد يكون خطراً أحياناً ويؤثر على حياة المريض.
د. محمد مازن حمودة
إخصائي أمراض باطنية وأمراض الكلية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved