أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 31th July,2001 العدد:10533الطبعةالاولـي الثلاثاء 10 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

أحببناه عن بُعد
محمد علي العليان
أعان الله من يعرف فهد بن سلمان عن قرب.. وقبل ذلك أعان الله ذويه القريبين..
وأعان الله بخاصة والدته وأبناءه ووالدتهم..
أعان الله أشقاءه وأبناء عمومته وأصدقاءه والمتعاملين معه والعاملين لديه.
وأعان الله أولاً وأخيرا ذلك الانسان الذي رأينا الفجيعة على محياه فلم ننكرها.. ذلكم هو والده الكريم..
أعان الله كل هؤلاء على فقدان رجل عرف في شبابه معنى الرجولة والشهامة والأخلاق الحميدة واتخذ من ذلك سلوكا يمارسه في يومه وغده..
فإرضاء خالقه سبحانه ثم رضاء الوالدين ثم العلاقة الحميمة مع الجميع أقارب وأساتذة وزملاء وأصدقاء وعاملين ويتعدى كل هؤلاء لكل من يقابله صدفة أو عنوة.
وكان لمواقفه ومحاسنة التي قرأناها بعد رحيله الى جنة الخلد «بإذن الله» أعظم الأثر في نفسي..
وأنا لا ادعي معرفة فهد بن سلمان الشخصية.. ولكنني أدعي وأعلن أن الله سبحانه وتعالى وضع محبة هذا الرجل في نفسي..
فأحببته مسؤولاً ناجحا
وأحببته صاحب قرار
وأحببته فارسا ورياضيا
وأحببته انساناً يشع النور وتشع الألفة على جبينه الذي شهد المقربون منه أنه تعوّد على السجود وكان ذلك سر النور..
فهد بن سلمان على غير معرفة أحببناه..
أحببناه قبل أن نعلم بما كانت تفعله يمينه..
وقبل أن تسطر فيه الكلمات
وقبل أن يتبارى عارفوه برثائه شعراً جميلا أحببنا تلك الإطلالة المهيبة
وتلك الابتسامة الصافية النقية التي تدخل الى القلب.. أحببته عن بُعد وهأنذا أرثيه بكلمات لن تصله ولست أدعي أنني وحدي من أحب فهد بن سلمان فقد جعل الله سبحانه محبته في قلوب الناس وهي من علامات محبة الله لابن آدم..
شيء ما أتى بفيصل بن فهد بعد سنتين من رحيله عندما سمعت برحيل فهد بن سلمان .. لا أدري سببا خلاف محبتي عن بُعد للراحلين.. وربما يعرف المقربون سر العلاقة والشبه بين الفقيدين العزيزين رحمهما الله وأموات المسلمين.
أما ذلك الشامخ سلمان بن عبد العزيز «أطال الله عمره» فقد تشبع وجهه بالحزن الوقور وهذا لا يستغرب من رجل إنسان كسلمان بن عبد العزيز فقد عزيزاً بقامة فهد بن سلمان..
فلا تستغربوا ذلك.. ولا تستكثروا أن يحزن سلمان على فقيده العزيز وفقيد الوطن..
فدعاء الى المولى عز وجل (وهذا ما نملكه) أن ينزل السكينة والصبر الجميل على قلب سلمان بن عبد العزيز ووالدة الفقيد وأبنائه ووالدتهم وذويه وكل محبيه.
فإذا كان هذا الحب لفهد بن سلمان فإن والديه الكريمين قد وجدا شركاء كثر في محبته رحمه الله وهذا بإذن الله يبعث الطمأنينة والارتياح في نفوسهم لأن المحبة والدعاء الصادق هو ما يحتاجه.
رحم الله فهد بن سلمان وغفر له وأسكنه فسيح جناته والحمد لله رب العالمين.
'رئيس تحرير مجلة القريات

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved