أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th July,2001 العدد:10522الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

ظواهر أُحذرها الشباب
ظاهرة الانحراف الرياضي )24(
عبيد بن عساف الطوياوي
لا أعني الاحتراف ولكني أعني الانحراف، هذه الظاهرة الخطيرة التي قلَّ من يسلم منها من شبابنا، صارت الرياضة عند بعضهم سبباً للوقوع فيما حرم الله عز وجل. ومما لا شك فيه أن الرياضة مشروعة في الدين، والأصل في ذلك قول الله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» وقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» وما رواه الطبراني بإسناد جيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين «للرمي» وتأديبه فرسه وملاعبته أهله، وتعليمه الساحة» وما رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قرأ قوله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» ثم قال: ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي» وما رواه ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم: سابق بين الخيل المضمرة من الحفيا إلى ثنية الوداع. وبين التي لم تضمر من ثنية الوداع الى مسجد بني زريق، وما رواه الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم اذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده الشريف وأذن لزوجه عائشة رضي الله عنها أن تنظر إليهم. وما رواه أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى أرهقني اللحم أي سمنت فسبقني فقال: هذه بتلك. وما رواه أبو داود أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه عليه الصلاة والسلام، وهناك نصوص أخرى، تبين مشروعية الرياضة في الإسلام ولكن بضوابط: منها ألا تطغى على الواجبات، فتصير الشغل الشاغل فتكون على حساب حق الله في العبادة أو حق النفس في طلب العلم أو حق الوالدين في البر والصلة، ما الفائدة من الرياضة، وكيف تكون جائزة لمن تدركه الصلاة ويخرج وقتها وهو في الملعب وما الفائدة منها وهو يقضي وقت فراغه بها وهو لا يحفظ شيئاً من كلام الله عز وجل ولا يتقن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم القائل: صلوا كما رأيتموني أصلي، وما الفائدة اذا اتعبت الجوارح وأرهق الجسم فنام الرياضي عن صلاة الفجر.وما الفائدة اذا كانت الرياضة تتعارض مع بر الوالدين وتتسبب في عقوقهما والعياذ بالله. فالتوازن شرط من أهم الشروط وبدونه يكون الانحراف الرياضي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: «ان لله عليك حقاً وان لبدنك عليك حقاً وان لأهلك عليك حقاً فاعط كل ذي حق حقه» ولا بد في الرياضة من مراعاة لحدود الله ومن ذلك ما يلبس للرياضة، فيجب أن يكون ساتراً للعورة وعورة الرجل من سرته الى ركبته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما بين السرة والركبة عورة» ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تبرز فخذيك ولا تنظر الى فخذي حي ولا ميت» ومن الضوابط، ألا يكون في الرياضة سب ولا شتم ولا لعن ولا بذاءة في القول ولا فحش في الكلام فهذه الأمور من المحرمات في الرياضة وفي غير الرياضة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» ومن الضوابط أيضاً ان تكون الرياضة بعيدة عمّا حرم الله، خالية مما يثير غضب الله، ومن ذلك الميسر، الذي جعله الله قريناً للخمر فقال تعالى: «انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون» فالميسر حرام ومن صوره ان يشترك مجموعة في مسابقة، فيدفعون جميعهم جوائزها وعند الفوز يأخذ الفائزون تلك الجوائز، فهذا هو الميسر الذي حرمه الله. هذه الضوابط ذكرتها أخي الشاب، لتحذر مخالفتها، ولتسلم من ظاهرة الانحراف الرياضي.
* إمام وخطيب جامع الخلف بحي صلاح الدين بحائل

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved