أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd August,2001 العدد:10536الطبعةالاولـي الجمعة 13 ,جمادى الاولى 1422

الثقافية

ومضات
قصص قصيرة جدا
صداقة
* كان كل من في الغرفة يضحك ويثرثر.. وكانت هي منزوية في ذلك الركن تعالج افكارا ما انفكت تضغط على خلايا دماغها.. نظرت الى الحاضرات واحدة تلو الاخرى بعين تنظر ولا ترى.. احست برعشة غريبة في جسدها وقالت في نفسها.. كفي عن النظر فهي ليست هنا.. اطلقت تنهيدة حارة وعادت الى افكارها.. لقد احتوتها تلك الانسانة كما لم يفعل احد من قبل.. لقد كانت فارغة.. بائسة.. وحين ظهرت تلك في حياتها ضمتها بكل مشاعر الصداقة والود اكثر مما يستطيع انسان ان يفعل.. اجل لقد كانت صديقتها وكانت تحبها بكل ما اوتيت من قوة.. ولكن لا تدري لم ثار عليها ذاك الاحساس بالجحود فتركتها حيث هي وذهبت.. وما كان من الاخرى الا ان تنصاع الى رغبة من كانت صديقتها وترحل..
كانت تريد وبشدة ان يكون لها صديقة.. وعندما تحقق لها ذلك تركته وذهبت والآن.. الآن فقط.. احست بالندم.
روتين
* كان جالسا على ذلك المقعد الوثير وأوراق كثيرة منشورة على تلك المنضدة اللامعة امامه يعمل بكل جد واهتمام.. يعطي عمله كل ما في جعبته من العلم الذي اخذه.. يدخل عليه احد المراجعين يستقبله بوجه باسم.. يتناول منه الملف.. يقرأه بسرعة وينهي المعاملة بوقت قياسي.. سعيد هو بوظيفته.. يحاول ان يجعل كل يوم مختلفاً عن الآخر.. متجددا بالعطاء..
كان ذاك حلمه.. وعندما تحقق وحصل على الوظيفة.. خنق ذلك الحلم بالروتين والجرائد واكواب الشاي..
فستان
* كما الطفلة الصغيرة كانت عندما تمر من امام ذلك المحل وتنظر الى ذلك الفستان الذي يسيل لعابها.. لم تكن لديها القدرة على شرائه كانت تنظر اليه بشوق واحيانا بخوف وفي يوم ما.. قررت ان تخذل ضعفها وقفت امام والدها متوترة.. اريد ان اشتري فستان!!
وجاءت البشرى .. لقد وافق ولكن امامها اسبوع ونصف الأسبوع لكي تحصل عليه فوالدها وعدها به بعد ان يستلم راتبه الضئيل.
كل يوم تقريبا تذهب الى السوق وتناجي فستانها المحبوب بنصف نظرة.. يوم.. يومان.. ثلاثة.. واصبح ذلك الفستان المعجزة في يدها.. لبسته لزفاف صديقتها ثم.. اودعته الخزانة الى ما يشاء الله..
أسئلة
* تؤرقني اسئلة طالما بحثت لها عن اجابة ولم اجد حتى الآن لماذا نؤخذ ببريق الذهب وهو بعيد عن اعيننا ولكن عندما نحصل عليه يتحول الى معدن ليس ذا قيمة؟
لماذا نجري وراء الحلم سنينا طويلة نفكر.. نتعب.. نتألم وحينما يتحقق يتحول الى روتين ممل.. لماذا لا ننتبه الى قيمة ما تملكه ايدينا الا بعد ان يضيع منا؟
هل نفعل ذلك من غرور بأننا حصلنا على ما كنا نحلم به وهذا هو المهم فقط؟
أم نفعله عن انانية حين نريد ان لا يملك احد ما كنا قد ملكناه حتى لو كان الآن خارج دائرة حدودنا.
البندري يوسف الوتيد

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved