أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th July,2001 العدد:10522الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

الشيخ الأحمد يناشد:
لباس المرأة: دعوة للتصحيح والمراجعة )2- 2(
كشف اليدين والقدمين أمام الرجال لا يجوز وتأخير ستر الفتاة خلل آخر
* كان الحديث في العدد السابق حديثا مهما، تناول فيه الشيخ يوسف الأحمد ركائز مهمة عن قضية حجاب المرأة المسلمة، وعن التداعيات المحيطة به خلال الفترة التي تعتريه الآن، وفي هذا الجزء يكمل الشيخ الأحمد طرقه للموضوع ويتناول جوانب مهمة يتعرف عليها القارئ فيما يلي من الموضوع:
أين الغيرة؟
بعد أن تحدث الشيخ عن النوع الأول من أقسام الزينة البينة المحرمة ووضح أقسامه يكمل الشيخ الأحمد الحديث مستهلاً ذلك ببيان النوع الثاني فيقول حفظه الله:
والثاني من الزينة البينة المحرمة: لبس عباءة الكتف أما العباءة فحالها بين النساء مؤلم فقد تنافس فيها تجار العباءات وذلك باخراجها بالموضة الجديدة وأسوأ هذه العباءات ما يسمى بعباءة الكتف ثم أخذت بعد ذلك أشكالا مختلفة فنزل ما يسمى بالعباءة الفرنسية والمغربية والمخصرة وغيرها من الأسماء والأشكال التي في غاية التبرج وهذه الأنواع من العباءات لا يجوز لبسها لأن من شروط حجاب المرأة ألا يكون زينة في نفسه فإن كان من الزينة فهو محرم ويتفق الرجال من ذوي الطباع السوية أن هذه العباءة تلفت أنظار الرجال إليها لجمالها وجاذبيتها وبعض النساء تقول: اني لا أراها ملفتة للأنظار، والجواب: ان المرجع في ذلك هم الرجال وليس النساء، وقد وقفت على تحقيق جيد في مجلة الدعوة عن لبس العباءة المتبرجة عباءة الكتف وقد وزع 624 استبانة نصفها وزع على النساء اللاتي يضعن العباءة على الكتف ونصفها على اللاتي يضعنها على الرأس وكان من نتائجها من اللائي يضعن العباءة على الكتف أن 37% منهن يلبسنها في الأسواق فقط، و 60% يلبسنها مسايرة للموضة وأن 39% منهن يشعرن بالخوف من الإثم من لبسها وأن 47% يلبسنها وأولياء أمورهن راضون عنهن، وأعجب من ذلك أن 35% منهن ولي أمرها يشجعها على ذلك حتى قال بعض النساء: نلبسها ونحن غير راضيات ولكنها رغبة الزوج، وقال فضيلته «وأنا أعرف أحوالا كثيرة الزوج فيها يأمر زوجته أن تلبس عباءة الكتف وأن تخلع القفاز عند ذهابها معه حتى تكون بالمظهر اللائق أمام الناس وكنت أتعجب أشد العجب من ضعف الغيرة عند هؤلاء الرجال على نسائهم حتى قرأت كلاماً قيماً لابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي ذكر فيه «ان من آثار المعصية ضعف الغيرة واذا تاب العبد واستقام رجعت إليه غيرته» وأهم نتيجة لهذه الاستبانة أن 86% منهن تعرضن للمضايقة وذلك مصداق قوله تعالى: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً» أي ذلك أقرب أن تعرف المرأة بالعفاف والحشمة والستر فلا تؤذى من أهل السوء والمعاكسات وهذا أمر مشاهد.
النوع الثالث: من الزينة البينة المحرمة: خروج المرأة من بيتها متطيبة واكتفى فضيلته في هذا النوع بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما روته زينب امرأة عبد الله قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا شهدت احداكن المسجد فلا تمس طيباً» أخرجه مسلم، وأخرج أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» واذا كان هذا في شأن الذهاب إلى المساجد فالأسواق من باب أولى، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية» حديث صحيح أخرجه النسائي وغيره.
أخطاء أخرى
ويواصل الشيخ الأحمد حديثه حيث قال: النوع الرابع من الزينة البينة التساهل في كشف العورة أمام الرجال الأجانب والأمثلة عليه من الواقع كثيرة جداً منها:
1 تساهل بعض النساء في كشف اليدين والقدمين وسبق أن تغطيتها واجبة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم «المرأة عورة» ولحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال يرخين شبراً، قالت: اذن تنكشف أقدامهن، قال فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه» أخرجه الترمذي بسند صحيح، والمرأة اليوم لا ترخي عباءتها ذراعاً ولا شبراً ولا تستر يديها بالعباءة إلا نادراً فأفضل وسيلة لتغطيتها هي القفاز والشراب الأسود وان كشف كثير من النساء لأيديهن وأقدامهن أمام الرجال الأجانب في ذهابها ومجيئها ليس بقصد التبرج وانما بسبب التساهل ولكن عليها أن تعلم أن التساهل لا يرفع الإثم فقد فعلت المحرم بكشف جزء من العورة ولما علم بعض النساء بالحكم الشرعي لبسن القفاز والشراب ووجدن في البداية ثقلاً لكن لم يمض الا أسابيع قليلة فأصبح سهلاً ميسراً بل أصبح مثل العباءة وغطاء الوجه لا يستطعن تركه.
2 من التساهل بكشف العورة: تأخير ستر الفتاة الصغيرة بعد بلوغها فمن المعلوم أن الفتاة تصل ا لى سن التكليف قبل الرجل غالباً ويرى والدها أو والدتها أنها لا تزال طفلة ولذلك لا تلبسها الحجاب أو تلبسها إياه ناقصاً والواجب أن تلبسه كأي امرأة مكلفة كبيرة فلينتبه الآباء والأمهات الى ذلك. ومن الواجب على الآباء تربية البنات على الحجاب في سن مبكرة قبل البلوغ حتى تألف الفتاة الصغيرة لبسه.
3 التساهل في كشف العورة عند الطبيب ولا يجوز كشف شيء من عورة المرأة أمام الطبيب الا بثلاثة شروط: الأول: أن لا يوجد طبيبة والوقت الحاضر لا يوجد تخصص لا يوجد فيه طبيبة فاذا لم توجد في هذا المركز أو المستشفى وجدت في الآخر واذا كان حال كثير من الرجال في أمور الدنيا أن يسأل ويتصل فزوجته وبنته وأخته هي أولى بالرعاية والاهتمام فعليه أن يبذل شيئاً من الجهد بالاتصال والسؤال عن الطبيبة المناسبة، الثاني: أن يكون معها محرم فاذا لم يوجد بعد البحث والتحري إلا رجل فلا بد من وجود المحرم فان وجوده أحفظ للمرأة وأبعد عن الفتنة وكشف الرجل على عورة المرأة مظنة الفتنة ومن أهم وسائل دفعها وجود المحرم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم» أخرجه مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
4 أن يكون على قدر الحاجة فإذا كان المرض في القدم لم تكشف إلا القدم وإذا كان في الأذن فإنه لا يجوز لها أن تكشف الوجه، ومع الأسف الشديد ان كثيراً من النساء يكشفن الوجه على الطبيب بسبب أو بدون سبب وهذا الخطأ أوضح من أن يبين ومن غفلة بعض الرجال أن يذهب بزوجته إلى الطبيب وينتظر الزوج في الخارج وأشد من ذلك غفلة أن يذهب بزوجته إلى الطبيب الرجل في أمراض النساء والولادة فيكشف عن العورة المغلظة نسأل الله العافية والسلامة ومن الأخطاء الفاحشة مجيء الطبيب الرجل لمباشرة الولادة أو الإشراف عليها فكيف نبيح لأنفسها أن يكشف الرجل الأجنبي عن عورة المرأة وفي لحظات وضعها وقد نشأت هذه المؤمنة على الحشمة والستر.
إثارة من نوع آخر
وبعد أن ذكر الشيخ النقاط الآنفة الذكر وما لها من الأهمية بمكان، فإنه يرجع ليتناول الجانب الثاني من أنواع الزينة المحذورة أمام الرجال فيقول: أما الجانب الثاني من الزينة المحذورة أمام الرجال الأجانب الزينة الخفية قال تعالى «ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن» كانت المرأة في الجاهلية تلبس الخلخال وفوقه ثوب طويل فإذا مرت بالرجال ضربت برجلها الأرض أثناء مشيها حتى يخرج صوت الخلخال فيسمعه الرجال فيعلم أنها متزينة بلبسه فكشف الله الخبايا نفسه ونهاها، فأيهما أعظم زينة هذه التي ضربت برجلها أم تلك المرأة التي تخرج بالبنطال من تحت العباءة، وأيهما أعظم زينة هذه التي ضربت برجلها الأرض أم تلك التي تفتح العباءة حين نزولها من السيارة أو صعودها إليها أو دخولها إلى المحل أو خروجها وأيهما أعظم زينة هذه التي ضربت برجلها أم تلك التي وضعت حقيبتها على يدها في الأسواق أو لبست حذاء ذا كعب عال وصوت مسموع؟!! ولا شك أن هذه الصور أعظم زينة فهي أولى بالمنع والتحريم!!
وثمة جملة من الرسائل تكمل الموضوع وتسهم في علاجه:
1 عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الفاقة عليهم فأمر بلال فأذن وأقام فصلى ثم خطب إلى أن قال: تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى ولو بشق تمرة حتى جاء رجل من الأنصار بصرة كانت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، قال ثم تتابع الناس حتى رأيت ثوبين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً» أخرجه مسلم،فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى صاحب الصرة وأن الناس اقتدوا به بين فضل عمله وأن كل الذين اقتدوا به وتصدقوا هو في ميزان حسناته من غير أن ينقص من أجورهن شيء. من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً وفي الحديث أن القدوة العملية قد تكون أقوى في التأثير من القول فالنبي صلى الله عليه وسلم وعظ الناس وحثهم على الصدقة لكنهم لم يتتابعوا على الصدقة الا بعد أن تقدمهم صاحب الصرة فنحن في أمس الحاجة إلى المرأة القوية في ايمانها وفي شخصيتها لكي تكون قدوة للأخريات فالناس فيهم خير كثير فكما تأثر الصحابة برجل صاحب الصرة فالمرأة التي تركت اللبس المحرم ولبست عباءة الرأس الساترة ولبست القفاز والشراب فاقتدى بها من جيرانها ومن حولها من النساء ومن لا تعرفها ممن رأينها في الطريق والكلية وكل من اقتدى بأولئك النساء اللاتي اقتدين بها كل ذلك في ميزان حسناتها وربما يموت الإنسان والأجر يأتيه بعد موته بسبب تلك القدوة الحسنة فهذه رسالة أبعثها إلى المعلمة مع طالباتها في جميع المراحل الدراسية فان باب القدوة الحسنة الى الله واسع جداً وقد درست المئات بل الآلاف فتكون قدوة حسنة في لباسها وفي حجابها وأثناء دخولها وخروجها من المدرسة وما المانع أن تكون لها كلمة قصيرة توجيهية وتربوية في بعض الحصص الدراسية وحصص الانتظار وبالمقابل ففي الحديث وعيد شديد في قوله صلى الله عليه وسلم «ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة»، وهذه رسالة إلى كل بائع عباءات فكل من باع عباءة متبرجة على امرأة فهي في ميزان سيئاته كلما لبستها فانظر الى من باع الآلاف منها كم يتحمل من أوزار الناس؟ ان المؤمن لا يطيق أن يتحمل أوزاره فكيف من يتحمل أوزار الناس ثم ان المال الذي تطعمه وتطعمه أولادك سحت وحرام وهذا كاف في اتخاذ القرار لترك هذا العمل.
رسائل
تبين لنا مما سبق خطورة الأمر وعظم المسؤولية وجماعية الخلل، ومن هنا فقد وجه الشيخ الأحمد سلسلة رسائل لعدة فئات هي بمثابة النصيحة لمن كان له قلب حيث ابتدأ الشيخ الأحمد بقوله:
هذه نصيحة مشفق صادق فتب الى الله توبة نصوحه وتذكر قوله تعالى : «ومن يتق الله يجعل له مخرجا»، ومن الوعيد في هذا الحديث رسالة أخرى إلى رب المنزل إلى الأب أو الزوج فإن كل مجلة أو شريط أو جهاز ادخلته بيتك ويعرض فيه الحرام كصور النساء أو يسمع فيه الحرام كالغناء فانه في ميزان سيئاتك كلما نظر أو استمع إلى هذا الشريط أحد من أهل البيت أو الضيوف وربما يموت صاحب المنزل وهو لا يزال يتحمل أوزارهم ما داموا يشاهدون ويستمعون فيها الى المحرم وكذا الحال لمن يأمر أهله بكشف الوجه وخلع القفاز ولبس العباءة المتبرجة فأثر ذلك كله في ميزان سيئاته.
2 من أهم أسباب السلامة من الخلل في مسألة الحجاب: التربية الإسلامية على الحياء والألبسة الساترة منذ الطفولة وأن تربى على العزة في ذلك فإن الطفل بإذن الله ينشأ على ما ربي عليه، أما واقع الناس فانهم على خلاف ذلك وهم لا يشعرون واضرب لذلك مثلاً: انظر إلى ألبسة الأطفال الذكور في سن الخامسة أو السادسة من يلبس منهم الثياب تجد الثوب عليه طويلاً إلى ما دون الكعبين واذا قيل لوالدته ارفعوا ثوبه إلى ما دون الكعبين حتى يتربى على السنة كان الجواب منها إن المنظر غير مناسب ثم انه سيطول بعد شهرين أو ثلاثة وتجد قوة واصرارا من الأبوين على ذلك وبالمقابل انظر الى أخت هذا الطفل التي في سنه تجد ثوبها بدون أكمام وإلى نصف الساق، وربما إلى الركبة فما سر هذه المفارقة العجيبة؟ ان أكثر الأمهات يجدن تمردا من بناتهن في سن المراهقة في اللباس والحجاب وأهم أسباب هذا التمرد والعصيان هو تربية الأبوين. لقد كان مضرب المثل في الحياء عند العرب حياء البكر في خدرها وهذا أمر فطره الله عليها الا أنه بالتربية يمكن أن يمسح هذا الحياء أو يقلل فإذا ربيت الفتاة على الدخول على الرجال ولبس البنطال والقصير نشأت عليه ولم تقبل غيره بل ان بعض الفتيات تستحي من تغطية الوجه ولبس العباءة الساترة والألبسة فانظر كيف انقلب الحياء على الفتاة بسبب التربية؟
3 هذه رسالة أخص بها التاجر المسلم إن كثيراً من الآباء والأمهات يعيشون أزمة في ألبسة البنات فإذا بحثوا في الأسواق لم يجدوا إلا القصير وما فيه تصاوير وغير المناسب فإذا وجد التاجر المسلم الذي يعالج هذه المشكلة من تصاميم مناسبة والجودة العالية كانت له تجارة ودعوة الى الخير ونفع للمسلمين وقدوة حسنة يؤجر عليها وهذا باب مغفل من التجار الأخيار.
4 إنني ألحظ بعض النساء إذا سألت في باب الطهارة أو الصلاة أو الصيام أو الحج تكون على أتم الاستعداد لقبول الحق وتطبيقه بل ربما تتشدد مع الشيخ وتراجعه في السؤال وإذا كان الأمر متعلقا بالحجاب واللباس كان لها حال آخر بحثت لها في ذلك عن أوسع الناس في الفتوى وتشبثت به وان كان مخالفا للدليل انه داعي الهوى والنفس الأمارة بالسوء.فهذه رسالة أخيرة إلى من لبست العباءة المتبرجة والألبسة المحرمة إلى من خلعت حجابها في سفرها إلى الخارج ولبس الحديث عن السفر إلى الطبيبة والممرضة التي تساهلت في حجابها في المستشفيات فإني أناشدها أن تتقي الله عز وجل وأن تبادر إلى التوبة إلى الله من هذه الألبسة أو ترك الحجاب الشرعي فان التوبة عبادة عظيمة يحبها الله «يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً» «وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المسلمون» «ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين» وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». ان من سنن الله الربانية التي لا تتبدل ما جاء في قوله تعالى «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير» فقد يصاب الإنسان بالمرض أو الهم أو عدم النجاح والتوفيق بسبب المعصية وقد قسم العلماء السيئة إلى قسمين:
1 سيئة العمل.
2 سيئة الجزاء، فسيئة العمل هي التي يفعلها في الأولى وسيئة الجزاء هي التي يفعلها في الثانية والثالثة والرابعة عقوبة من الله لأنه لم يتب من المعصية وقد ألف ابن القيم رحمه الله تعالى كتابا في شؤم المعصية أنصح الجميع بقراءته اسمه «الجواب الكافي»، وقد نقل فيه عن السلف أنه يجد أثر المعصية في خلق دابته أو خلق زوجته وذكر أحوالا كثيرة مؤثرة لسوء الخاتمة بسبب الذنوب. نسأل الله حسن الخاتمة.
فالمشاكل التي تحصل في البيوت وبين الزوجين لا يلزم أن يكون تفسيرها مادياً بل ربما كانت بسبب المعصية، وقد تجد المرأة من زوجها نفرة أو عدم ارتياح فقد يكون السبب في ذلك هو المعصية.
وتذكري أيتها الأخت الفاضلة سرعة استجابة الصحابة لدعوة الحجاب فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلت «يدنين عليهن من جلابيبهن» خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية» أخرجه أبو داود، وتذكري أيضاً ما كان يذكر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ويأمر بالاكثار منه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم «اكثروا من ذكر هاذم اللذات» حديث صحيح، ولاحظوا قوله صلى الله عليه وسلم أكثروا فنحن لسنا مأمورين بذكر الموت فقط بل الاكثار من ذكره حتى تتعظ القلوب وتصحو من غفلتها فهل يسرك أن تموتي وأنت متبرجة أو مخالفة للحجاب أو متساهلة فيه ان أردت الجنة بادري بالتوبة الى الله وأخيراً هذه دعوة لتصحيح ومراجعة للباس المرأة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved