أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th July,2001 العدد:10522الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ربيع الثاني 1422

الريـاضيـة

موفد الجزيرة يكتب عن استعدادات تونس لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط..
تونس جاهزة للحدث الكبير والتكاليف تتجاوز «850» مليون ريال
* * كتب محمد العبدي:
يمثل احتضان تونس للدوة 14 لألعاب المتوسط من 2 15 سبتمبر «أيلول» 2001 حدثا رياضيا وثقافيا هاماً نظراً لأهمية الدورة وهي الأولى من نوعها في مطلع الألفية لا على المستوى الرياضي فقط بل وعلى المستوى الثقافي والحضاري حيث ان مثل هذه التظاهرات تمثل فضاء تلتقي فيه جنسيات متعددة بثقافتها المتوسطية وعراقة حضارتها التي أشعت على العالم.
وتكتسب هذه الدورة أهمية خاصة بالنسبة لتونس.. تونس البلد العربي الأفريقي الذي ظل على امتداد 3000 سنة مهداً للحضارات والحوار والتسامح.. تونس التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى صوت للسلام والتقارب لما تميزت به سياساتها من وضوح واعتدال وما كرسته من قيم جديدة مبنية على الحوار بين الحضارات، وفي عالم أصبح اليوم في أمس الحاجة إلى تكريس عوامل التقارب فإن الدورة «14» لألعاب المتوسط تتجاوز أبعادها الجوانب الرياضية لتشمل الأبعاد الانسانية والحضارية العامة.
ووعياً منها بأهمية هذا الحدث المتوسطي وافتناعا بأن الرياضة يمكن أن تعزز عوامل التقارب بين الثقافات، حرصت تونس على توفير كل الظروف لاحتضان دورة متميزة تعكس بعمق ما تتمتع به تونس اليوم من قدرة على تنظيم التظاهرات الكبرى لتجعل منها دورة متميزة بكل أبعادها.
لذلك حظيت الدورة باهتمام متميز من قبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي ما انفك يتابع شخصياً الاستعدادات ومدى تقدم المشاريع مؤكدا على انجاح هذه التظاهرة المتوسطية.
ولتوفير الظروف الملائمة لإنجاح الدورة بدأت تونس في استعداداتها منذ سنوات اقتناعا منها بأن التنظيم المحكم والمتابعة المتواصلة هي من أهم عوامل تميز الدورة لتكون في مستوى الرياضة المتوسطية بل في مستوى ثقافة المتوسط وحضاراته وفي مستوى خبرة تونس التي رصدت للدورة اعتمادات قدرت بنحو 350 مليون دينار «أكثر من 850 مليون ريال سعودي».
ولم يأت استعداد تونس المحكم لاحتضان الألعاب المتوسطية من فراغ ذلك أن تونس التي تنظر للدورة على أنها فرصة للتقارب المتوسطي وحوار ثقافاته اكتسبت في السنوات الأخيرة خبرة في تنظيم مثل هذه التظاهرات خاصة بعد نجاحها في تنظيم العديد من التظاهرات في كرة القدم سنة 1977م وقبلها الألعاب المتوسطية سنة 1967م وبطولة أفريقيا لكرة القدم عام 1965 ثم 1994 هذا بالاضافة إلى تنظيمها لتظاهرات وملتقيات اقليمية ودولية ناجحة.
ويعلق المراقبون آمالاً كبيرة على دورة تونس المقبلة للألعاب المتوسطية لعدة اعتبارات من أهمها ما تحظى به تونس من تقدير متوسطي ودولي وما تتمتع به من قدرة على التنظيم الجدي، هذا بالاضافة إلى أهمية الدورة في حد ذاتها حيث ينتظر أن يبلغ عدد المشاركين 3500 رياضي في 23 اختصاصا يمثلون 23 بلدا إلى جانب وفد إعلاي هام يبلغ عدد أفراده 1000 إعلامي.
ان الزائر لتونس هذه الأيام التي تحتفل فيها البلاد بعيدي الاستقلال والشباب يكتشف أهمية الاستعدادات في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية حيث ستقام الألعاب فقد تم تشييد مدينة رياضية متوسطية متكاملة أطلق عليها اسم «المدينة الرياضية 7 نوفمبر» وتشتمل على ملعب عصري كبير لكرة القدم ومركب للسباحة وآخر لألعاب القوى جاهز لاحتضان مختلف الاختصاصات كما تشتمل على بنية أساسية متطورة ومرافق مخصصة لإيواء الرياضيين والمرافقين.
ولأن تونس تعتبر أن مثل هذه التظاهرات هي في عمقها تظاهرة ثقافية وحضارية فقد أولتها عناية متميزة ذلك أنه فضلا عن المجالس الوزارية التي خصصها الرئيس ابن علي لإحكام انجاز مكونات المدينة الجديدة من أجل انجاح الدورة، قام بزيارة المشروع يوم 14 ديسمبر الماضي لمعاينة مدى تقدم الأشغال واهتم بتقدم انجاز مكوناته الأساسية الثلاثة والمتمثلة في ملعب كرة القدم ونادي السباحة ومضمار ألعاب القوى بعدما بلغت نسبة انجازها في ذلك التاريخ ما بين 75% و80%.
وفي أكثر من مرة استعرض الرئيس ابن علي مع المسؤولين تقدم أعمال اللجنة الوطنية لتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط من حيث توفير مختلف خدمات الإدارة والنقل والاقامة والاستقبال للوفود الرياضية المشاركة مسدياً تعليماته باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لاستكمال بناء مكونات المدينة ومشدداً على مباشرة انجاز التهيئة الجمالية لهذا المركب الضخم ولمحيطه الطبيعي وعلى إحكام التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية بهذه الألعاب بما يضمن برمجة واضحة لمختلف مراحلها وتظاهراتها.
و«المدينة الرياضية 7 نوفمبر برادس» تعتبر مدينة متعدة الاختصاصات ومن أهم مكوناتها ملعب لكرة القدم يتسع لستين ألف متفرج تتوفر فيه أفضل نظم السلامة به ثلاثة ملاعب فرعية للتمارين ومضمار عصري لألعاب القوى ومسبح أولمبي وجملة من المنشآت الرياضية الأخرى.
وتباشر عمليات التنظيم والتنسيق لجنة تكونت للغرض هي «اللجنة التونسية لتنظيم الدورة «14» لألعاب المتوسط».
وقد عقدت هذه اللجنة مؤتمراً صحفياً على هامش يوم تونس بمعرض نيس الدولي وانتظم المؤتمر على متن الباخرة التونسية «قرطاج» وبينت اللجنة للصحافة الوطنية والأجنبية أن دورة تونس 2001م لألعاب البحر الأبيض المتوسط ستكون متميزة على أكثر من مستوى انطلاقاً من الارادة التي تحدو الجميع لضمان كل أسباب النجاح لأول دورة متوسطية في الألفية الجديدة.
وتقديراً لهذه الاستعدادات المحكمة كان مدير إدارة الإعلام والاتصال في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قد أشاد في لوزان بسويسرا بما تقوم به تونس بدعم من الرئيس ابن علي من مجهودات تهدف إلى تدعيم منشآتها الرياضية استعداداً لاستضافتها ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2001 وبطولة أمم أفريقيا لكرة القدم 2004 كما عبر عن ارتياحه لقرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم باسناد تنظيم بطولة أمم أفريقيا 2004 لتونس التي نجحت بامتياز في استضافة بطولة أمم أفريقيا 1994 مبرراً أن تونس ستحقق هذا النجاح سنة 2004 اعتباراً للخبرة التي ا كتسبتها في مجال تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى ومنشآتها العصرية الرياضية والفندقية ووسائل اتصالاتها الحديثة.
واللافت أنه بالاضافة إلى الجانب الرياضي تنظر تونس إلى ألعاب المتوسط نظرة اشمل تأخذ بعين الاعتبار أهمية البحر الأبيض المتوسط باعتباره فضاء للتقارب والتعاون بين الأمم والشعوب المطلة على ضفافه حيث لعب هذا البحر دوراً حضارياً مهما منذ العهود القديمة لقرطاج وروما واليونان، وتمثل تونس بحضاراتها الفينيقية وتونس القيروان والزيتونة باشعاعها العربي والإسلامي وتونس ابن علي بتسامحها وقيمها الانسانية التضامنية.. تمثل مهد الحضارة المتوسطية وجسرها.
وبهذا المعنى فإن الدورة «14» لألعاب المتوسط هي أشمل من تظاهرة رياضية وأعمق من ألعاب وأبعد من منافسات على الألقاب .. انها دورة تكرس تلك القيم السامية التي طبعت حضارة المتوسط وأرض تونس.. قيم التضامن والاعتدال والتسامح والحوار بين الحضارات، تلك القيم التي تأكدت الحاجة إليها اليوم في عالم التحولات الجارفة.
اهتمام كبير
بدورة الألعاب المتوسطية
القادم إلى تونس لا بد أن يلحظ الاهتمام الكبير من السلطات التونسية بالدورة «ال14» لألعاب المتوسط بدءاً من المطار مروراً بشوارع العاصمة الجميلة وانتهاء بالفنادق فكل شيء يشير إلى أهمية الدورة والاستعداد الكبير لها لتظهر بالمستوى الذي يتناسب مع اهتمام المسؤولين التوانسة..
ومن حسن الحظ أن الفريق الوطني التونسي قد صعد لنهائيات كأس العالم المقبلة 2002م ليزيد من فرص نجاح الدورة فحسم المنتخب لبطاقة التأهل تأكيد جديد على حسن التخطيط الرياضي ويبدو أن الاخوة في تونس سيفاجئون العالم في التنظيم والنتائج فمن قدر له مشاهدة العمل الخرافي كل من موقعه سيثيره ويبهره هذا العمل المنظم ففي المستشفى الرياضي تم الحصول على ترخيص انشاء وحدة للكشف عن المنشطات وهو المركز السابع والعشرين في العالم والثاني في أفريقيا. ومن قدر له مشاهدة استاد 7 نوفمبر سيلاحظ التقنية العالية فكل مشجع باستطاعته أن يدلف إلى الكرسي الخاص به عبر تذكرته الممغنطة والتي بمجرد وضعها في المدخل يفتح السياج وتحمل التذكرة رقم المقعد وبالتالي فإن من يدخل بدون تذكرة لن يجد له مكاناً وقبل ذلك فلن يستطيع عبور السياج أما القرية الأولمبية التي ستكون مقراً للمشاركين في المنافسات فهي شيء آخر تماماً وهي أشبه بمدينة مستقلة تضم كل شيء وتتكون من ألف شقة سكنية مجهزة بالكامل وتضم القرية خيمة مساحتها أكثر من ألف متر وستكون هذه الشقق ال«1000» للمواطنين الموظفين بعد نهاية البطولة مباشرة حيث تم بيعها بنظام الأقساط الشهرية على الموظفين الحكوميين وبأسعار منافسة جداً، انها جهود جبارة تستحق الثناء والاشادة فالاخوة التونسيين سيشرفون العرب كثيراً في دورة الألعاب المتوسطية وسيعيدون الحياة لهذه الألعاب التي فقدت بريقها بسبب عدم الاهتمام بها هذا الاهتمام الذي عاد مع اصرار العرب على النجاح فانتظروا ماذا سيقدم التوانسة في سبتمبر المقبل.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved