أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd July,2001 العدد:10524الطبعةالاولـي الأحد 1 ,جمادى الاولى 1422

الثقافية

قراءة في كتاب
«تاريخ المملكة العربية السعودية»
للدكتور عبدالله العثيمين
عبدالله بن سالم الحميد
القراءة في التاريخ سياحة ممتعة... مسكونة بالأحداث والعبر.. والعلاقات الإنسانية المتواصلة عبر الزمن..
وفي رحلة التاريخ محطات تستوقف المتأمل .. وتغري المؤرخين بالبحث والرصد والاعتبار...
لكن ...هل يستطيع المؤرخ أن يضيف شيئاً آخر غير الرصد، والتحليل.. بعد إيراد المعلومات؟ أم أن لكل مؤرخ لمحات ومواقف ورؤى تضيف إلى آفاقنا افاقاً وإضاءات مختلفة؟؟
ذلك ما يطرحه كل متسائل عن قراءته في صفحات التاريخ. ولابد أن لكل باحث اسلوبه المعبر في صياغة الأحداث وتناول الأعمال التاريخية.. لابد له أن يستفيد من جهود من سبقه من المؤرخين والرواة والمتأملين في الحياة والعمران والأحداث.
وفي تاريخ المملكة العربية السعودية بحوث أعدها عدد من العلماء والمؤرخين والأدباء والمفكرين.. وقد عني كل منهم ببداية كل مرحلة زمنية... ووقفت عند هذه النقطة بالذات ... وقفت متأملاً متسائلاً عن تاريخ بداية أي مرحلة هل يعني إغفال ما قبلها أم أن ما قبلها تمهيد لها؟ هنا يقف المؤرخ ليربط الأحداث برغم تأريخه لحدث بارز معين ليبدأ مرحلة معينة.
ولابد للمؤرخ أن يكون ذا حس عميق وذاكرة يقظة للأحد7اث تدفعه مع اختصاصه وتوجهه إلى الكتابة والرصد بدقة وأمانة.. وما أجمل أن تجتمع هذه المؤهلات مع المؤهل العلمي والمعاصرة الذاتية والهم الإنساني بأهمية حضور التاريخ في أنسجة الوعي الاجتماعي...
أمامي الآن كتاب حديث عن تاريخ المملكة بعنوان «تاريخ المملكة العربية السعودية» للأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين... وهو عاشق للتاريخ... وأستاذ اختصاصي بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض.
لذلك جاء الكتاب مستقصياً للأحداث.. بعد أن استعرض المؤلف أعمال من سبقه من المؤرخين الذين تناولوا التاريخ السعودي: حسين بن غنام، وعثمان بن بشر، وإبراهيم بن عيسى، وكتاب بيلي وايندر وفلبي والزركلي.. وعني المؤلف بالمصادر الاختصاصية المنشورة باللغة العربية والمخطوطات غير المنشورة باللغة العربية وغيرها...
وقد تناول الدكتور عبدالله بن عثيمين تاريخ المملكة العربية السعودية في جزأين .. تناول الجزء الأول التاريخ السعودي منذ بداية الدولة السعودية الأولى التي بدأت بالمبايعة التي تمت بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والأمير محمد بن سعود عام 1157ه وانتهت عام 1233ه.
والدولة السعودية الثانية التي ابتدأ دورها عام 1240ه وانتهى عام 1309ه.
بداية من صفحة «17»، تناول المؤرخ الدكتور عبدالله العثيمين موضوعاً تمهيدياً لتاريخ البلاد السعودية بين فيه أوضاع الحياة قبل بداية العهد السعودي تحت العنوان التالي:
«أوضاع البلاد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب»، وفيه تناول الأوضاع في المناطق المختلفة «الحجاز»، وجنوب غربي البلاد، وشرقي البلاد، ونجد.
وقد تناول المولف بشيء من التفصيل تلك الأوضاع من خلال فقرات أربع هي:
أ لمحة تاريخية.
ب الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
ج الحالة السياسية.
د الحالة العلمية والدينية.
الجزء الثاني:
في مقدمة هذا الجزء من كتاب «تاريخ المملكة العربية السعودية»، أشار الأستاذ الدكتور عبدالله العثيمين إلى ما تضمنه هذا الجزء فقال:
«وهذا الجزء الذي هو بين يدي القارئ الكريم خاص بتاريخ الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة.. أو المملكة السعودية الحاضرة، وباني وحدتها الوطنية، وواضع أسس نهضتها الحضارية الحديثة. ولذلك أتى الحديث فيه أكثر تفصيلاً في كثير من الموضوعات من الحديث عن شبهها في الجزء الأول الذي تناول تاريخ الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، كما تحدث عن موضوعات لم يكن الحديث عنها وارداً في تاريخ هاتين الدولتين، وذلك لما فرضته الظروف العربية والإسلامية والدولية من إقامة علاقات مع دول لم تقم معها علاقات مماثلة فيما سبق، ولما تطلبته الظروف من إقدام على الأخذ بأسباب التقدم التقني والحضارة الحديثة ص 6 من الكتاب».
وقبل تناوله فترة حكم الملك عبدالعزيز تناول المؤلف أوضاع البلاد سياسياً قبيل بداية حكم الملك عبدالعزيز في الحجاز، وعسير، والمخلاف السليماني «جازان»، والاحساء والقطيف، وتطرق بإيجاز إلى أهم الأحداث في تلك الفترة من قبل الأشراف في الحجاز والحكام العثمانيين فيها وفي المناطق المذكورة وابن رشيد في نجد.
وتناول بعد ذلك في فصل مستقل «عبدالرحمن بن فيصل وأسرته بعد نهاية حكمه»، ثم تناول سيرة الملك عبدالعزيز ونشأته وتحركاته وسفره إلى الكويت.. ثم تناول أهم أعماله «استعادة الرياض وبداية حكمه» عام 1319ه حين خرج من الكويت غازياً قاصداً الرياض ومعه رفاقه الأبطال الذين اقتحموا قصر المصمك وقتلوا «عجلان»، عامل ابن رشيد على الرياض ونودي في البلدة بأن الحكم لله ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
ثم تناول المؤلف الأحداث المهمة بعد فتح الرياض وهي:
أولاً : توحيد نجد عدا جبل شمر.. وفيها تناول ما يلي:
1 توحيد جنوبي نجد.
2 المجابهة مع ابن رشيد في الدلم.
3 توحيد الوشم وسدير والمحمل والشعيب.
4 توحيد القصيم.
ثانياً: القصيم بين توحيده وتثبيت الحكم فيه.. وتضمن ما يلي:
أ معركة البكيرية.
ب معركة الشنانة.
ج القصيم بين معركتي الشنانة وروضة مهنا.
د معركة روضة مهنا.
و رحيل القوات العثمانية عن القصيم.
ز ما بعد رحيل القوات العثمانية.
ج نهاية إمارة أبا الخيل.
* ومن عناوين فقرات هذا الجزء يتبين أهمية الأحداث التي تناولها المؤلف.. وبإيجاز في عرض هذا الجزء فقد تناول في الأبواب التالية عدداً من الأحداث الأخرى المتتابعة بالتفصيل.. وفي كل باب عدد من الفقرات التي تدخل في الأحداث الرئيسية المشتملة على مراحل توحيد المملكة وهي:
* الأوضاع في جبل شمر وحملة الشريف على نجد وما واكبها من أحداث.
* توحيد الأحساء والقطيف.
* الملك عبدالعزيز خلال الحرب العالمية الأولى.
* استكمال توحيد نجد.
* توحيد منطقة عسير.
* توحيد الحجاز.
* توحيد المخلاف السليماني «جازان».
* مشكلة المعارضين من الإخوان.
* حركة ابن رفادة وملابساتها.
* علاقات الملك عبدالعزيز بالقوى المحيطة.
وفي هذا الباب تناول المؤلف علاقة الملك عبدالعزيز مع الكويت، والعراق والأردن، والعلاقات مع اليمن التي تناول فيها:
أ الحرب السعودية اليمنية.
ب الصلح ومعاهدة الطائف.
ثم تناول العلاقات مع بريطانيا.
وبعد هذه الموضوعات المهمة في تاريخ المملكة تناول الأستاذ الدكتور عبدالله العثيمين «جوانب من النهضة الشاملة في عهد الملك عبدالعزيز»، في ميادين تنظيم الإدارة وتوحيد المملكة تحت اسم واحد «المملكة العربية السعودية»، وتنظيم شئون القضاء والحسبة، والدخل، والتنظيم المالي، والتعليم وتنظيمه، والأمن وتنظيمه، والجيش وتنظيمه، والمياه والزراعة، والرعاية الصحية، والمواصلات والاتصالات.
تلك هي الأحداث المهمة التي تناولها الدكتور عبدالله العثيمين في التاريخ المعاصر للمملكة.
وقد اختتم الجزء الثاني من كتابه هذا بملحق يتضمن أسماء الذين كانوا مع الملك عبدالعزيز حين توجه إلى الرياض عام 1319ه.. ثم تناول الملحق الثاني «خرائط ملونة عن مواقع معارك الملك عبدالعزيز لتوحيد المملكة».
تاريخ المملكة العربية السعودية:
كان أسلوب التناول في هذا الكتاب للأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين أسلوباً أدبياً ميسراً للقارئ المطلع والطالب المتخصص في التاريخ... يأخذك سرد الحديث بانسيابية وانسجام إلى آفاق التاريخ وذرى الطموحات والأمجاد في تجليات الحياة.. حتي تشعر أنك تعاصر هذه الأحداث في مواقعها الجغرافية المختلفة وأنت ترتحل مع المؤلف في المواقع والحقائق التي تكاد أن تشبه الأساطير والخيال.
إن قراءة التاريخ متعة وإضافة مسكونتان بالعبرة والذكرى والتأمل وتجديد الرؤى والآمال في تجليات صور الوفاء والانتماء والطموحات الكبرى.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved