أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd August,2001 العدد:10535الطبعةالاولـي الخميس 12 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

ضحى الغد
القرارات الصعبة!
عبدالكريم الطويان
* ضاق الرجل ذرعاً بأم زوجته، البيت ضيق، والرزق قليل، والزوجة طيلة الوقت مشغولة بأمها الكفيفة المقعدة!
وذات يوم اتخذ قراره الصعب، قال لزوجته: إما أنا أو أمك في هذا البيت، لا يجمعنا بعد اليوم سقف واحد! أريد وجهك أن يفرغ لي! وحارت البنت المسكينة بين الأم المحتاجة إلى خدمتها والتي لا معيل لها! وبين الزوج الذي لا يريد أن يصبر على الحال! واتخذت أيضا قرارها الصعب، وقالت للزوج، بقناعة كاملة: سبيلي سبيل أمي!
إذن اتركي الأولاد بمسؤوليتي، وارحلي مع أمك!
وتزوج الرجل بامرأة أخرى..
وخرجت المرأة البائسة، حاملة أمها الكفيفة المقعدة، وكان الخيار الوحيد بيت أختها التي تقيم مع زوجها وأولادها في حي قريب! حيث استقبلاهما وفرغا لهما ملحقا في فناء الدار، والتم شمل الاختين، وأخذتا معاً تخدمان أمهما بكل عناية واستقرار! وأخذ الرجل كلما دخل وخرج، يُشاهد زوجته وأختها مع أمهما، وأصابه الحرج من ضيوفه الذين كلما دخلوا الدار شاهدوا النساء يدخلن ويخرجن من هذا الملحق الخارجي! وفجأة اتخذ قراره الصعب: على أمك وأختك أن يُخلين الملحق ويرحلن سريعاً من الدار، لا قدرة لي على استضافتهن!
قالت الزوجة لزوجها: أجِّر الملحق على أمي وأختي، حتى يأذن الله لهما بسكن!
لا يمكن ذلك، فلتخرجا من الدار!
أنا خارجة معهما، الذي لا يُريد أمي، لا أريده!
الخيار لك، أما أولادي فيبقون معي! وتزوج الرجل بامرأة أخرى!
وبحثت الأختان عن سكن للإيجار وانتقلتا مع أمهما بعد أن باعتا حليهما وما تيسر من معونة المحسنين! وبعد عام من الإقامة عجزتا عن دفع الأجرة لصاحب الدار، فطلب منهما إخلاء السكن! فخرجتا تحملان أمهما المقعدة على قطعة قماش! ومضين إلى حيث لا هدف!
ولما أجهدهن الطريق، جلسن تحت ظل شجرة يلتقطن أنفاسهن، ويكفكفن عبراتهن!
وأبصرهن صاحب سيارة يعبر الطريق:
ما حملكن على الجلوس هنا، وعلامَ تبكينَّ!
وأعلمنه بالحال والمآل، وقصصن عليه خبرهن من أوله حتى منتهاه!
وكان السائل مُحسناً كبيراً، فاتصل على أسرته التي حضرت حالا، وأخذت معها الأسرة المشردة، وقام المحسن بتأمين سكن لهن من دورين، وقال لهن: اسكن في الدور الأول، أما الدور الثاني فأجرنه نفقة عليكن!
وبكت العجوز الكفيفة المقعدة بكاء حاراً من شدة الفرح، ورفعت يديها إلى الله، تدعو للمحسن بالسلامة والعفو والعافية وطول العمر!
وتضاعف فرح البنتين بالحال التي فرجها الله، وبالأم التي استقر بها المقام!
ومرت الأيام.. بعضها يتلو بعضا.. وذات يوم انتشر خبر مرض زوج البنت الكبرى، الذي نُوِّم في المستشفى من مرض عضال وجيء بأولاده إلى أمهم لرعايتهم! وبعد فترة وصلت الأنباء عن إصابة الزوج الثاني بحادث سيارة أفقده قدميه، وتخلّت عنه زوجته الأخيرة بعد أن تأكدت إعاقته! حيث جيء بأولاد الأخت الصغرى، ليكونوا في رعاية أمهم!
وبينما اجتمع شمل الأسرة، الأم وابنتيها وأولادهما في دار واحدة، كان الزوجان يتجاوران في المستشفى، وحين نظر أحدهما إلى الآخر فاضت عيونهما بالدموع.!!
marrfa.hotmasbt@hotmailcom.
* القصة كما حكاها الواقع دون إضافات!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved