أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th August,2001 العدد:10539الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

ماذا نقول «يا للي تعين وتعاون؟»
د. عبدالمحسن محمد الرشود
أيها الوالد الحبيب سلمان بن عبدالعزيز:
أحسن الله عزاءك يا أبا فهد، وعظّم أجرك، وأحسن الله عزاء أم فهد وإخوته وأخواته وأبنائه وبناته، وعظّم الله أجرهم أجمعين، وأعزي نفسي، والفقراء، والمحتاجين الذين سوف يفقدونك يا فهد بن سلمان...
يا سيدي دعني أخبرك أن الدرعية ببطاحها وسهولها ووديانها و«قلبانها» وأناسها تعزيك، والرياض بحاراتها التي تعرفها منذ نعومة أظفارك.. قد حزنت معك، وبكت معك بكاءً مراً، وتألمت لألمك يا أبا فهد، وأحست بقلبك المفجوع وحزنك الموجوع، وما في داخلك من مكتوم دموع.. نعم أبا فهد لقد حزنا لأنك دوماً تواسينا ودوماً تقف معنا ودوماً تؤملنا بالخير وتفعل يا أبا فهد...
أحسن الله عزاءك، ورحم الله فهداً وأدخله فسيح جناته وتغمده بإذن الله بواسع رحمته وشمله بعظيم غفرانه وجمعك الله به في الجنة إن شاء الله...
هل الأقدار إلا أمر لابد من الإيمان به...
لكننا نحزن على الذي يقف مع الناس كبيرهم وصغيرهم ويفتح قلبه لهم...
هل تذكر يا طويل العمر عندما ضاقت بي الدنيا وأتيت إليك صبيحة يوم اثنين جمادى الآخرة عام 1413ه وأنت لا تعرفني شاباً مقبلاً على الحياة وأبديت لسموكم رغبتي في إكمال دراستي لنيل درجة الدكتوراه عن نظام المناطق بالمملكة وقد سُدّت الأبواب أمامي وقيل لا مجال في ذلك لاسيما وأن الموضوع شائك ومتعلق بإمارات ومحافظات وغير ذلك.. وحيث سمعت أن كثيراً من الناس عندما تضيق بهم الأمور يتجهون لسلمان.. فأتيت إليك...
هل تذكر عندما جلست أمامكم، رمقتني بنظرة حانية بها فراسة وقوة وقلت لي: هل أنت مستعد لتحمل الصعاب في هذا الموضوع فقلت: نعم. ثم قلت لي: هل لديك قبول قلت نعم وكنت على أعصابي لأنك يا طويل العمر آخر أمل في الموضوع كله وقد أحسست بي، وقلت لي بابتسامة لن أنساها يا ولدي: «إنا نعين ونعاون»، وشجعتني على إكمال دراستي آنذاك... كم ذا أعطيت وعزيت ووقفت مع الناس لكن السؤال نحن ماذا نستطيع أن نواسيك به كما يقول الأستاذ عبدالعزيز السالم: كيف نواسيك وأنت من يواسينا؟ في جريدة الرياض الزميلة السبت الماضي.
ماذا نستطيع أن نقدم لسموكم غير الدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، والفوز بالجنة، وأن يلهمكم آل سلمان الصبر والسلوان وإنكم لمؤمنون بالله، وبقضائه وقدره، وإنكم يا طويل العمر من الذين عركتهم الحياة وعركوها، ومن الذين يصبرون على الضراء والسراء، وإن حزن هؤلاء الناس جميعا معكم وعلى فهد لهو دليل على أنكم من المحبوبين والناس شهود الله في أرضه، وإن أياديكم البيضاء على أهل الرياض والدرعية ومناطق الرياض الأخرى واضحة لكل منصف ولكل إنسان مرهف العاطفة، جياش المشاعر.
وختاماً أحسن الله عزاء أم فهد وعافاها الله وأمد في عمرها وألهم إخوته وزوجته وأبناءه وبناته الصبر والسلوان... إنه سميع مجيب الدعاء.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved