أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,ربيع الثاني 1422

العالم اليوم

أفضل النتائج كان لقاء الزعيمين وبناء الثقة بينهما
تفاؤل مفرط أحاط بالقمة الهندية الباكستانية السادسة والنتائج جاءت محدودة
* تاج محل أجرا د.ب.أ:
ساد تفاؤل مفرط في أجواء القمة الهندية الباكستانية التي جمعت رئيس الوزراء الهندي أتال يبهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني برفيز مشرف أمس الاول في أجرا التي تحتضن تاج محل وإن لم يعلن عن نتائج ملموسة للمحادثات المنفردة بين الجانبين . ولكن عدم الاعلان عن نتائج يراه كثيرون مدعاة للتفاؤل في لقاء فاجبايي ومشرف مرة أخرى امس «الاثنين» في هذا الموقع التاريخي الخلاب حيث يفد آلاف السائحين لزيارة تاج محل.وتعتبر قمة أجرا السادسة من نوعها بين البلدين منذ عام 1972 عندما عقدت أول قمة هندية باكستانية بين رئيسة الوزراء الراحلة أنديرا غاندي ورئيس الوزراء لباكستاني الراحل ذو الفقار علي بوتو.
وقد تم اغتيال أنديرا وبوتو فيما بعد.
كما تعتبر القمة الثانية من نوعها منذ أكثر من عامين حيث كانت آخر قمة قد عقدت في شباط/ فبراير من عام 1999 بمدينة لاهور الباكستانية بين فاجبايي أيضا ورئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الذي أطاح به مشرف بعد ذلك بثمانية أشهر.
وكان من المقرر أصلا أن يجتمع فاجبايي ومشرف لمدة ربع ساعة ولكن المحادثات بينهما امتدت ساعة و45 دقيقة أعقبتها محادثات أخرى على مستوى الوفود.
وقال شيخار جوبتا رئيس تحرير صحيفة «انديان اكسبرس» «إنهما يخفيان شيئا ما في جعبتهما وهذا أمر إيجابي بالتأكيد».كما أن وصف مشرف للمحادثات بأنها «مثمرة» أدى إلى تزايد الامال في إمكان التوصل إلى نتيجة إيجابية ملموسة.
ويحذر المراقبون من الافراط في التفاؤل على أساس أن الخلافات التي استمرت بين البلدين لمدة تزيد عن نصف قرن لا يمكن تسويتها في اجتماع لمدة بضع ساعات وخاصة قضية كشمير الشائكة التي خاض البلدان بسببها حربين منذ استقلالهما عن الاستعمار البريطاني.
وقال المتحدث الباكستاني رشيد كيريشي محذرا ان أجواء القمة كانت تدعو للتفاؤل ولكن المحادثات لم تسفر عن نتائج ملموسة.
وكانت المحادثات الهندية الباكستانية السابقة على مستوى وزيري الخارجية أو كبار المسئولين عن السياسة الخارجية إما تنتهي إلى «اتفاق الطرفين على ألا يتفقا» أو إلى تفسير كل منهما لأي اتفاق يتم التوصل إليه بشكل مختلف بحيث يتمسك كل منهما في النهاية بمواقفه القديمة إزاء القضايا المتنازع عليها.
ولكن هذه المرة أجرى فاجبايي ومشرف حوارا وجها لوجه وثمة دلائل تشير إلى أن البلدين على استعداد لاتخاذ خطوات محددة في سبيل الصلح. ولا يتخيل أحد أن الهند وباكستان يمكن أن يتوصلا إلى موقف مشترك بشأن كشمير بين عشية وضحاها بل إن الطرف الذي يتنازل بالنسبة لهذه القضية معرض لأزمة سياسية داخلية. ويبدو حتى الآن أن كلا الطرفين متمسك بمواقفه السابقة بالنسبة لقضية كشمير، فالهند تؤكد أن كشمير جزء لا يتجزأ منها بموجب الدستور، ومشرف استبعد حل اعتبار خط المراقبة الذي يفصل بين شطري كشمير حدودا دولية. ولكن الجانبين يؤكدان أنهما يسعيان إلى إنهاء معاناة الناس بسبب انقسام كشمير التي تقطنها أغلبية من المسلمين.
وفي حين يمكن ترك المشاكل الاساسية مؤقتا لكي يتم بلورتها تدريجيا. يمكن تحقيق تقدم من خلال تدابير معينة مثل فتح خط المراقبة الذي يفصل بين شطري كشمير ومنح تسهيلات التأشيرة ومراقبة عمليات تهريب المخدرات والبحث كذلك في مصير المئات من المعتقلين على جانبي الحدود. ولكن حتى هذا التدبير يمكن أن يقابل باحتجاجات داخل ائتلاف التحالف الوطني الديمقراطي الحاكم برئاسة فاجبايي. وقد حذر الحزب الهندوسي الاقليمي شيف سينا المشارك في الائتلاف الحكومي الحاكم في نيودلهي بالفعل من فتح هذا الخط مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تنفيذ عمليات من قبل المزيد من الانفصاليين.
الا أن المراقبين أعربوا عن اعتقادهم أن الظروف المحيطة بعقد لقاء القمة الحالي بين فاجبايي ومشرف يمكن أن يكون حافزا لاتخاذ تدابير لبناء الثقة بين نيودلهي وإسلام أباد.
وقد يسعى رئيس الوزراء الهندي الذي يبلغ من العمر 75 عاما إلى المفاخرة بأنه أول زعيم هندي يحقق الصلح التاريخي مع باكستان.
في حين يحتاج مشرف «57 عاما» إلى رفع راية النصر وهو يجتاز معترك الثكنات العسكرية إلى حلبة الدبلوماسية والسياسة الخارجية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved