أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd July,2001 العدد:10524الطبعةالاولـي الأحد 1 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

مراسلات ومطالعات ... و مداخلات !!
حمّاد بن حامد السالمي
هذه محطة لفحص دوري من نوع آخر، فحص يختص بالكلمات لا السيارات، ويتناول بعضا من المطالعات والمراسلات والمداخلات لا )الكفرات والليات والسلندرات(، محطة فيها من تلك الادبيات التي تربط بين الكاتب وما يكتب والقارىء وما يقرأ انها محطة اختيارية أتوقف عندها بين وقت وآخر لأجدد اللقاء والحوار مع الآخر.
العم )فنطاس(.. في )لاهاي(..؟
ما زال )فنطاس( الدكتور سعيد فالح الغامدي يلاحقنا هنا لا ادري اهو )الفنطاس( نفسه الذي يلاحقنا ام )لعنته( لأن الجرم في حقه ليس هينا ويكفي ان نتصور كيف غيب هذا )الفنطاس( العربي في مياه الخليج العربي بسبب صهريج )فارسي( ووايت )نفطي(.
وما أن جاء الكلام على )فنطاس( العرب من هذا المكان في الاسبوع الفارط حتى ارتفع صوت عربي قادم من جدة على ساحل البحر الاحمر ينادي بنصرة )الفنطاس( وإنصافه مع تعمد سكوت )البعض( على المقترح الذي طرحته بخصوص توأمة )فنطسية( بين الطائف والباحة بسبب اشتراك المدينتين )الجميلتين( في حالة فريدة هي العطش..!
وترشيحي لأخينا سعيد فالح الغامدي الاضطلاع بهذه المهمة مهمة تحقيق توأمة الفنطسة لمعرفته الشاملة وتعدد مصادره )الموثوقة( هذا الصوت الآتي من هناك، هو الاديب الكاتب الدكتور احمد بن سعيد درباس الذي قال فيما كتب بعد الديباجة.
وانا اقرأ في )مراسلات ومطالعات.. و.. مداخلات( الاحد الفارط )24/4/1422ه( في جريدة الجزيرة بعددها )10517( من الصفحة العاشرة استوقفتني نقطتان في سياق ما كتبتم اولاها عدد الطلاب والطالبات الذين يتلقون تعليمهم في الاردن فحسب ما نشرته جريدة )الاقتصادية( بعدد يوم الاحد 18/6/2001م في قصة إخبارية عن الطلاب السعوديين ومشكلاتهم ورد ان عدد الطلاب والطالبات هناك المتفرغين كليا وجزئيا للدراسة حسب احصاء غير رسمي يصل الى 70 الفا.
اما النقطة الاخرى فهي )وايت( وال)وانيت( ففيما يتعلق بال*وانيت< فهناك روايتان *قولان< الاولى تقول: ان ال*وايت< هو مختصر رقمي لسيارات ارامكو *ناقلات السوائل< وهو )Y8( اما الثانية فهي رؤوس الناقلات التي كانت تحمل اسم الشركة الصانعة )White( تلك التي ركبت عليها )توانك( في بادىء الامر لنقل المياه والمحروقات لمخيمات ارامكو إبان حملة التنقيب عن النفط )!!(
اما ال*وانيت< فهو رمز رقمي مثلما ذكرت )1.8(.. One Eight، وقد كتبت عن هذا الموضوع مستندا الى معلومات نشرتها جريدة الاقتصادية في مناسبة من المناسبات في سنوات خلت.
اخي حماد لا ادري ماذا يجري لو ان عم )فنطاس( ما زال على قيد الحياة وتقدم بدعوى الى محكمة العدل الدولية في )لاهاي( ضد اخينا الدكتور سعيد فالح لكونه تعرض ل*عرض< لقبه المصون الذي كان يصول به ويجول في حواري الطائف.
رحم الله عم )فنطاس( فنحن في زمان لم يعد فيه الكبير هو الذي يلتهم الصغير وانما السريع هو الذي يلتهم البطيء]..!
.. انتهت رسالة الصديق درباس ولكن لم تنته حياة *الفنطاس< يا اخانا احمد، والدليل انه ما زال يصول ويجول في حواري الطائف، ولعلك وانت ابن الطائف قد )انسيت( هذه الطائف بعد ان تديرت جُدة؟ ولو سألت الدكتور سعيد فالح مثلا وهو المعني بهذا )الفنطاس( منذ ظهوره على صفحات )الوطن( لاخبرك باعاجيب )الفناطسة والمتفنطسين( اولئك الذين ينقلون الماء من الطائف الى الباحة بمبلغ )500 ريال( مثلما روت مصادر اخينا فالح في حين يطلبه الناس في نواحي الطائف باعلى كثيراً من هذا السعر ويا غارة الله على )المتفنطسين( بمياه الشرب..!
في )تخفيضاتهم( رحمة ب)المتلبنين(..؟!
.. ظهرت في اسواق الالبان السعودية منافسة )شريفة( ثانية وقد سماها البعض )حربا( بين المنتجين، مثلما فعل من قبل، ونسي هذا البعض او تناسى الطرف الآخر الاهم في هذه المعادلة بين العرض والطلب، هذا الطرف المهم الذي يقرر مصير سوق الالبان والمتنافسين فيه هو المستهلك ما رأيه فيما جرى ويجري؟ وهل يحبذ مثل هذا التسابق على الفوز به، ام يرضى ان يظل متفرجا وناقدا ل*النقد< في كل الاوقات..!
لقد أحسن معالي وزير الزراعة هذه المرة عندما اكد في اكثر من مناسبة ان وزارته لن تتدخل بين هؤلاء )المتحاربين( او المتنافسين او تضغط من اجل العودة الى الاسعار السابقة، فهذا الموقف )الحيادي( من وزارة الزراعة يعطي فرصة لسيادة العرض والطلب، ويمنح المزيد من حرية العمل )المتقن( للفوز بحصة اكبر من السوق بناء على عامل الجودة والسعر المناسب وفي الوقت نفسه يقف الى جانب المستهلك السعودي الذي ظل وما زال يكتوي بنيران الاسعار من كل جانب فليس كثيرا عليه لو تمتع بتخفيضات )اختيارية تنافسية( جيدة من قبل شركات الالبان في السنوات المقبلة، وهو الذي دفع اسعارا اعلى في كل السنوات التي مضت، وشركات الالبان كافة تعرف كيف ومتى تكسب السوق وتربح ملايين الريالات، والا ما كانت اقدمت على هذه التخفيضات على منتجاتها، وهي تخفيضات تدر مزيدا من )الالبان( في اكواب المستهلكين وتصب كثيرا من )النقود( في سلال المنتجين.
.. إن في )تخفيضات( المنتجين رحمة ب*المتلبنين< فما شأن المتدخلين في هذه الرحمة؟!
)يتفسحون(.. في المساجد؟
جاء في الاثر )ان سعيد بن المسيب سمع ذات ليلة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن عبد العزيز يجهر بالقراءة في صلاته وكان حسن الصوت، فقال سعيد لغلامه: اذهب الى هذا المصلي فمره ان يخفض صوته فقال الغلام: ان المسجد ليس لنا وللرجل فيه نصيب.
فرفع سعيد صوته وقال: يا أيها المصلي ان كنت تريد الله عز وجل بصلاتك فاخفض صوتك، وان كنت تريد الناس فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، فسكت عمر بن عبد العزيز وخفف ركعته فلما سلم اخذ نعليه وانصرف، وهو يومئذ امير المدينة قال شارح الاحياء )الزبيدي(: هكذا أورده صاحب القوت وهو معدود من مناقب عمر بن عبد العزيز، ولعل بالمسجد كان بعض من يصلي فلذا منعه ولم يحاجه كونه اميرا يومئذ(.
قلت: كان هذا حال المسلمين الاوائل في حفاظهم على حقوق المساجد وحقوق المصلين والمتعبدين فيها من احترام ووقار وسكينة، حتى لو جاء صوت مرتفع من مصل هو امير المدينة المنورة وهو عمر بن عبد العزيز بشحمه ولحمه..! ولكن لو دخل سعيد بن المسيب في زماننا هذا احد مساجدنا ورأى بأم عينه اناسا يتصنعون الذلة والمسكنة، ويتبدون بخلق الفقر والعوز يقفون امام الصفوف وبعض من الناس ما زال في صلاته يستجدون ويستعطفون بصكوك ووثائق مزيفة او مشتراة ولو رأى رجالا تبدو عليهم مظاهر الورع والتقوى والصلاح يجلسون في الصفوف الاولى ومعهم بعض من اطفالهم وصبيانهم الذين هم دون السابعة يلهون ويلعبون ويعبثون بالمصاحف والفرش، وقد تمتد ايديهم الى من بجوارهم من المصلين فيسحبون ما بجيوبهم او يطيحون، بغترهم وأغطيتهم وهم يركعون او يسجدون، وعندما تصطف الصفوف في الصلاة يشرع هؤلاء الصغار في مرحهم وتعابثهم الطفولي فيطارد بعضهم بعضا بين الصفوف ومن بين المصلين او من امامهم ومن خلفهم، ويتشاقون فيتشادون ويتشاتمون ويتصايحون، وترتفع أصواتهم ثم يشوشون على المصلين والعابدين في بيوت الله.. كل ذلك يجري على مرأى ومسمع من آبائهم الذين هم من ضمن المصلين لكنهم لا يحركون ساكنا ولو تغضب امام المسجد او احد من المصلين فتكلم بنصيحة لواحد منهم لسمع كلاما لا يرضيه من اقله وادناه، ان المسجد ليس بيتا لهذا او ذاك.. وان اصطحاب الاطفال الى بيوت الله هو من باب الفسحة لهم.. او تعويدهم على اتيان المساجد والصلاة.. فيا للعجب من مثل هذا التمنطق البعيد عن روح الادب والمنطق..!
كيف لنا ان نعرف )إذن( الفرق بين الكبار و)الصغار( اذا تساوى الطرفان هنا في الاذى و)الصَّغار(.
علموا أولادكم.. السباحة و*الذبح<..؟!!
نشر في جريدة )الاقتصادية( عدد يوم الاربعاء 11/7/2001م خبر عن وفاة )5 اشقاء غرقا في مستنقع مياه( حدث هذا في متنزه العشة في وادي الجوراء في محافظة ظهران الجنوب وكان من بين الاشقاء الخمسة فتاة عمرها )22 عاما( وهي الاكبر وفتى عمره )13 عاما( وهو الاصغر وذكر الخبر ان احدهم زلق في المستنقع ثم تبعه الباقون كل يحاول انقاذ شقيقه حتى هلكوا جميعا رحمهم الله رحمة واسعة والهم والديهم واهليهم الصبر والسلوان.
ونشر في جريدة )البلاد( عدد يوم الاحد 10/4/1422ه تقرير مفاده ان وافدين في قرى وهجر صغيرة وجدوا لهم فرصا للعمل والكسب لأنهم اصبحوا ينهضون بمهام الاعداد للولائم والاشراف على المناسبات والعزايم من ذبح للذبائح وسلخ لها وطبخ، واعداد للشاي والقهوة وغير ذلك، وكانت هذه الاعمال )الشريفة( البسيطة في الماضي مما يتنادى له ابناء القرى والهجر متعاونين متعاضدين في تحاب وتواد ونخوة، وذلك وسط اهاليهم وبين اسرهم وعشائرهم فلا يحتاجون الى غرباء يذبحون لهم ويسلخون ويطبخون ويسلقون ويقدمون الاطعمة على الموائد ومهمة هؤلاء فقط انهم يأكلون..!
قلت: حدث ذاك ويقع هذا في القرى والهجر والبوادي، وهذا نقص واضح في التنشئة والتربية والإعداد يلام عليه الآباء ولا يعفى من الملامة فيه الابناء، فالاشقاء الخمسة الذين سقطوا جميعهم غرقى في )مستنقع ماء( ولم يسقطوا في بئر او في بحر لم يكن احد منهم يجيد السباحة ولو عرفوا كيف يسبحون لتوقوا هذا الغرق الاليم بمشيئة الله وقدرته.
والابناء من الشباب الذين يجتمعون في ساحات الافراح ويلتقون في المناسبات الخاصة والعامة في بواديهم وهجرهم وقراهم وديارهم لمجرد التنكيت والتهريج والفرجة والتحلق حول موائد دسمة يعدها وافدون من الشرق والغرب، ليس فيهم من روح آبائهم او اجدادهم شيء يذكر. فنحن لم نعهد هذا يحدث بيننا، ونحن في سنهم ولا حتى في المدن الكبيرة الا من عهد قريب فالناس كانوا يعدون ابناءهم وبناتهم للعمل الجماعي التكافلي المثمر الذي يحمل من معاني الالفة والتواد اكثر من كونه خدمة تؤدى في مناسبة لقريب او صديق، وما زال في بعض مجتمعاتنا وخاصة القروية شباب ورجال قدوة في هذا الميدان، فهم يتسابقون ليلا ونهارا لمعاضدة اقرباء لهم او اصدقاء او اخوان، فلا نرى في مثل هذه الحالة ضرورة لعمال ووافدين يقومون نيابة عنا على ذبح ذبائحنا وسلخها وطبخها وتقريب الطعام لنا ثم لا يكون من )همتنا( وهمنا الا الجلوس على سفر الطعام لنلوك في نفل الكلام ونحن نمضغ في الطعام..!
اذكر ان للرجولة واليفاعة عند المتحضرين في القرى او عند اهل البوادي مقومات وركائز يحرص الآباء على ترسيخ جذورها في اولادهم منذ نعومة اظفارهم ومنها الرمي بالبندق والعوم والسباحة في الآبار واماكن المياه المفتوحة والصيد، وركوب الخيل والذبح والسلخ، وكيفية السلام وحسن الرد في الكلام، واكرام الضيف والذود عن القريب والجار، واغاثة ومساعدة المحتاجين الى غير ذلك.
اين نحن من نهج الآباء والاجداد.. بل اين نحن من تعاليم ديننا الحنيف الذي يحضنا على القوة والهمة، ويحثنا على النشاط والاعتماد على النفس..؟ الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم من صحيح مسلم )حق الولد على الوالد ان يعلمه الكتابة والسباحة والرمي وان يورثه طيبا(.
ثم يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : )علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل(.
ايها الناس.. علموا أولادكم السباحة حتى لا يغرقوا وعلموهم ذبح ما يأكلون حتى لا يؤكلوا بالتواكل او يذبحوا بالاتكال ومن الله وحده العون وعليه الاتكال.
* assahm2001@maktoob.com
fax027361552

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved