أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th August,2001 العدد:10539الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

دقات الثواني
الرئيس عبدالرحمن واحد
د. عائض الردادي
لقد جنَّب الله إندونيسيا أزمة كانت من المحتمل أن تؤدي إلى تفككها إلى دويلات، عندما تمت بسلام إقالة الرئيس عبدالرحمن واحد وتعيين نائبته رئيسة للبلاد في اجراء دستوري حفظ البلاد من نتائج إصرار الرئيس عبدالرحمن على عدم الخضوع للإرادة الشعبية من خلال توجه مجلس الشعب الاستشاري )أعلى سلطة في البلاد( إلى تنحيته بأغلبية أعضائه )591 صوتاً( مقابل تغيب )100( هم أعضاء حزب نهضة العلماء الإسلامية التي يرأسها الرئيس وحيد، وكانت ستحل بإندونيسيا كارثة لا يعلم إلا الله ما سينتج عنها لو وصل الأمر إلى الصدام بين الجانبين، وما كان ذلك ليتم لولا كلمة الفصل من الجيش بالوقوف إلى جانب ما رآه المجلس الاستشاري فجنب البلاد ما سيحدق بها من مخاطر، وأثبت العسكريون أنهم ديمقراطيون أكثر من ممتهني الديمقراطية.
مشكلة الرئيس عبدالرحمن أنه يعيش بعقلية العالم الثالث في فهم الديمقراطية فهو مع الديمقراطية عندما انتخبته، ولكنه عندما أخفق في أداء المهمة لم يقبل أن تخرجه الديمقراطية المبرَّرة من الحكم كما أدخلته، ورأي أن الديمقراطية ينبغي أن تكون معه في كل الأحوال، وهذه مشكلة العالم الثالث يتحدثون عن عدالة الديمقراطية ما دامت في صالحهم فإن لم تكن لهم فهي عندهم الجور، فهؤلاء الذين انتخبوه أولاً للرئاسة يمثلون إرادة شعبية، وعندما رأوا عزله يمثلون إرادة شعبية لكن الرئيس لا يريد للديمقراطية إلا وجهاً واحداً هو الذي في صالحه وهو الفهم الغربي للديمقراطية الذي يراه عبدالواحد، وذلك في ازدواجية المقاييس بحيث تكون دائما لصالحهم.
الرئيس عبدالرحمن منذ أيامه الأولى لطم الشعب الإندونيسي المسلم لطمة مؤلمة عندما تشدق بعلاقاته القوية مع إسرائيل ودعوته للاعتراف بها، وزيارته لها، وافتخاره بأنه زارها من قبل )3( مرات، لأن سفاحي اليهود من أخلص أصدقائه، وقال قولته المشهورة )إسرائيل هي الطريق إلى أمريكا(، ومع كل هذا أُعطي فرصة للحكم ولكنه أخفق، وكان أول اخفاقاته الإسهام في انفصال إقليم تيمور الشرقية عن إندونيسيا إرضاء للقوى الكبرى، وظن أن ذلك سينفعه ولكن الشعب الإندونيسي أثبت أن كلمته هي العليا، وكلمة العدو هي السفلى، وكان مؤيدوه من الغرب هم أول من تنكر له.
بعض أساطين الدكتاتورية محظوظون فقد استند الرئيس عبدالرحمن إلى دغدغة عواطف الشعب بدكتاتورية سلفه الرئيس سوهارتو الذي جثم على البلاد ثلاثين عاماً حتى تركها بلاداً مسحوقة، ولم يخرج إلا أمام زحف المسحوقين من الشعب، الذي وظفه وحيد لصالحه حتى وصل إلى الرئاسة راكباً مراكب الديمقراطية غير أن تطبيقه السياسي جعله أكثر دكتاتورية من سلفه حتى وصل الأمر إلى الترحم على العهد السابق شأن كثير من دول العالم الثالث.
ترى كم كان الرئيس وحيد سيكون ديمقراطياً لو أنه استجاب قبل أن يخرج من عنق الزجاجة؟ وكم كان سيدخل التاريخ لو أنه أرسى قواعد الديمقراطية في بلاده فخرج بأسهل مما دخل؟ ولكنه بقي بعقلية العالم الثالث الذي يرى أن الديمقراطية لا تكون إلا لصالحه في كل الأحوال، وبعقلية الفكر الغربي الذي أخلص له )وبخاصة في موضوع إسرائيل( الذي يرى ازدواجية المقاييس، فالقانون الواحد يفسر مرتين متضاربتين على ضوء مصلحة المستفيد، وليقل عن الديمقراطية من يعارض ذلك ما يقول، والحمد لله أنه خرج قبل أن تتوزع بلاده إلى دويلات كما يراد لها.
للتواصل:
ayedhb@hotmail.com
ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved