أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th August,2001 العدد:10539الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

رسول المحبة والمودة
حذارِ من اغتيال المـشـاعـر
عندما اكتب فأنا ادرك وأعني ما اقول.. وليست ردود الفعل عند البعض تجري بما اكتبه الى غير مساره.. ولكن ادرك ان الكلمة امانة وانه ينبغي علي ان افي بالامانة وأعرض تجليات الواقع الاليم الذي تعيشه شريحة من مجتمعنا من خلال تعاملات افراده مع بعضهم البعض.. كثيرة هي الامور التي تغيّر تعاملاتنا وآراءنا في غيرنا ممن نشاهدهم او نحتك بهم.. وكل منا يقرأ شريحة من المجتمع ويقرأ تعاملات افرادها ويفنّد آراءه وحكمه.
هذه المقدمة تفضي بي الى قضية هامة جداً هي الى العاطفة اقرب منها الى شيء آخر محسوس.. وكم هم الذين اثرت في حياتهم "كلمة"!! لذا تتصدر الكلمة اولويات الحياة.. ولنغلفها بغلاف بسيط هو غلاف "المشاعر" نعم فهل تكبّدت المشقة في اهداء اخيك هدية كلامية مغلفة بمشاعر الود والمحبة نعم في حياتنا امور كثيرة يمكن تأجيلها.. كأمور البيت.. في المطبخ.. برامج التلفزيون.. الخ.. ولكن المشاعر لا يمكن تأجيلها والسؤال الذي يطرح نفسه: هل توجد هذه المشاعر واذا ما وجدت ينبغي عليك الاهتمام بها في ساعتها حالا وعدم تأجيلها.. واذا ما اجلتها فاعلم انك قد تركت جرحا عميقا في نفوس الغير!!
واذا راعيت المشاعر بحب واحترام فأنت اضفت الى الحب والمودة اللذين يغلفان علاقتك، وكونك تهمل هذه المشاعر فهذا فيه ايذان ببعدك ولو بقليل عن الشخص الذي تحبه.. وانا هنا لا اقول ان حدوث ذلك مرة واحدة قد يدمّر حبك لمن تحب.. إلا ان تراكمها قد يؤدي بك الى ذلك!!
سبق ان مررت بموقف وكان على مرأى من ناظري.. وهذا الموقف يجسد ضرورة تمثل المشاعر وبسطها للغير.. واثرها الطيب في التعامل.. وهذا الموقف يحكي تعاملا لطيفا من الاب لابنه.. عندما احدث الابن خدوشا في سيارة والده.. فما كان من الاب الا ان قابل الموقف بهدوء وبحكمة قائلاً "لابأس كل شيء يمكن اصلاحه" وحدثني ابنه عن اثر هذا الموقف في نفسه قائلاً: لن انسى ماحييت ردة فعل والدي.. ومقولته منذ كنت صغيرا فلقد بثت مقولته في نفسي الطمأنينة وكلمات المحبة هذه مازالت عالقة في ذاكرتي ومازلت اقدرها حتى اليوم.. ولكن لنا ان ندرك ماذا كان يقصد الاب من مقولته؟ لعل بل الاكيد ان ما كان يقصده هو ان ابنه ومشاعره اهم مما يمتلك من اشياء كثيرة في هذه الدنيا الزائلة يا الله من منا تمثل هذه الفلسفة التربوية الرائعة بحق!! عندما يحدث خلل ما في المنزل مثلا او في الشارع او في اي مكان آخر.
لذا كان من الأولى ان نصرف اولوياتنا واهتماماتنا لمشاعر العائلة فكلنا بحاجة الى مشاعر عاطفية وردود فعل قوية.. تملأ حياتنا سعادة وأنساً ومودة!!
ينبغي على كل مرب وعلى كل فرد كان وضع الامور في موضعها الصحيح!!
ولا ينبغي ان نغرق في التفكير فيما سنفعله في المستقبل!! واعلم ان طفلك وشريكة حياتك وصديقك يحتاجون كامل اهتمامك!! فكلهم ينتظر ان تصرف لهم من صندوق حبك مشاعر وعواطف صادقة فكلنا بحاجة الى ذلك كحاجتنا الى المال او اكثر فطفلك ينتظر حكاية جميلة تشاركه فيها بعواطفك ومشاعرك..
وشريكة حياتك تنتظر منك ان تشاركها في حياتها يوما ما لتوجد فرصة للمشاركة والتواصل واسترجاع الذكريات مع بعضكما البعض.
الاشياء الجامدة والكثير من الاشياء لا تتضرر بتأخير مشاعرك نحوها فهب مثلا انك اخرت تشذيب اشجار حديقتك فلن تشعر بأن مشاعرها قد جرحت طالما انك قد أرجأت عمل ذلك الى وقت آخر، اما طفلك او صديقك او شريكة حياتك فلا اظن ذلك.. اذاً عليك بأولوية المشاعر في معظم فترات حياتك وثق ثقة تامة بانه نادراً ما سيحدث ان يشعر احد بان مشاعره قد جرحت.. وهذا التصرف والعمل ستحدث نتائجه الطيبة في منزلك وعملك ولكن عليك بالتجربة!! وليتك تجرأت بسؤالهم وسؤال من تحب عن الاولوية التي تستدعي انتابههم فلعل هناك كلاماً آخر! ولعلك تكون سعيدا باولويات كثيرة في حياتك ملؤها المحبة والمودة!
تمنياتي لكم بحياة عائلية سعيدة ملؤها المشاعر الفيّاضة والصادقة.
سليمان بن ناصر العقيلي
القصيم ـ المذنب

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved