أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th August,2001 العدد:10539الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1422

تحقيقات

ينتهجه البعض لتحسين صحة وتربية الأبناء
ترتيب النسل وتأجيله وتحديده في آراء توازنت حيناً واختلفت أحياناً
يرى بعض الزوجات في سرعة الإنجاب تقييداً وتمسكاً بالرجل وأن التأجيل نكران وأنانية
يؤجل بعض الأزواج الإنجاب للاطمئنان على اكتمال الانسجام والوئام بينهما
* تحقيق ظافر الدوسري:
يشكِّل الزواج رابطة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة وهو قائم على التكافؤ الفكري والاجتماعي واي اختلال في اي من اركان هذه المنظومة ينعكس سلباً على مستقبل الحياة الزوجية مما يترتب عليه تدمير اسرة بأكملها ثم ان المال والبنين زينة الحياة الدنيا والاطفال احباب الله والزواج مبني على المودة والمحبة والسكينة وتأتي اهمية الانجاب المبكر وضرورته كي يرى الشخص ذريته في مقتبل عمره وقوته وادراكه ليكون قريباً من تفكيرهم بحيث لا يكون هناك مساحة او فرق كبير بين تفكير الاب والابن، كما سجل التاريخ ان الجيل القديم كان يحبذ الانجاب المبكر والاكثار من النسل دون توقف ودون استخدام أي موانع لأنه ربما يلاقي إيلاماً من المجتمع لكن الجيل الجديد عنده اختيار في تأجيل الانجاب بل ان هناك الكثير من الناس يلحظ عليهم الخوف من الانجاب المبكر وكثرة النسل التي طالبنا بها ديننا الحنيف، ويبرر البعض عدم كثرة النسل الى قضية توفير لقمة العيش للاطفال والتفكير والتخطيط السليم لمستقبل النشء الذي يتم عن طريق ترتيب عملية النسل وتنظيم الفروق العمرية بين الاطفال وبالرغم من ذلك مازال هناك نوع من القلاقل وعدم الاستقرار النفسي، حول هذا الموضوع استطلعنا العديد من الآراء التي تباينت في توجهاتها الا انها اتفقت على شرط ترتيب النسل كما تناول عدد من الاخصائيين تحليل تراجع العديد من الناس في الاكثار من النسل والخوف منه فالى هذا الاستطلاع:
ترتيب النسل لهذه الأسباب
رشاش مسيمير العتيبي من محافظة الجبيل متزوج حديثا «عريس» يرى ان ظروف الحياة قد تغيرت عن السابق ويجب ألا نقع في ماوقع فيه آباؤنا واجدادنا حيث ان توفير لقمة العيش تتطلب من الشخص التريث في كثرة الانجاب ناهيك عن امور التربية التي تتطلب ايضا هي الأخرى شيئاً من الاعداد والتخطيط من ضمنها ترتيب النسل الذي يحتاج هو أيضاً متابعة سير نمو الجنين وصحته وغيرها من الامور التي تتطلب الاطمئنان على مستقبله بالرغم من ان والديَّ يطالبانني بانجاب اكثر عدد ممكن من الذرية ويضيف قائلاً: ان الرجل عندما يقدم على الزواج لابد ان يكون و اقعيا في اغلب الاحوال ويدرك ان للزوجة عيوباً معينة ربما تظهر وتبرز بعد الولادة ويشير الى ان وجهة نظره في البداية كانت مغايرة اما الآن فهي بدأت تتلاشى تماما ويقر أن كل النساء سواء ويعتقد ان الزوج الذي يحب زوجته سيتغاضى عن العيوب والتغيرات التي تطرأ فيما بعد على الزوجة ومن الخطأ ان تعامل الزوجة بهذا المنظور «العيب» بعد كل الحب والتعامل الذي حصل بينهما قبل الحمل وعن عيوب الزوجة والتغيرات التي تحدث بعد الحمل فيعتقد ان عيوب الانسان تنقسم الى قسمين اولهما يكون في الشكل والثاني في الجوهر ويرى ان العيب في الجوهر هو الاشد خطورة ويجب على الزوج المحافظة على زوجته طالما ان الجوهر لا يزال باقيا و ان الهروب من تربية الابناء ومواجهة التغيرات الجديدة تعتبر خيانة للحياة الزوجية التي بنيت على التعاون والتفاني والتضحية في تربية الابناء وبناء مستقبلهم وعلى الازواج البناء بدلاً من الهدم.
حميد العنزي متزوج حديثا أيضاً يقول: «اتمنى ان يرزقني الله بولد لكن يجب ألا استعجل في الانجاب حتى اطمئن على صحة مولودي الجديد واطمئن كذلك على زوجتي و اعرف أكثر سلوكها ومدى تكيفها معي ومع الاطفال لان فتيات الجيل الحاضر ليس لديهن القدرة الكافية على رعاية الاطفال فما زلن معتمدات على امهاتهن حتى بعد الولادة وبعد ذلك نبدأ بتخطيط الانجاب مرة اخرى ووضع مستقبله حتى لانقع في مشاكل لم نخطط لها مسبقا كالارتباط باطفال مثلا اذ ان اختيار الزوجة تم عن طريق معرفة الاهل فقط، فمسألة النفسيات والاحتكاك تبين معادنها مع مرور الايام.
ويضيف قائلاً: «مما لاشك فيه ان كل شخص يريد ان يكون له ذرية لكن يجب عدم الاستعجال وكلما كان كل شيء مخططاً له كلما كانت نتائجه افضل بالرغم من ان والدي حريص جدا على ان يرزقني الله بولد او بنت».
اما ملفي الرشيدي فيشير الى ان وضعه ودخله المادي لم يكن قادراً لمساعدته على السفر والفسحه بالاسرة سنويا لانه كما يقول انا موظف بالراتب الشهري ولايوجد لي دخل غيره واريد ان اعوِّد اسرتي على السفر سنويا لانني لا اريد ان ارتبط بمسؤوليات تحدني من التمتع والسفر مع زوجتي اذ ارغب ان تتحسن اوضاعي المالية اولا ذلك ان السفر يكلفني كثيرا فما بالك عندما نرزق بمولود فالمصاريف سوف تزداد كثيرا وحينها سنحرم من السفر والتمتع والنزهة بل ربما نتحمل ديوناً أخرى.
مرزوق المجدل يقول يجب ألا استعجل في الانجاب حتى اطمئن على زوجتي وسلوكها ومدى تكيفها معي وبعدها نبدأ في تخطيط الانجاب ووضع مستقبل اطفالنا حتى لانقع في مشاكل لم نخطط لها مسبقا اذ ان معرفتي بزوجتي تمت عن طريق الاهل فقط فمسألة النفسيات والاحتكاك يبين معدنها مع الايام ولكي لا اقع في مسألة الارتباط باطفال يجب ان أرتب له باتفاق ويضيف قائلا: مما لاشك فيه ان كل شخص يريد ان يكون له ذرية لكن يجب عدم الاستعجال فكل شيء خطط له باتقان كان جني ثماره افضل.
اما ملفي مشبب وهو غير متزوج فيشير الى ان مستقبل الحياة واستمرارها مع الزوجة لا ارى انه مرتبط بالاولاد والتغيرات التي تحدث بعد الولادة فبقدر ما ان الود والتفاهم والحب موجود اهم واقوى بقدر مايكون الاولاد هم الرابط بيننا، ذلك ان العلاقة الزوجية مبنية على التفاهم والتفاني والتضحية فالمسبب هو الله سبحانه وتعالى والرازق هو الله سبحانه وتعالى، لذا ارى ان التفاهم اثمن واقوى شيء في الحياة الزوجية قبل ان يكون الاطفال.
ويضيف قائلا اتمنى عندما اتزوج ان يرزقني الله بولد في البداية ليحمل اسمي ويكون سندا لي في تحمل اعباء الحياة أما غير ذلك مما تتحدثون عنه فلا يهمني.
توفيق السلوم فيقول لقد تزوجت قبل 3 سنوات وحياتنا مليئة بالتفاهم والمحبة وزوجتي تقوم بواجباتها المنزلية على الوجه الاكمل وبعد مرور سنتين تقريبا رزقنا بطفلة بعد ان قررنا عدم الانجاب مبكرا حتى نتمتع بحياتنا ونأخذ استقلاليتنا التي حققت كثيرا من الامور السعيدة في حياتنا دون نكد او عناء والحمدلله رزقنا بطفلة ملأت علينا البيت فرحا وبشرا لان الولد والبنت طلباتهما لا تنتهي واهتماماتهما بالمظاهر واللبس لا تنقطع ولا اعتقد ان معظم الآباء يستطيعون مجاراة تلك الطلبات خاصة البنات وتلبية كافة حاجاتهن ناهيك عن التربية الخاصة بهن وزرع القيم الدينية والاجتماعية.
يرغبون كثرة النسل ولكن!!
مرشود البقمي يشير الى ان معرفته بامور الحياة الزوجية وخاصة مايحدث بعد الولادة للزوجة كانت سطحية وأخذت كثيراً من الوقت للتحقق من الأشياء الأخرى والتغيرات والنزعات الداخلية والسلوكية للمرأة التي ظهرت عبر الأيام وبدأت تتضح لكل شخص هويته وشخصيته وحبه الحقيقي وبدأت اتعرف اكثر واكثر وكل شيء بان!! وبلا شك ان كل شيء قسمة ونصيب والموفق هو الله سبحانه وتعالى فالحبيب لايسرق والحب الحقيقي الصادق هو الحصن المنيع والدرع الواقي ضد اي نزوات او ماشابه ذلك من متغيرات فطرية للأم.
اما ابو سعيد لديه 6 من الابناء فيعض اصابع الندم على كثرة أبنائه حيث يقول: احمد الله على هذا الشيء لان الابناء هم زينة الحياة الدنيا كما جاء في الآية الكريمة وكنت من الحريصين على الاكثار من النسل اضافة الى حبي الكبير للصغار لكنني حقيقة اعيش ظروفاً سيئة مع زوجتي التي لم يكن لديها أي مانع من الانجاب مما جعل الامر يزداد سوءاً وذلك لعدم اهتمامها بتربيتهم ورعايتهم الرعاية الصحية والسليمة التي تُنشئ لي ذرية صالحة كما يفعل الامهات وظللت على ذلك الوضع لعل ان يتحسن ولكن دون فائدة حيث بقي الابناء على وضعهم ورداءة حظهم مع هذه الايام المهملة لهم مما جعلهم ايضا يقتدون بامهم في سلوكها وطريقة حياتها واهتماماتها مما جعلني افقد السيطرة عليهم فاجزمت بالتوقف عند هذا الحد من النسل مع انني كنت اطمح للأكثر من ذلك ولكن كيف يمكنني ان اواصل النسل مع هذه الام السيئة!!
اما الاخ مجدي البردوني فله رؤيته الغريبة حول هذا الموضوع حيث يقول: «اتمنى من الله ان ارزق بذرية كبيرة لكن بشرط الترتيب والتخطيط بالرغم من ان زوجتي شغوفة جدا بالانجاب المتواصل «الخلفة تلو الخلفة» ويعزو البردوني رغبته هذه الى وضعه الاسري في عائلته حيث يقول: لقد عشت بين 12 اخا واختا بين قلق وحيرة والدي علينا والاعباء الثقيلة ماديا ومعنويا التي شكلها هذا العدد الكبير ولذلك نشأت لديه مايشبه العقدة النفسية من كثرة الانجاب السريع دون تفاوت في العمر بيننا بل ان هذه العقدة موجودة لدى اخواتي واخواني كلهم فعندما تلد امي يكون ذلك حدثاً غير سعيد!!
فيما يقول علي الشهري وهو اب لبنتين وولد انه كان يتمنى ان يكون لديه ذرية كبيرة لكنه يقول من سيشاركني في اعباء الحياة وتحقيق مستقبل مفرح لابنائي مقارنة بوضعي الحالي فاقول بصراحة اعتقد انني اكتفيت فهؤلاء فيهم البركة ولن افتح الباب للخلفة اكثر من ذلك حتى لايتحول البيت الى مأتم وظلت زوجتي تبكي لأيام عديدة بالرغم من حزني الشديد لكنني واثق في قرارة نفسي بان الله سيطرح بهؤلاء البركة وفيهم الكفاية وبهم السداد والفلاح لنا ان شاء الله.
آراء الزوجات والأمهات
ومع آراء الزوجات والأمهات اللاتي يرفض اغلبهن تأخير الانجاب الذي يعد صمام الأمان في استمرار الحياة الزوجية وتوطيداً للحب الذي بينهم:
ام سعود تقول: تأجيل الانجاب حقيقة اعتبره نكراناً للحياة الزوجية ويدل على ان للشخص اطماعاً أخرى ونوايا سيئة وهذا ينبئ عن وجود خيانة من بداية حياتهما الزوجية.
وبلا شك ان الزوجة غير راضية لانها تريد ان تؤمن مستقبلها بزوجها بواسطة الخلفة «الانجاب» لان عدم الانجاب سوف يهدد مستقبلها وارتباطها بزوجها مما يجعلها قلقة على مستقبلها وغير منسجمة مع الزوج كذلك هو يعتبر سلاحاً للمرأة باستمرار العلاقة الزوجية لانه من غير الانصاف ان تستمر الحياة الزوجية بدون خلفة لفترة طويلة.
وتضيف قائلة: لابد من الاشارة الى ان الغيرة الزوجية في اشكالها المختلفة تعكس قلق الزوج والزوجة معا والقلق شعور طبيعي يهدف الى المحافظة على الشريك الزوجي وربما يصل هذا القلق الى درجة الهذيان وفي النهاية لابد من التأكيد على ان الانسان يحمل في داخله نوازع الخير والشر معا ولابد من تزكية النفس وضبطها والابتعاد عن الشبهات.
وتشرح هند الملحم 30 عاما ولديها عشرة اطفال تجربة زواجها المؤلمة بالقول: لقد أقنعتني اسرتي بالزواج من رجل متدين وانه الرجل المناسب فوافقت بكامل ارادتي لكنني فوجئت بمعاملته وطريقة حياته وافكاره التي لم تتناسب معي ولم استطع التكيف معها واخبرت اسرتي بذلك قبل ان انجب واتورط بهذا الجنين فقالوا لي ان الدين فوق كل شيء نعم ان الدين شيء اساسي لكن لابد من التوافق في المعاملات والسلوك والافكار لابد ان تؤخذ بعين الاعتبار حيث يريدني ان اخلف له ذرية كثيرة دون انقطاع ودون اي استخدام لاي مانع للحمل بمعنى دون فترة راحة ايضا لكن اسرتي أصرت علي بان استمر معه فمضيت فترة طويلة حتى اجبرت نفسي بالحياة معه لانني لم اعتد العصيان لاوامر اهلي.
وتضيف هند مستعرضة جانبا مظلما من مأساتها من الاقتران بهذا الزوج الذي لم يفهمها ولم يفهم توجهاتها حيث تقول: عند اقتراني بهذا الزوج كانت اوضاعه المادية متوسطة وبعد ان زاد عدد الاولاد اصبح زوجي مطالباً بديون كبيرة ولا يستطيع دفع مصاريف حياتنا الحالية الا انه مازال يصر على كثرة الخلفة ويقول بان الله هو الذي سيتولاهم ويرزقهم وعلي ان اصبر اكثر.
اما مريم «ام سعيد» فلها تجربة من نوع آخر تقول عنها في اسى وحسرة تزوجته وهو وحيد امه وبين ثلاث اناث لاب متوفى ولهذا كانت المطالبة له بالانجاب وبالعدد الكبير بدأت منذ أول ليلة في حياتنا وظلت المطالبة كالاسطوانة التي لا تهدأ.. وتفاقم صوتها وتأثيرها على حياتي خاصة عندما تأخرت في الانجاب فلم يكن امامي سوى مراجعة الاطباء وقالوا ليس هناك اي مانع للحمل ومن ثم راجعت طبيباً نفسياً واخبرني ان الحالة النفسية لها دور في ذلك وان كثرة مطالبته ربما كان لها دور في تكوين القلق وحالة الانهيار النفسي عندي فاخذت المسكنات وطلبت منهم بألا يستعجلوا وان يخففوا من مطالباتهم.. وما ان رزقت بالمولود الاول حتى عادوا يطالبون بمولود آخر فرفضت ذلك لانني اريد ان اربي وارعى طفلي بعناية واهتمام والحمدلله بعد قناعة زوجي بذلك رزقنا ولله الحمد بستة اطفال يفرق بين كل واحد منهم مابين ثلاث سنوات الى خمس سنوات واعيش في حياة هانئة.
كما تحكي مزنة القرشي تجربتها ومأساتها في هذا الشأن قائلة: لقد تزوجته عن طريق احدى الصديقات الثقة ورضي به الاهل وفي ظل هذه القناعة تمت الزيجة لاكتشف بعدها كم خدعت في هذا الرجل!! لقد تحول هذا الرجل بدرجة محبطة ومؤلمة ومقززة فما من موضوع اتحدث معه حول الانجاب تختلف حوله وجهات النظر حتى يبادر بتوجيه الاهانات ويتجاوزها الى حد الضرب واكتشفت انه يعيش في اسرة ما من واحد منهم الا وخلَّف ما لايقل عن 12 الى 20 ولدا وبنتا فعرفت ان البيئة لها دور كبير في تكوين تلك المفاهيم وعدم الوعي واكتشفت بالوقت بانني لن استطيع الاستمرارية معه لعدم التوافق في كافة الجوانب وخاصة مسألة الخلفة التي يشدد ويهينني عندها.
عائشة محمود وكيلة مدرسة تقول: تزوجت من رجل في الحقيقة هو من اقاربنا وكان مدللاً لا يهتم بمسؤولية البيت والزوجة والمستقبل ولايرى ان هناك شيئاً يخصه فانجبت له بنتاً ليصبح أباً واشعره بالمسؤولية ولكن لا حياة لمن تنادي فأحسست بالظلم والمعاناة وما كان مني إلا ان امتنعت عن الانجاب لعدم وجود الرحمة والشفقة بهذه البنت ابداً فمن الظلم ان انجب له ذرية أخرى تبقى مسؤوليتهم ورعايتهم لوحدي فقط، فالزواج مبدأ أساسه المسؤولية والاهتمام والرعاية.
الانجاب رغم مرض الزوجة
* فيما تشاركنا السيدة ام محمد بقصة واقعية حصلت لاحدى قريباتها حول هذا الموضوع حيث تقول: انجبت احدى قريباتي 7 من الأبناء وشاءت ارادة الله ان تصاب الأم بحالة نفسية راجعت من خلالها العيادات النفسية وفي هذا الاثناء لم يراع الزوج ظروف زوجته وحالتها النفسية فطالب بمزيد من الانجاب مع عدم الانقطاع مما جعلها تنجب خمسة من الأبناء وهي تعاني من تلك الظروف النفسية التي جعلتها في عالم ثانٍ لدرجة لا تدري بما يدور من حولها في البيت وعن اوضاعها ولا يكون لها أي اثر على البيت مما جعل الأب هو الذي يقوم برعاية وتربية الأبناء بعض الشيء. هذا الواجب الذي يجب ان تقوم به الأم وخلال فترة قصيرة توفي الوالد تاركاً الذرية دون والٍ أو راعٍ بالرغم من وجود والدتهم على قيد الحياة. وسارت حياة الأبناء حيث شاءت الاقدار ان يعيشوا فخرج منهم رجال صالحون وعدد منهم فاسد في حالة يرثى لها!!.
وتضيف ام محمد قائلة: هذا ما احببت الاشارة اليه وهو اهمية مراعاة ظروف الزوجة الصحية أثناء الحياة الزوجية ومشوار الانجاب ورعايتهم خاصة عندما تتعرض الأم لحالات مرضية وخاصة النفسية التي تتوجب على الزوج مراعاتها والوقوف بجانبها حتى تتحسن حالتها وحتى يحافظ على الأبناء وعدم ضياعهم ويعيشوا بدون مسؤولية لان مسؤوليتهم تقع على الوالدين مع بعض ليس فقط على الأم.
* أم خالد لديها 18 من الأبناء ما بين ذكور واناث والتي شاركتنا قائلة: لم نفكر بتاتا انا وزوجي في تحديد أو تنظيم النسل بالرغم من اننا نعيش الآن في وقت غير الوقت الذي كنا عليه من قبل من حيث تكلفة المعيشة والتربية التي تختلف كثيرا حاليا وبالرغم من راتب زوجي الضئيل جدا إلا ان فيه البركة والقناعة من الله الذي جعل من هؤلاء الأبناء الفرح والسرور لنا في حياتنا الأسرية مع انني اسمع من العديد من الاسر عدم قدرتها على تغطية تكاليف معيشة أبنائها بالرغم من علو دخلها المالي. وتؤكد أم خالد على ان رزق الأبناء على الله سبحانه وتعالى.
* سعدية الصيري ام لاربعة اطفال شاركتنا برأيها قائلة: لو طاوعت زوجي في عملية النسل لما انجبت بتاتا بعد هؤلاء الاطفال وذلك لرفضه التام في الانجاب مرة أخرى بسبب المشاكل التي واجهتنا مع الاطفال وامراضهم ومراجعاتهم الدراسية، حيث لم يكن هنالك تباعد عمري بين الاطفال مما جعل زوجي يلغي فكرة الانجاب مرة أخرى. اما بالنسبة لي فلم اطاوعه في عملية انقطاع النسل بل قررت ان يكون هناك انجاب كل اربع سنوات على الأقل مراعاة لظروفي الصحية واتاحة الفرصة في تربية الابناء تربية سليمة ولا يجب ان نقاطع النسل بسبب هذه الظروف، فكما قال تعالى: «ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم».
* وعلى النقيض نفسه تقول السيدة ثريا ع.ل: لدي ثلاث بنات لا يتجاوز عمر الكبرى خمس سنوات مما جعل زوجي يصر على الانجاب سنوياً مطالباً بالولد الذي لا أدري متى سيأتي بعد هؤلاء البنات فربما ستكون كل الذرية بنات. وتضيف قائلة: لقد حاولت معه بتنظيم النسل بحيث لا يفرق بين كل واحد مثلا 3 او اربع سنوات لكنه برر موقفه بأنه لن يفكر في ذلك الأمر إلا بعد ان يرزق بولد!!
تغيرات المرأة الجسمانية
المرأة بعد الولادة تحدث لها تغيرات جسمانية ربما تحدث تغيراً في نفسية الزوج عن الحالة والمشاعر التي عرف بها قبل الولادة فكيف تراها الزوجات:
* تقول سارة .ث. عندما تزوجت كنت اجد من زوجي السخاء والكرم لكن عندما انجبت له ولدا قل سخاؤه بل اصبح بخيلاً نوعا ما وتعترف بانها شعرت بالندم على قبول الزواج من رجل قادر على اسعاد اسرته لكنه تراجع عن سخائه عندما انجبت له ولدا بحجة تأمين المستقبل فيما بينت أيضاً ان بعض العيوب التي وقعت بعد الولادة قد أثرت على نفسيته وتقول ما ذنبي في ذلك فكل النساء بعد الحمل يقع لهن ذلك.
* أما الاخصائية الاجتماعية غالية الدوسري فقد شاركتنا في هذا الموضوع من زاوية اخرى حيث تقول: هناك مثل يقول ان الطيور على اشكالها تقع لكن من السهل جداً ان نقول أيضاً ان النظير يجذب نظيره.
والحكمتان صحيحتان الى حد بعيد فعندما يتعلق الأمر باختيار رفيق الدرب فإن التشابه بين الطرفين او الشريكين هو الأمر الحاسم فعلا. ووجد الباحثون دليلاً على ان النظيرين يجذبان بعضهما البعض على المدى الطويل طبقا لحيثيات علمية جديدة حول الانجاب وغيره. ويتضح التشابه في الخلفيات الأسرية وخاصة من الناحية الجسمانية ومعظم الشركاء يشبهون بعضهم البعض في كيفية بناء الاجسام وربما حجمها ايضا وخصائص شخصية أخرى والتشابه يعمل كضمانة لاستقرار العلاقة مستقبلاً.
وتضيف قائلة: ان المرأة تبحث عن شريك ذي مكانة لا يتركها في محاولة خادعة اثناء انشغالها بتربية الاطفال والرجل في الجانب الآخر يبحث عن امرأة يحس بأنها قادرة على إنجاب اطفال اصحاء. وحتى يومنا هذا فان الناس لا يزالون يحملون رغبات جنس العصر الحجري ويحلقون حولها سوى قلة بسيطة التي ترقى في افكارها باهمية التربية والحرص بانجاب اطفال اصحاء ويستطيعون ان يتلقوا التربية والتعليم الصحيح في جو آمن وهذا هو المطلوب للانجاب وتكوين جو آمن «اسري تربوي صحي» للاطفال وللوالدين أيضاً.
الفروق العمرية بين الأطفال
* ويتناول د. عمر الدين السموري اخصائي طب نفسي بأحد المستشفيات الأهلية تأثير الفروق العمرية على الاطفال حيث يقول: تشير بعض الدراسات الحديثة الى ان ترتيب الطفل بين اخوته يحدد سلوكه في معظم الأحيان وقد لاحظت الأمهات هذه الحقيقة منذ زمن. وبعد ان اخضع عدد من اطفال الاسرة الواحدة للملاحظة اتضح ان الطفل الاكبر في العائلة غيور والاوسط هادئ والاصغر مدلل لكنه مستقل. ويضيف قائلاً لقد اجرت جامعة كاليفورينا مؤخراً دراسة على اطفال المدارس ودور الحضانة من أبناء الاسرة الواحدة اوضحت ان ترتيب الطفل يحدد سلوكه غالبا وان هذه السلوكيات قد تتحول الى امراض نفسية تؤثر على مستقبل الطفل اذا لم يدرك الآباء ان طريقة تعاملهم مع اطفالهم يجب ن تعتمد على العدل والمساواة والتفريق العمري لا المفاضلة او تقديم المميزات لمجرد قدوم الطفل الى الحياة متقدماً او متأخراً.
والغيرة سلوك عام بين الاطفال خاصة لدى الطفل الأكبر فهو يشعر بالتهديد بعد وصول الطفل الثاني وانه فقد مكانه المميز الذي كان محاطاً بالعناية والرعاية من الأبوين. والغيرة تعتمد على درجة الفارق العمري بين الاطفال فاذا كان الفارق اقل من سنتين ستكون درجتها كبيرة جداً لانه لا يفهم معنى وجود طفل آخر في الاسرة، وكلما زاد فارق العمر كلما قلت درجة الغيرة حتى ان الطفل يتحول الى أب لأخيه الصغير.
ولاحظت احدى الباحثات ان الطفل الاوسط يكون اكثر شكوى وتذمراً من اخوته فهو الطفل الذي ضاعت حقوقه بين ارضاء الطفل الأول ومداعبة وتدليل الطفل الاصغر فتراه يعوض نفسه بنفسه وبعضهم يميل الى ممارسة الفتن وعشقها ويضع لنفسه اهدافا خاصة يسعى دائماً الى تحقيقها ويكون اكثر هدوءاً ولا يحب التنافس الشديد. وتنصح الباحثة الآباء بعدم معاملة الطفل الأوسط بجفاء وعدم المقارنة بينه وبين اخيه الاكبر، فالمقارنة غير مجدية بل ستأتي بنتائج عكسية والاعتراف بالفروق النفسية بين الاطفال وبخصوصية الطموحات والقدرات سوف تصل بنا الى نتائج افضل.
والخلاصة تقرر ان الحل الذي يضبط ايقاع الحب الاسري يتمثل في تعامل الآباء مع اطفالهم بعقل مفتوح يعترف بتفرد كل منهم في القدرات والملكات واعطاء كل منهم حصته في الحب والاحترام والتفاهم ويتحقق ذلك بسهولة عندما يكون هنالك فروق عمرية بين الأطفال.
التأجيل خوفاً من المجهول
الجيل القديم كان يحبذ الانجاب المبكر لانه يلاقي إيلاماً من المجتمع لكن الجيل الجديد عنده اختيار في تأجيل الانجاب بل ان هناك الكثير من الناس يلحظ عليهم الخوف من الانجاب المبكر. هل هناك ما يجعل الزوج يفكر في ارجاء الانجاب؟
جلال مسفر البلالي باحث اجتماعي بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية اجاب مشكوراً بالقول: هذا نوع من المبررات والدفاعات النفسية لا يكون لها مسببات او دوافع قوية لكن يتضح انه خوف من المجهول الى حد كبير خاصة ان المخاوف تركزت على انشغال الناس بالحياة الصعبة والعمل المتواصل.
والناس بعض المرات تحاول وتفكر في المستقبل والتربية، فهذه الأمور تؤخذ بوقتها لان الزواج مبني على المودة والمحبة والسكينة، فاعتقد بصراحة ان الانجاب المبكر ضروري كي يرى الشخص ذريته في مقتبل عمره وقوته وادراكه ويكون قريباً من تفكيرهم بحيث لا يكون هناك مساحة او فرق كبير بين تفكير الاب والابن ولا بد من اعداد الزوجين الاعداد الكامل لاستقبال الطفل الأول وقبوله وتحصينه بالأمور التربوية وتحمل المسؤولية لان الطفل له اهميات كبيرة وهو في بطن أمه.
* وعن الآثار الجانبية بالنسبة للانجاب المبكر قال: الشخص الذي يقدم على الزواج يجب ان يعلم ان الانجاب المبكر شرط لا بد من الاستعداد له وان الانجاب المبكر اقل ضرراً من الانجاب المتأخر ومن ثم التردد على العيادات وان الطفل يكمل العلاقة المقدسة بين الزوجين ويقوي من تعاضد الزوجين وتوطيد العلاقة والاستقرار الوجداني والنفسي للأسرة وعملية الايثار والتضحية وقضية الطفل والتفكير في مستقبله، كذلك الانجاب المبكر يدخل الأم في مرحلة لها حياتها وظروفها ورسالتها والأب كذلك يدخل في مرحلة الابوة ودخوله في رسالة جديدة.
وعن التغيرات التي تطرأ على المرأة خاصة التي تحدث في الشهور الأولى هل لها سبب في ذلك؟
أجاب: نعم يحدث التغير الجسدي مع زيادة الوزن وامور من هذا القبيل والنفسية كذلك اذا كانت الأم عندها الاستعداد الكامل ومستبشرة به خيرا «الحمل»، ومن حسن الحظ ان فترة الحمل دائماً اكثر الفترات الاستغرابية في حالاتها النفسية حتى حالات القلق والتوتر والاكتئاب تقل في حالة الحمل بالذات الحمل المخطط له. لكن الحمل غير المخطط له ربما يؤدي الى نوع من التفاعلات القلقية وعدم التكيف لكنها ليست الشيء المزعج الا اذا كان هناك عوامل اخرى مثل عدم الاستقرار في الزواج بوجود عدد من العلل والمشاكل فهذا الحمل يكون حالة نفسية سلبية على الأم. لكن عامة فترة الحمل من الشهر الرابع الى فترة استقرار نفسي في الاشهر الأولى تتعرض الام لحالات نفسية الاكتئاب الانطواء عن التحدث مع الآخرين، ولا نستطيع ان نقول ان الحمل هو السبب الرئيسي له لكن عن الأم واستعداد الأم ووضعها النفسي والاجتماعي العام والظروف المحيطة بها هي التي تحدد تلك الأعراض.
وعن دور الزوج وكيف يتعامل معها؟
اكد على انه لابد ان يكون موقف الزوج موقف المعاضد المساند فهو شريك الحمل يعني لا بد ان يكون مسانداً للأم ولا بد ان يستبصر بأهمية الأمومة والمسؤولية الملقاة عليها وانها سوف تدخل لحياة جديدة وسوف يدخل هو ايضا مرحلة جديدة «الابوة». وهذا على الأقل سوف يجنبهما أي مشاكل بما يخص الأم والطفل.
ثم ان الانجاب المبكر له محاسن كثيرة ويساعد في الترابط الأسري كما ذكر سابقا، فالناس الذين يلجؤون لمنع الحمل في بداية الزواج ربما يضرهم ويؤثر في خصوبة الزوجة. لذا يجب ان يقف الزوج موقف المساند مع زوجته ويجب ان يفرح بحصول الحمل ولا يقلق بما يحدث بعد الحمل من تغيرات جسمانية وشكلية فهذه كل الأمهات تتعرض لها والأم يجب ان تعتني بنفسها والاهتمام بكل ما يريده زوجها من ان يكون شكلها بالمنظر الذي يرغبه كما ذكرنا سابقاً ان هناك تغيرات فطرية ليس للأم أي دور فيها وعلى الزوج القبول بها.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved