|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية
تزامنت زيارتي السياحية لمدينة جدة مع دعوة كريمة من الحرس الوطني لحضور معرض الأرشيف الوطني للصور التاريخية الذي نظمته مكتبة الملك فهد الوطنية، ضمن نشاطات صيف جدة «22».
وقد تفضل بافتتاح هذا المعرض صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، ففوجئت بعدد زوار المعرض الذين ما إن قص سموه الشريط إيذانا بافتتاح المعرض حتى تدفقوا للاستمتاع برؤية تلك الصور القيمة، والتي تحمل إرثاً وطنياً وتاريخياً لا يستهان به، ولاعجب في ذلك فأبناؤنا يعشقون الثقافة ويهتمون بكل ما هو أصيل.
وفي الواقع ان مكتبة الملك فهد الوطنية، وبتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المشرف العام، قد فعلت خيراً في توثيق التاريخ وحفظه، لذا كان من الضروري المبادرة في إنشاء مشروع وطني متكامل لجمع الصور التاريخية الخاصة بالمملكة العربية السعودية والعناية بها وحفظها بطرق حديثة، بحيث يمكن التعرف على المصادر المجهولة التي قد لا يكون متاحاً الوصول إليها بعد عدة سنوات، بسبب انقضاء العمر الزمني الافتراضي للأفراد ذوي العلاقة، أو لأسباب فنية بأصول تلك الصور وطريقة حفظها.
ومن الأشياء الجميلة التي رافقت المعرض الكتيب الذي صدر بهذه المناسبة، الذي بين أن خادم الحرمين الشريفين هو أول من اهتم بالصور كمصدر لتوثيق التاريخ السعودي وحفظه وإعادة نشره، عندما أمر حفظه الله بإنشاء أرشيف الملك فهد بجامعة هارفارد، سنة 1402ه 1982م، وقد استكملت تلك الخطوة بإنشاء الأرشيف الوطني للصور التاريخية بمكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، وقامت على تنفيذه مؤسسة التراث.
وأعود إلى معرض الصور التاريخية الذي يعد ثمرة ذلك الإنجاز العظيم الذي تحقق بدعم من ولاة الأمر في بلدنا الحبيب، وأشير إلى النجاح الكبير الذي حققه ذلك الافتتاح، وأحيي هؤلاء الزوار الذين فرحت بهم فرحتي واستمتاعي بتلك الصور التي تغني عن قراءة كتب ومجلدات تروي تاريخنا وأصالتنا وعاداتنا وتقاليدنا. وأتمنى أن تستمر مثل تلك المعارض لتشمل مختلف أرجاء مدننا، لينعم برؤيتها كل المهتمين ويتسنى لهم الاستفادة منها.
وحبذا لو تابع الإعلام تلك النشاطات الصيفية الرائدة، ورافقها خطوة بخطوة، لتكسب مزيداً من الزوار من خلال التعريف بها، ولتتم الإفادة منها على أكمل وجه.
عبدالرحمن سعيد اليامي - الرياض
|
|
|
|
|
