|
| عزيزتـي الجزيرة
تعودت في كل اجازة لي منذ سنوات ان اقوم بزيارة بعض الهجر القريبة من خط الحجاز الجديد والقديم واقول القريبة ولم اقل البعيدة، فهناك ترى البساطة والبراءة وعدم التكلف الذي هو طابع اغلب سكان المدن بل ايضا الكرم الذي اختفى في كثير من المدن لدينا واصبح ابن المدينة ليس لديه وقت ومشغول وعلى اي شيء لايدري احدنا بل الصحيح ان وقتنا اصبح ليس فيه بركة الا من رحم ربي، وهذه الزيارة هي احب الى نفسي من زيادة اجمل المدن في الخارج، وهذه الهجر تتسم بنقاء الهواء وصفاء الجو وقلة المباني فهي مابين اربعة وعشرة منازل وبينها مسجد صغير يتولى الامامة فيه والأذان شخص واحد براتب او بغير راتب وقد لاحظت وهذا هو المهم خلال زياراتي المتكررة لهم ان اغلب الذين يصلون بالناس أميون وغير ملمين بقراءة القرآن الكريم، ولا ينطقون الآيات بشكل صحيح او قريب من ذلك فهم كما قلت اميون ولهم الاجر ان شاء الله والمتعلمون من ابناء هذه الهجر قد هجروها الى المدن، وتجدهم ايضا لايحفظون من القرآن الا الشيء اليسير، وفي أحد المساجد وعندما صلى بنا احدهم صلاة المغرب في وقت وصولنا قرأ سورة )الكافرون( وأخطأ في قراءتها كثيرا وهي سورة قصيرة وسهلة جدا، وآخر كان يقرأ سورة المدثر وعندما وصل عند الآية «والرجز فاهجر» قرأها كالآتي «والرز فاهجر» وعندما شرحت له الخطأ الذي وقع فيه قال وببراءة ياولدي كنت اظن ان الآية تقرأ هكذا، وكان صادقا في كلامه، وغيرهم كثير، هذا غير الاخطاء الاخرى التي تقع منهم في قراءة الفاتحة ولكن السؤال الذي من اجله كتبت هذا الموضوع: أين طلبة العلم من ذلك؟ أين هم من هذه الهجر ولماذا لايحتسبون الاجر والثواب ويزورون هذه المناطق فيفيدون ويستفيدون ويعلمون هؤلاء كيفية الصلاة والقراءة؟ أين هم من سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي زار كل مكان قريب وبعيد وتعب وتحمل المشاق من اجل الدعوة الى الله؟ أين هم من هذه الهجر التي فيها اهلهم وأبناء وطنهم بدلا من ان يضيعوا الاجازة بين الاستراحات والشقق والطلعات في الصمان والتفنن في صيد الضبان وهلم جرا، فزيارة مثل هذه الهجر بهدف تصحيح القراءات لبعض الأئمة هناك وتنبيههم للاخطاء التي قد تخل بالصلاة وتعليمهم الاركان والواجبات فضله عظيم واجره كبير ان شاء الله، ربما لم اذكر سوى هذه الاشياء البسيطة وقد يكون هناك ماهو اعظم مما ذكرت وقد قلت في بداية الموضوع انني لم ازر سوى الهجر القريبة فقط فماذا عن البعيدة؟
ان جهود وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد لاينكرها احد ولا يجحدها الا جاحد حيث نرى ذلك في كل مكان نسير اليه وذلك بتوجيه من ولاة الامر اعزهم الله ونصرهم وحفظهم لنصرة دينه واعزازه ولا ننسي جهود اهل الخير في اقامة المساجد ولم يبق سوى دور طلبة العلم المتخرجين او الذين على مقاعد الدراسة في الجامعات ولن يضر احدنا لو قام مع زميل له او زميلين بزيارة هذه الهجر واطلعوا خلالها على احوال ابناء بلدهم وعلموا هذا كيف ينطق هذا الحرف وذاك كيف يقرأ تلك الآية وهذه السورة، واغلب السور التي تقرأ هناك من السور القصيرة وجميع طلبة العلم لا اظنهم يجهلون قراءتها بالشكل الصحيح.
عبدالله سعود العصيمي
الرياض - الخطوط السعودية
|
|
|
|
|