أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th August,2001 العدد:10539الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

في منزل الأمير
د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان
إنها البشارة بالخير، وإنهم شهود الله في أرضه، وإنه الأثر الخالد موعدنا الجنائز، تحول بيت الأمير إلى مدينة متحركة، وصار قصر الأمير كُتلاً بشرية عائمة جاؤوا للتعزية وحضروا للمواساة وأقبلوا للدعاء وهتفوا بالترحم، تدافع الشباب وتزاحم الشيوخ جاؤوا زرافات ووحدانا وصار الطريق إلى قصر الأمير أرتالاً من السيارات ما الذي دفع هؤلاء البشر؟ ومن الذي أغراهم بالحضور إنهم جموع تُرتب صفوفها وأفواج تأخذ دورها في السلام والعزاء.
ما الذي ساقهم أهو موت الفجاءة للعزيز الغالي الأمير فهد بن سلمان رحمه الله أم هو صدمة الأسيّة لفقد الابن الأكبر.. إن الموت حق وكل والجهُ والفراق حتمٌ وكل سالكه والمنون تطرق الناس كل وقت ويصبرون ويحتسبون ولكن ما هذه الظاهرة البشرية في قصر سلمان؟ ولم هذه الجموع في جنازة فهد بن سلمان؟!.
إن الراحل مشهود له بالخير ومعروف عنه التواضع والسماحة ومساعدة المحتاجين وكم عرفت له من موقف وكم شهدت له من مناسبة وهو يعطف على هذا ويساعد ذاك.
ثم سلمان الحب والوفاء سلمان الأصالة والشهامة لقد أحب سلمان الرياض وأهلها فأحبوه وشاركهم أحزانهم فشاركوه وآساهم فآسوه، إنه يزور مرضاهم ويحضر جنائزهم فكم من مرة نراه وهو يصلي على هذه الجنازة وتلك ويزور هؤلاء معزياً وأولئك، وإنه معهم في كل مناسبة اجتماعية وفي كل حفلة خيرية اقترب منهم فاقتربوا منه، ديوانه في الإمارة مفتوح وجلسته العامة تتكرر كل يوم لذوي الحاجات ولقد رزقه الله القبول عند العامة وجمع له المحبة والمهابة في القلوب والناس أوفياء ولديهم مشاعر وعواطف فكيف لا يشاركونه آلامه ومصابه، إن المصاب مصاب الرياض وأهلها وإن البلاء بلاء الجميع.
وعزاؤنا أن سلمان عظيم والعظيم على العظائم صبور، وأن فهداً أكرمه الله بهذه الجموع الداعية وسخر له هذه الحشود الضارعة إلى الله وكلها تسأل للراحل المغفرة وترجو له الجنة فالموقف موقف صدق والمشهد مشهد صفاء وهو في هذا الوقت رحمه الله أحوج ما يكون للدعاء. تقبل الله دعاءهم، وألهم سلمان وأسرته الكريمة الصبر والاحتساب.
* عضو مجلس الشورى

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved