أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th July,2001 العدد:10522الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

رياض الفكر
التفاني بالعمل بين القبول والرفض
سلمان بن محمد العُمري
طبعاً الحياة ورسالتنا فيها تتطلب منا القيام بالعمل، فالعمل به تقوم الحياة، وبه تسير عجلة التطور والتقدم، وبه تحيا الأمم، وتنهض الشعوب، وبدونه لابد من حصول الخسارة والهلاك بشكل او بآخر، فالكسل رديف للموت البطيء او الانحدار والتهاوي، ولا خير في أمة لا تعمل، ولا يقبل إنسان ان يكون عالة على غيره بدون سبب مشروع ومقبول.
وهكذا نجد ان حالة العمل كائنة مستمرة من حولنا تشملنا كلنا من انفسنا في منازلنا وحتى المدرسة والشارع والمؤسسة والمصنع والعمل والدائرة والوظيفة والمجتمع والأمة والدولة وغير ذلك، وكل ذلك يتطلب استمرارية العمل، ودوامه مع رفع مستواه، وتحسين نوعيته واشكاله وتطويرها، والاخذ بالافضل والأحسن على الدوام، والحفاظ على مقومات النجاح والاستمرارية من عناصر وكوادر بشرية الى مكونات مادية وعناصر أخرى ادارية وغيرها تسهم كلها حسب حالتها ودورها بعملية التطوير والعمل المنظم والفعل الجيد المناسب لحياة البشر، وسعادتهم بالشكل الأنسب والأفضل.
وبالتأكيد فإن استجابة الأفراد لمتطلبات العمل تختلف وفق ظروفهم وحالتهم الشخصية والنفسية والثقافية والتربوية والتدريبية والعلمية وحتى الدينية وغير ذلك، وكل هذا ينعكس بشكل او بآخر على حالة الفرد بوظيفته وعمله، لذلك نجد درجات متفاوتة تتراوح من تحت الصفر اذا جاز لنا التعبير. الى ما فوق المئة بالمئة، والصفر يعني الإهمال والتسيب وعدم المبادرة والمبالاة، والمئة تعني الاهتمام والمتابعة، والجد في العمل والإخلاص فيه، وتقديم المشورة الصادقة والنصيحة الطيبة المباركة والكلمة الموفقة في الوقت والمكان المناسبين، وكل ذلك يعني فيما يعني ان هناك اشخاصاً آخرين على النقيض من ذلك، وهم هدامون للعمل، ومخربون له، ووجودهم ضار، ونفعهم غير موجود، وبين هؤلاء توجد درجات متفاوتة ومتباينة من البشر.
اذ قد تحصل عملية رفض التفاني والاخلاص بالعمل على مستوى الفرد والعامل بحد ذاته مهما كانت وظيفته ودوره في مجتمع ما، ولكن قد يكون الرفض على مستوى رب العمل او صاحب العمل او المدير او المسؤول عن العمل بحيث يفهم تفاني عامل او موظف عنده على عكس الحقيقة وبالتالي لا يأخذ باقواله وافعاله واعماله ونصائحه، او قد لا يعيره ادنى اهتمام سواء من الناحية المادية او المعنوية، ولا ينال من رب العمل إلا التجهم والوجوم، ايضاً قد يحدث عكس ما هو متوقع اذ قد يستمع رب العمل لأقوال الوشاة والكائدين، ويؤذي عامله المخلص، او يتخلص منه او يعرقل كل متطلباته واعماله وخططه، وبذلك يكون العمل وصاحبه الخاسرين بالدرجة الأولى، لان ذلك المخلص بعمله سيكون مخلصاً أينما حل، وسيكون التوفيق حليفه في النهاية حيثما كان، وسيكون هو والنجاح صنوين لا يفترقان، اما صاحب العمل فيبقى هو وندماؤه واصحابه غير المخلصين يقبعون بعيداً عن الحقيقة في حالة من الزيف لا يحسدون عليها تنتهي بالفشل الذريع عاجلاً ام اجلاً!!
ان الإنسان المؤمن سواء كان عاملاً او موظفاً او بأعلى درجات المسؤولية هو الإنسان الذي عليه تقوم أسس الإخلاص السليمة والتفاني، وهذه من النعم التي اعطانا إياها الله سبحانه، فالحفاظ عليها بكل ما اوتينا من قوة، فثمن النجاح ليس قليلاً وطريقه ليس سهلاً، والبحث عن المخلصين عملية غاية في الصعوبة، ولكنها تستحق التعب من اجلها، وعند الوصول لمعرفة المخلصين علينا ان نجازيهم ونكافئهم حسب اعمالهم، وفي هذا كل العدل والتوفيق.
والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved