أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd August,2001 العدد:10536الطبعةالاولـي الجمعة 13 ,جمادى الاولى 1422

شرفات

جاب قارات العالم ب«شرقيات» الموسيقي «فتحي سلامة»:
لست ضد الموسيقى التجارية.. المشكلة أننا لا نسعى لتطويرها
لحنت لمحمد منير وعلي الحجار وعمرو دياب وحميد الشاعري وأنوشكا
تتنوع مرافئ« فتحي سلامة» الموسيقية ما بين تلحين وتوزيع وموسيقى تصويرية و«تحاور» مع مختلف موسيقات العالم.. وتجربته المتميزة مع فرقته«شرقيات» التي يحتشد الآلاف لسماعها مع كل دورة من مهرجان القلعة
بدأت علاقة فتحي مع الموسيقى في السادسة من عمره، كما كل أطفال فئة من الأسر المصرية كان البيانو جزءاً من حياتها، تدرب فتحي على المؤلفات الغربية الكلاسيكية ل«موزار» و«تشايكو فسكي» وغيرهما، بينما الأسرة تعشق التراث الشرقي.. فاقترب منه أكثر تدريجياً وبعدها انضم لعدد من الفرق الغنائية الغربية التي كانت منتشرة في مصر في السبعينيات ومكونة من مصريين وعرفت بفرق«كافرس»، تقدم أغاني معروفة عالمياً لفرق شهيرة مثل البيتلز ورولنج ستون وفي أواخر السبعينيات سافر إلى لندن، ثم عاد ليدخل بثقله في التلحين والتوزيع الموسيقي لكل من محمد منير وعلي الحجار وعمرو دياب وانوشكا وغيرهم.
* سألته «الجزيرة»: متى بدأت تتبلور فكرة تحاور الموسيقات في تجربتك؟
البداية عفوية وبدون وعي متبلور، فيما بين 12 و 15 سنة من عمري، كنت أتدرب على نماذج كلاسيكية غربية.. ولدى أسرتي اهتمام ومكتبة موسيقية شرقية، تساءلت ألا يمكنني المزاوجة بين التراثين وامتدادهما، ثم جاءت تجربتي مع الفرق التي تقدم أغاني غربية، غير أن الفكرة تبلورت واتضحت ملامحها عندما قضيت ستة أشهر للدراسة الحرة بلندن تعرفت على فرق غربية حقيقية وتجارب هناك احترمت موسيقانا وما لها من باع طويل في المتحاور مع تراثنا، تدربت ودرست على أيدي موسيقيين غربيين كبار، معظمهم أمريكان.. أشهرهم باري آس وهكذا أصبحت دراستي الهندسية مجرد شهادة حصلت عليها وبدأت مشواري العملي مع الموسيقى.
* الغريب أنك عدت من رحلتك الغربية إلى ما يسميه البعض بالموسيقى التجارية؟
لا أدري أية غرابة، لم أكن أبداً ضد الموسيقى التجارية، المشكلة في تكلس الأنماط التجارية، وعدم تجددها، ولو نظرت للتجارب التي قدمت منذ عام 1980م وحتى الآن لوجدت صعوبة في رصد التطورات التي لحقت بها، ستجد نفس الفورمة. في الغرب ستجد العكس تماماً، لأنهم يعون أن الموسيقى التجارية سلعة يجب عليك تجديدها وتطويرها ليقبل عليها الجمهور.
* لنقترب من تجربتك مع هذه الموسيقى؟
بدأت في الثمانينات بمجرد عودتي من الخارج.. لحنت ووزعت مئات الأغاني.. معظم شرائط محمد منير الأولى وعدة أغان لعلي الحجار منها« صلينا الفجر فين» ولعمرو دياب «ميال» وشريط حميد الشاعري الأول« رحيل» ومع أنوشكا« حبيتك».. وهكذا.
* لكن نسبة كبيرة من انتاجك كانت توزيعاً فقط؟
هذا صحيح.. لكننا نعرف طبيعة عمل الموزع الموسيقي في منطقتنا العربية.. وليس في مصر فقط، فالملحن في كثير من الأحيان «بيجيب» اللحن على العود حتة.. حتة وعلى الموزع أن يجمع الحتت في لحن متناغم مع موضوع الأغنية وقد يضطر إلى تلحين حتت أخرى لإنجاز عمله. وهذه التجربة أفادتني كثيراً.. تعرفت على موسيقيين أكثر واكتسبت خبرة استديو كبيرة جداً.
* ومتى قررت انشاء فرقتك المعروفة «شرقيات»؟
عام 88 وقدمت أولى حفلاتها في العام التالي، وعامة مفهوم الفرقة في مصر والوطن العربي غير متحقق، فالمفروض أن يعمل أعضاؤها ويتدربون معاً سنوات وسنوات، ولك أن تعرف أن فرقتي التي تجاوز عمرها العشر سنوات مر عليها أكثر من مائتي عضو.. لم يعد لدى أحد وقت للبروفات، وإذا توافر طلب ثمن البروفة!
* لكنها مع ذلك أصبح لها وجودها المؤثر عربياً.. ومعروفة عالمياً؟
الحمدلله فقد انتجنا باسم الفرقة بخلاف تجاربي المنفردة أو مع آخرين: «2» سي. دي الأول «رقصة الجمل».. والثاني« درب الجمل»، ومزجنا في عروض الفرقة بين آلات وموسيقات من أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتنية والشمالية وقدمنا عشرات العروض من دعوة إلى مهرجان أو تظاهرة موسيقية.
* وماذا عن تجاربك المتفردة مع« الأجانب»؟
أميل نحو التجارب المفتوحة، منها سي. دي بعنوان« لا تتسلق الهرم» مع فرقة روك سويسري.
وآخر مع فرقة فلامنكو، وقدمت مشاريع متكررة مع عازف العود الألماني المعروف «رومان بولكا»، وله تجارب مع محمد منير وهكذا ستجد مشروعا لي مع موسيقي ايرلندي وآخر مع «هندي».. ثم مع الراي الجزائري، وكانت ب« شرقيات» حتى فترة قريبة عازفة يابانية.
وهناك فرقة بربرية أو أمازيجية قدمت معها تجربة منها أغنية عن«القدس» من ألحاني.
* قرأنا عن أغنية أخرى لحنتها عن المدينة المحتلة؟
نعم.. وهي «زهرة الأوطان» من كلمات عمر بطيشة وألحاني وتوزيعي وهي ضمن عدة أغان لي بشريط أنوشكا و« زهرة الأوطان» انتهينا منها قبل عدة أشهر.. واعتقد أنها أغنية وطنية مختلفة، يمكنك أن تسمعها وتشعر أنها عن بلدك.. أنت أيا كان وطنك، وفي نفس الشريط لحنت ووزعت« من غير ما أناديك.. أيضاً من توزيعي وتلحين الجزائري «نوبي فاضل».
* الموسيقى التجارية مرة أخرى.. وتحديدا مع انوشكا؟
كلنا بحاجة لهذه الموسيقى، لكن متطورة وتضيف جديداً لما هو سائد، وهو نفس ما تسعى إليه دائماً الفنانة أنوشكا، فهي تتميز بين جيلها وبين من يعرفون بالأغنية الشبابية بأنها تهتم جداً بنوعية شغلها وبجودتها.. وتستغرق زمناً طويلاً لإنجازه، وتريد تقديم شيء جديد «بجد» وأشعر معها أنها لا تسعى فقط لإنجاز عمل تجاري، بل عمل يمكن أن يباع لكنه سيعيش لسنوات طويلة قادمة.
* وماذا عن تجربتك مع الموسيقى التصويرية؟
لي العديد من التجارب في هذا السياق طوال الثمانينات، لكنني لا أتوقف عندها بقدر ما اتوقف عند تجربتي مع«علامات أبريل»، الفيلم الروائي القصير لأحمد ماهر و«جنة الشياطين» ثاني أخراج لأسامة فوزي، والذي حصد عدة جوائز دولية ومحلية، منها جائزة للموسيقى التصويرية.
ولكل فيلم تجربته الخاصة مثلاً في «علامات أبريل» كنا نعمل بالتوازي مع الفيلم.. عشت تصويره ومراحله المختلفة، والعازفون جلسوا في هذه الحجرة التي تحولت إلى استديو صغير وشاهدوا نسخته الأولية وهم يعزفون. أما«جنة الشياطين» وأنا هنا استشهد بما قاله مخرجه اسامة فوزي من استحالة فصل الموسيقى عن بقية نسيج الفيلم لأنها نجحت في أن تتغلغل فيه.
* ومشاريعك القادمة؟
عدت من مهرجان في زيمباوي وأستعد للسفر إلى الدانمارك لتقديم حفلة خاصة بنا وحفلتين مشتركتين مع فرقتي«روك» دانماركيتين وورشتين معهما، ويعقبها رحلة إلى العديد من المدن الأوروبية.
عمر محمد

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved