أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th August,2001 العدد:10539الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1422

العالم اليوم

أضواء
اغتيال القيادات الفلسطينية على مَن الدور..؟!!
جاسر عبد العزيز الجاسر
دون التقليل من الجرم الإسرائيلي المتمثل في اعتماد سياسة الاغتيالات لتصفية قادة المقاومة الفلسطينية كنهج واحد للتعامل مع الفلسطينيين.. لا بد من تحديد الأسباب والعوامل التي جعلت الإسرائيليين يسيرون قدماً في تنفيذ هذه السياسة بعد ان حققوا الأهداف التي يسعون إليها ويريدون أن يؤسسوا عليها أهدافاً أخرى، وهي ازاحة كل القيادات الشريفة والرجال الفلسطينيين الذين لا يخضعون لسلام الاستسلام فالاسرائيليون بدأوا بتنظيم سلسلة من الاغتيالات استهدفت القيادات الميدانية للانتفاضة الفلسطينية، ويمكن تصنيف تلك القيادات بالمستويين الرابع او الثالث. ثم اخذت تصعِّد من عمليات الاغتيال الى المستوى الثاني من القيادات، حتى وصلت الى المستوى الأول الذي تمثل في تنفيذ اغتيال قياديي حركة حماس في نابلس ومنهم عضوان في المكتب السياسي للحركة، ثم محاولة اغتيال أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي يعد الآن القيادي الميداني الأول للانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهكذا يتضح ان الإسرائيليين قد نجحوا حتى بتنفيذ خططهم في تصفية القيادات الفلسطينية الشريفة وخصوصاً القيادات الميدانية، وان عملية التدرج في استهداف القيادات الثانوية وصولاً الى القيادات المتقدمة لا يمكن ان تتوقف طالما أن العوامل والأسباب التي ساعدت اسرائيل على النجاح متواجدة ولم تتأثر وقد لا نفاجأ باستشهاد قيادات فلسطينية متقدمة.. ومتقدمة جداً، فالإسرائيليون ب«فضل» السكوت بل وحتى التشجيع الامريكي، وب«مساعدة» العملاء الفلسطينيين قادرون على الوصول الى أي قيادي فلسطيني مهما أحيط ذلك القائد بحراسة مشددة، فلولا عناية الله لكان مروان البرغوثي شهيداً.. بل لولا تأجيل اسرائيل تصفيتها لبعض القيادات الفلسطينية ، لكنا قد تابعنا برقيات النعي والشجب والأسف، فالعملاء الفلسطينيون الذين تؤكد المعلومات ان الكثير منهم قد اخترقوا الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، هؤلاء العملاء يحددون تحركات، ويرصدون مواقع تواجد القيادات الفلسطينية. وبفضل الأجهزة المتقدمة يتم اصطياد القادة الفلسطينيين الشرفاء كما حصل في نابلس عندما أرسل عميل فلسطيني اشارة بالليزر الى نافذة غرفة اجتماع قادة حماس وتقود الاشارة صواريخ طائرة الاباتشي إلى موقع الاجتماع بدقة متناهية ترجمة لتزاوج العمالة الفلسطينية والتقنية الأمريكية.
وهكذا يتساقط قادة فلسطين الشرفاء في حين يسرح العملاء ويمرحون!
وإذا كانت القيادة الفلسطينية لا تستطيع منع الإدارة الامريكية من مد إسرائيل بتقنية الدمار.. فإن العرب جميعاً لم يستطيعوا القيام بهذا الدور.. إلا أن على القيادة الفلسطينية على الأقل ان تحد من إجرام العملاء وتطاردهم حماية لأفرادها، فالدور سيصل إلى أعلى القيادات، إذا لم يتم التخلص من العملاء الذين هم أشد إجراماً من الإسرائيليين.
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved