أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd August,2001 العدد:10536الطبعةالاولـي الجمعة 13 ,جمادى الاولى 1422

أفاق اسلامية

رياض الفكر
جامعة الإمام..ورعاية الأطفال
سلمان بن محمد العُمري
الذرية الصالحة هي من اكبر نعم الله تعالى على الانسان، والاسلام دين الفطرة ارادنا ان نربي اطفالنا على الفطرة السليمة والخلق والذوق السليم الذي ارتضاه لنا ربنا سبحانه وتعالى، ومن المعلوم ان الطفل بعد ولادته يتأثر بمحيطه وبيئته بدءاً من اسرته وما فيها من أب وأم واخوة واخوات الى الاقارب الى الاصدقاء، والمدرسة والمجتمع ككل. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه».
وهكذا كان للتربية مكان خاص في الثقافة الاسلامية التي تعبر عن النهج الرباني الذي اراده الله للبشر ان يسيروا عليه، وقد اولى الاسلام - منذ بداياته - هذه الزاوية اهتماماً لا مثيل له، بحيث يمكن بناء جيل قوي ومسلح بالايمان لا تهزه الهزات والقلاقل، واشتمل البناء الاسلامي لجيل الطفولة على كل مناحي الحياة صغيرها وكبيرها بحيث لم يدع ثغرة ينفذ منها ما لا تحمد عقباه.
في عصرنا الراهن تمثل المملكة الحبيبة القلعة الاساسية، والركن الركين في البناء الاسلامي حيث انها تعتبر حامية الثقافة الاسلامية ليس في منطقتنا فحسب، وانما في العالم اجمع، والامثلة والشواهد على ذلك كثيرة وعديدة، لا بل اكثر من ان تحصى، وفي مختلف مناحي الحياة، وفوق ذلك عملت المملكة دائماً على بناء الصروح الاسلامية الشامخة في داخل المملكة وخارجها، ولا شك ان تلك الصروح التي من ابرزها صروح العلم والثقافة والحضارة انارت الطريق، وابرزت جوانب مهمة من صورة المملكة الحقيقية امام العالم اجمع، ومن تلك الصروح التي نفخر بها، ونعتز، ونرفع رؤوسنا متباهين بها وبلا مبالغة «جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض» تلك الجامعة العريقة التي رفدت المجتمع بكل نواحي الخير، ووصل ذلك الفيض العميم من الخير لانحاء العالم على مدى عشرات السنين.
لقد كان لها دور يعرفه القاصي والداني في الحياة التربوية لامتنا ومجتمعنا، فكانت ان اعطتنا آلاف الكوادر المهيئين بشكل ممتاز والقادرين على خوض غمار الحياة بكل قوة واقتدار في عالمنا المعاصر السريع التطور، والذي يمتاز بأنه عصر العلم والحضارة والتقنيات الحديثة، وكان من تلك الكوادر علماء ودعاة كبار شمل علمهم كل العالم وعلى امتداد سنين طوال.
واذا ما عدنا الى الركيزة التربوية الاساسية التي بدأنا بها حديثنا، الا وهي عملية تربية وتثقيف جيل الطفولة، وقلنا ماهو موقع الجامعة من هذه العملية، لوجدنا الاجابة في اتجاهين:
الاول: اجابة عامة تتمثل بخريجي الجامعة الذين سيزودون المجتمع بطاقة بشرية مؤمنة هائلة تساهم في تربية وتهذيب المجتمع ككل،وكذلك هناك خريجون من كل انحاء العالم سيساهمون في تربية مجتمعاتهم لأن لها معاهد خارج المملكة تساهم في هذا العمل الطيب.
اما الاتجاه الثاني فيتمثل باجابة خاصة ونوعية حيث اوصى المجلس العلمي في الجامعة بأن تتبنى الجامعة مشروع اعداد قصص اسلامية للاطفال والناشئين يتم فيها عرض عدة جوانب من حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحياة صحابته والتابعين - رضي الله عنهم - اجمعين وبذلك يتحقق الهدف التربوي النبيل بربط اطفالنا وفلذات اكبادنا بدينهم القويم وبتاريخهم العريق وبذلك تتم تقوية نفوسهم وتهذيبها وجعلهم قادرين على مواجهة متطلبات عالم اليوم.
ان تلك القصص والكتيبات الدينية الاسلامية تحمل بطياتها شرحاً مبسطاً لمزايا الاسلام واحكامه، وعن طريقها يتم ارشاد الابناء للسلوك السليم والقويم، كما انها ستزيد من اقبال احبتنا على كتاب الله وعلى الحديث النبوي الشريف والعلوم النافعة، وخاصة اذا اعدت اعداداً جيداً وبأسلوب مشوق وجميل بعيداً عن التعصب والغلو، يحبب للناشئة قراءة السيرة العطرة.
لقد وضعت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية - حرسها الله - ضوابط علمية، واسساً متينة لاختيار القصص والكتاب الاسلامي، وقد جاء التطبيق رائعاً حيث تم طباعة اكثر من «50» قصة حتى الآن بشكل لائق، كما نشرت حوالي «28» كتاباً تناولت العديد من القضايا التي تهم الشباب المسلم المعاصر، بالاضافة لسلسلة بعنوان «بحوث في ثقافة الطفل المسلم»، وقد بلغ عدد النسخ التي تمت طباعتها ما يقارب المليوني نسخة، وهذا انجاز بارز.
ان من حقنا ان نطالب بالمزيد من ذلك النشاط الخير، وخصوصاً اذا علمنا ان هناك كبوة حالياً بهذا النشاط، حيث لا يوجد توزيع حالياً او ان التوزيع ليس كسابق عهده - كما سمعت من احد المسؤولين في الجامعة -، وكذلك لم نعد نسمع عن تلك الاصدارات، و لا نقرأ عنها حتى في الصحف ووسائل الاعلام، اننا نطرح هذه القضية ليقيننا باخلاص الايادي القائمة على الجامعة،ومحبتها لخدمة هذا المجتمع، ولهذا نحن نطالبها بالمزيد، لا، بل اكثر من ذلك نطرح عليها مشروعاً آخر، وهو ان تطرح امكانية تحويل بعض القصص ذات الطابع الاسلامي الى افلام كرتونية، وخصوصاً ونحن نعيش عصر الفضائيات والغزو الثقافي والانترنت وكل ذلك مدعاة لأن نحث الخطى بهذا الاتجاه، أليس عاراً ان تكون كل او معظم الافلام المتداولة بين ايدي اطفالنا من نتاج غريب عنا، ولا يمثل ثقافتنا؟!!
ان الطرح الاسلامي يأتي بشكلين - كما نعلم - فإما ان يكون مباشراً على شكل قصص اسلامية، وإما ان يكون غير مباشر على شكل قصص تعالج بعض قضايا المجتمع ضمن بيئة اسلامية تجعل الطفل يعيش حياة ليست غريبة عنه، لا بل تقوي ارتباطه بمجتمعه، وذلك بشكل مباشر، وانا اعرف بعض الزملاء الذين كتبوا عدة قصص بهذا المجال، وأرى انها لا تقل اهمية عن القصص الاسلامية ذات الطرح المباشر، لا بل انها قد تفوقها في بعض مجالات التأثير والفعالية، وأرى ان توليها الجامعة ذات الاهتمام، وخصوصاً تلك التي تعالج مجالات حيوية مثل قضية الاعاقة والتعامل الانساني ضمن بيئة اسلامية خالصة، ولابد ان نذكر ان القصص بنوعيها ذات الطرح المباشر وذات الطرح اللامباشر اساسية في عملية تكوين الذخيرة الثقافية لجيل الطفولة، ويجب العمل وبقوة لايصال بعضها لحالة واقعية على شكل افلام مؤثرة.
لقد حاول بعض الزملاء وبشكل شخصي امكانية تحويل قصصهم لافلام، وسمعوا من الشركات المتخصصة ارقاماً خيالية عن التكلفة،ومن هذا المنطلق فإننا نطرحها كدعوة مفتوحة لإجراء دراسة او ندوة او ملتقى واقعي وشامل حول التكلفة وكل النواحي الاجرائية والخروج باقتراحات قابلة للتطبيق وخصوصاً اننا نعالج قضية ثقافة جيل.
جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية كانت كبيرة، وستبقى كذلك الى ما شاء الله،ومحبتنا لها هي التي تدفعنا لهذه الطروح، وهي التي تدفعنا لأن نطالب بأن تكون تلك الجامعة المباركة هي المبادرة في هذا المجال، وصاحبة اليد الخيرة في الوصول نحو تطبيق امثل، وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الاخرى سواء من ناحية النشر والاعلام، او التمويل ، او التسويق الى ما هنالك وانني على ثقة تامة في المسؤولين في تلك الجامعة العزيزة، وحرصهم على التطوير والمتابعة والشمولية لكافة قطاعات الجامعة، وبالطبع فإن ثقافة ابنائنا امانة كبيرة، وعلينا تحملها كما تقتضي وفي هذا تطبيق اسلامي صريح، فكلنا راع، وكل راع مسؤول عن رعيته. والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved