أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th August,2001 العدد:10540الطبعةالاولـي الثلاثاء 17 ,جمادى الاولى 1422

الثقافية

ما أجمل وأسوأ أن تكون شاعراً
مثلما يفرش الصدى ألوانَه
وكما يرسل الضحى ألحانَه
حمل الشمس وامتطى موجة الصبح«م»
إلى كوكب الرُّؤى الفينانه
عصَر الفجرَ في اليراع، إلى أن
أسرج الليلُ حين خطَّ حصانَه
أمطر الكون بالشعور، وفي جدب«م»
الأحاسيس نفسه عطشانَه
كلما حاول المنام قليلاً
أيقظ اللفظُ والرؤى شيطانَه
صاغياتٌ«1» نفوسنا للهوى، والشاعرُ«م»
الحب ساكنٌ وجدانَه
التِماع السراب وهمٌ، ولكنْ
عَطْشة المرء حقَّقتْ لمعانَه
كل قلبٍ روحٌ به، وبقلب الشاعر«م»
الفذِّ ريشة فينانَه
مذعنٌ للتمرد العذب، والدنيا«م»
عذابٌ على النفوس الجبانة
أيقظ الإنسانيةَ الجرح في الناس«م»
فضجوا وأيقظوا أشجانه
لجمالٍ تثاقلوه! كما استثقل«م»
في الشعر ناشئٌ أوزانَه
نابضٌ بالهوى وبالشوق، فالدنيا«م»
ضجيجٌ مضمِّخٌ شريانَه
حاصروه، ضميره، شفتيه
فالأحاسيس والحروف مدانَه
وهواه أمانةٌ، فطرةٌ قد
أودعَتها، فهل يخون الأمانَه؟
حينما هم لم يفهموا لغة الحبِّ «م»
سمواً، أمسى لهم ترجمانَه
وإذا القلب صار كالورد عبْقاً
ما استطاعت حقوله كتمانَه
ربما يذكرونه ذِكرةَ الأفنان«م»
للطير تاركاً أفنانَه
الليالي جفونها اهترأت، والشاعرُ«م»
الفُّذ لابسٌ عنفوانَه
إنما الشاعر الذي عاش لم يعرف«م»
حصانُ الأفكار فيه عنانَه
كان حدساً شعورُه قد وعى أنْ
ليس هذا مكانَه وزمانَه
ساوموه على السكوت، وهل يهوى «م»
سجينٌ معذْبٌ سجانَه؟
دهَمَتْه زوارق الزيف كي يمسيَ «م»
بوقاً وجرَّحَت شطآنه
ساوموه أن ينزع الشاعرَ الإنسانَ «م»
فيه، ليُغمدوا بركانَه
فثنى الشاعرُ الكسير بنانَه
تاركاً في باب الضحى عنوانَه

«1» صاغيات: مائلات.
شعر/ سعود بن سليمان بن عبدالله اليوسف

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved