أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th August,2001 العدد:10539الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1422

محليــات

يارا
فيها ألف حلال
عبدالله بن بخيت
ما يبي لها يا رجال توكل على الله وفيها ألف حلال. هذه هي النصيحة التي تسمعها عندما تفكر في شيئين: الزواج والعمار. فأول عبارة تسمعها: يا أخي سبحان الله الزواج والعمار ما يمديك تبدأ اللاك منتهي. لو تبدأ بعشرة آلاف ييسرها عليك ربك سنة سنتين ثلاث وأنت ساكن في بيتك. ثم يكمل الناصح: لكن لو قعدت تجمع حق العمار او حق الزواج والله تجلس عمرك كله ما جمعت ولا ربع حقها. اتكل على الله يا رجال. هذه هي فلسفة البناء وفلسفة الزواج عند كثير من الناس.
في مسألة الفلوس الأمر سهل جداً يستطيع أي انسان ان يعرف دخله التقريبي على مدى عشر سنوات بل على مدى العمر كله اذا كان المرء موظفاً لا يرجو إرثاً او تجارة. فاذا بدأ شخص العمار وفي جيبه عشرون ألفاً وراتبه سبعة آلاف ريال ترى كم من الوقت يحتاج حتى ينهي فلة صغيرة لا تتعدى كلفتها ستمائة ألف ريال؟ بحساب بسيط سنعرف أنه يحتاج الى ما لا يقل عن سبع سنين إذا لم يأكل ولم يشرب من راتبه. وهذا مستحيل.
حساب بسيط كهذا يؤكد لنا ان هذا الشخص لا يمكن ان ينهي فلته إلا إذا توفر له دخل آخر. نحن نعرف ان كثيرا من الناس بدأ بهذه الصورة او قريباً منها وأنهى فلته في زمن أقل من هذا. من أين جاء بالفلوس؟؟ في حال بحث هذا السؤال ستنكشف لنا شربكة اجتماعية لم نحسن بعد النظر فيها وخصوصاً من الناحية الأخلاقية.
بدأت الناس تعرف الاستدانة من بيوت المال مثل شركات التقسيط والبنوك وغيرها. ولكن هذه المؤسسات المالية لها حساباتها ولها شروطها والشخص ابو سبعة آلاف لا يمكن ان يوفي شروطها اذا أراد ان يبني فلة. ربما تقرضه هذه المؤسسات جزءاً من المبلغ يتناسب مع دخله ولكنها لا يمكن ان تقرضه المبلغ كله.
إذن من أين يأتي بالباقي؟ في الواقع يؤمن هذا المبلغ على حساب صداقاته وأقربائه وأحياناً كثيرة على حساب أخلاقه.
المجتمع لدينا مازال يتمتع ببراءة أهل القرية. وما زالت الناس تخجل من بعضها البعض. وما زال هناك الكثير من أهل الخير والميالين بطبعهم الاخلاقي الى مساعدة الناس. ولكن هذه الروح الإنسانية وهذه النوعية من البشر سوف تنقرض قريباً.
اذا استمر الحال على هذا سوف يأتي اليوم الذي لن تجد فيه من يقرضك عند الحاجة او يمد لك يد المساعدة حتى أخوك او ابنك سوف يتخلى عنك. هناك شيء يمكن ان اسميه الديون المعدومة للصداقات والعلاقات الأخوية. فأبو سبعة آلاف عندما يبدأ في العمار ويغوص فيه وينزنق مع بائع الاسمنت يذهب الى صديقه ناصر ويقترض منه عشرة آلاف ريال. ويحلف انه سوف يسددها خلال شهرين او ثلاثة. وبعد اسبوعين يأتيه المبلط يطالبه بالخمسة آلاف ريال المتبقية، عندها يهرع الى زميله فهد في العمل ويحلف له انه سوف يسدد له من الراتب الشهر الجاي. اما اجرة الدهان وهو اثنا عشر الف ريال فهذه سيأخذها من شقيقه عبدالرحمن. أما المقاول فيمكن تسويفه وسفهه عند الباب حتى يمل من المطالبة بباقي حقه. في النهاية سيجد نفسه لفّ على كل اقاربه وأصدقائه ومعارفه وزملائه في العمل وجيرانه وخدع العمال والمقاول. وأخيراً حقق المقولة التي نصحه بها صاحبنا «ما يبي لها يا رجال توكل على الله وفيها ألف حلال».
لمراسلة الكاتب
yara4me@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved