أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd August,2001 العدد:10535الطبعةالاولـي الخميس 12 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

عندما يعجز التعبير!
د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني
كنت أحسب أني أجيد التعبير وأمسك بزمام الحروف وأطوِّع الكلمات.. كنت اعتقد ان مهمة الكاتب سهلة تصقلها السنوات والممارسة.. وفجأة توقفت! وفجأة عجزت عن التعبير! كان خبر وفاتك يا فهد بن سلمان أكبر من قدرتي على الاستيعاب.. أكبر من طاقتي على القبول.. أعرف ان الموت حق.. وأدرك ان هذا مصيري أيضاً.. أعلم اني راحل لا محالة.. أفهم كل هذا.. ولكني توقفت فجأة.. فأنت يا فهد مصاب جلل.. وخطب عظيم.. كنت شامخاً كالطود.. عظيماً كالرجال وأنت يافع.. كريماً كحاتم.. أميراً محبوباً.. انت ابن سلمان.. سليل هذه الأسرة الطيبة.. توقفت فجأة! وعجزت عن التعبير.. خانتني الكلمات.. غمرتني العبرات.. كان يوم فراقك صعباً.. صعباً، كنت أشهد صعوبة فراقك في دموع سلمان الإنسان. سلّمت عليه معزِّياً ولم انبس ببنت شفة.. خاطبته بعيني.. كان فيهما ما عجزت عن تعبيره.. وكانت في عينيه تعابير تجسد مشاعر الأب الذي فقد ابنه.. والإنسان الذي فقد فهد.. والمواطن الذي فقد رمزاً. عجزت عن التعبير.. بقيت عدة أيام امسك بالقلم فيرفضني.. اكتب كلمات فتمحوها دموعي.. ابوح بعبارات تتيه بين مشاعر الأسى ولوعة الفراق. كنت فينا يا فهد نقياً صافياً.. سيرتك طيبة وسريرتك ناصعة وقلبك ابيض.. كيف أقول كنت؟ مرة أخرى.. اعجز عن التعبير! ستكون كما كنت يا فهد.. وسنظل كما كنا معك.
رحلت ولم ترحل.. رحلت عن هذه الدنيا ولم ترحل من قلوبنا.. احببناك.. ولأجل هذا الحب نرثيك ونعزِّي انفسنا.. ونؤمن بأن هذا قضاء الله وأجله.. ولأجل هذا الحب نسأل الله ان يسكنك جناته الوارفة وينعم عليك برحمته الواسعة.
* رئيس دار الدراسات الاقتصادية الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved