أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd August,2001 العدد:10535الطبعةالاولـي الخميس 12 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

تظاهرة الحب الكبير
د. عبدالإله ساعاتي
ظاهرة الحب الكبير التي شهدتها الرياض العاصمة إثر وفاة فقيد الوطن الأمير الشاب فهد بن سلمان بن عبدالعزيز يرحمه الله .
وهذا الالتفاف الكبير من الشعب بكافة طبقاته مع الأمير سلمان وأسرته.
هذا الطوفان البشري الذي انهمر باتجاه قصر الأمير سلمان.. ليس فقط من مدينة الرياض بل من مختلف انحاء العالم.
أمراء ومسؤولون.. شيوخ ومسنون.. اطفال وشباب.. مرضى ومتعافون.. أصحاء ومعاقون.. بحر من عواطف البشر احتضن سلمان وأسرته.. يشاركه أحزانه وآلامه في مصابه الجلل..
برقيات التعزية التي انهالت من كل مكان الى القيادة الرشيدة.. والوفود الرسمية التي حضرت لتقديم العزاء..
مشاعر شعبية جارفة صادقة لفت الأمير سلمان والاسرة المالكة من قبل فئات الشعب المختلفة ومقاماتها المتباينة.
«تظاهرة حب» انساني هائل هي ما شهدناه في المناسبة الأليمة..
ولهذه «التظاهرة» الظاهرة أبعاد ودلالات اتمنى اخضاعها لأدوات البحث والدراسة..
لقد خيم الحزن على الوطن.. وتوقفت صحف الرياض.. كما قال «سمير عطا».. واحتشدت حشود من البشر بصورة غير مسبوقة لتعبر عن مشاركتها وعن حزنها وعن تعاطفها..
ولم يكن هناك حدث إلا هذا الفقد الكبير.. ولم يكن حديث إلا عن هذه الظاهرة..
هذه «التظاهرة» هي دلالة على مدى التحام القيادة بالشعب في هذا الوطن المعطاء..
هي دلالة على قرب القيادة من المواطنين وتفاعلها مع افراحهم واتراحهم.. همومهم وقضاياهم..
ولقد أثمر ذلك عطاء متبادلاً.. حفر في نفوس الناس حباً لقيادتهم وتفاعلاً متواصلاً معهم في الافراح والاحزان..
لقد جسدت تلك المناسبة الأليمة مجدداً عاطفة الحب الجياشة التي يحملها ابناء الوطن نحو الأسرة المالكة.. في ذات الوقت الذي جسدت فيه عمق ارتباط اعضاء الاسرة السعودية الكبيرة التي تتداعى فيها سائر الاعضاء اذا ما اشتكى منها عضو..
وتعكس «تظاهرة الحب» ايضاً المكانة السامقة.. والقيمة الكبيرة للأمير سلمان بن عبدالعزيز.. سلمان الخير والعطاء الذي يعيش في قلوب الناس ويسكن في احداقهم.. فتأثر الناس بتأثره وتألموا لألمه.. وتدافعت الحشود لتعبر له عن وقوفها ومشاركتها لأحزانه..
** أما فقيد الوطن الأمير فهد بن سلمان يرحمه الله فلقد تابعته في حواره الذي اجرته معه قناة art وكذلك في الحوار الذي نشرته جريدة «الجزيرة».. وبدا شاباً يحمل عمقاً فكرياً ورؤية موضوعية وتطلعات مستقبلية.. ولكنها إرادة الله سبحانه وتعالى ولا راد لقضائه وارادته وقدره..
فالموت حق.. يقول الله سبحانه وتعالى: «كل نفس ذائقة الموت».. ويقول تعالى: «قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم».
وخير ما يبقى للإنسان أعماله الطيبة وذكراه العبقة.. فلقد تابعنا للفقيد يرحمه الله اعمالاً خيرية كان آخرها انشاء الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي ودوره الكبير في تأسيسها ورئاسته اللجان التحضيرية وأعمال الأمانة العامة لهذه الجمعية..
اضافة الى ما سمعنا من أعمال خيرية وانسانية جليلة قام بها في سبيل التخفيف من معاناة المساكين والفقراء والمرضى والمحتاجين..
وفي ذلك يقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
ويقول صلوات الله وسلامه عليه عن الذي يعمل الخير ويحمده الناس عليه: «تلك عاجل بشرى المؤمن».
ولا يسعني إلا أن ارفع صادق العزاء لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وحرمه وابنائه وابناء الفقيد.. داعياً المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved