أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th August,2001 العدد:10541الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

سلمان ... وهذه الجموع
محمد بن ناصر الخميس
لقد تدفق على قصر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز جموع غفيرة من أبناء الوطن العربي الإسلامي الكبير حينما جلجل نبأ وفاة الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وكان الأمر فادحاً والخطب عظيماً بفقدان هذا الابن البار الذي يعلو على وجهه البشر وعلى محياه السماحة وعلى أفعاله حب الخير وحب المساكين فأصبح الأب والابن جسدين في روح واحدة قاسمهما الإباء والعزة بالحق وعدم التواري أو الانهزام مهما كانت الخطوب والمحن.
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو رجل بما تحمله هذه الكلمة من معنى كيف لا وهو ابن ذلك الرجل العظيم الذي صنع ملحمة قلّما يوجد نظيرها في مثل هذا العصر الذي يموج بالتناحر والاقتتال والرقي على حساب الضعفاء فكان من نتاج هذه الملحمةالحب والأمن والرقي والسؤدد بعدما كانت هذه البلاد غارقة في أنواع من الفوضى والسلب والنهب وإهدار الحقوق الخاصة والعامة وتسلط القوي على الضعيف وعدم اطمئنان الإنسان على نفسه وماله وأهله.
ان من رأى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهو يصافح هذه الجموع التي تدفقت على قصره العامر أفراداً وجماعات تعزي في هذا المصاب الجلل لينهار وتضعف قواه مهما أوتي من قوة ولكن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لم يكن بذلك الرجل الضعيف أو الرجل الذي يستسلم للمصائب بل كان قوياً كقوة الأسود وثابتاً كثبات الجبال وصبوراً كصبر الأتقياء والأوفياء، وهذا ليس بغريب فأمير المحبة والخير لم تصنعه ليالٍ وأيام بل صنعته مواقف وبطولات فهو رجل عرف المسئولية وقوة التحمل ومواساة المعوزين منذ زمن بعيد حيث ورث حب الخير وإسداءه أباً عن جد فوالده العظيم كان نبراساً في رفع المظالم عن المسلمين وموحد صفهم ومغيث ملهوفهم، فسلك سلمان بن عبدالعزيز واخوانه البررة من آل سعود هذا المسلك العظيم الذي لا يفتأ عنه ليلاً أو نهاراً في حب الخير لهذا الوطن ومواطنيه يسهر على راحتهم وينفذ حاجاتهم ويواسي معوزهم ويؤلف بين قلب بعضهم أخاً لكل كبير وأباً لكل صغير.. له حبور وقبول في أي مكان حل فيه مقدرين فيه مساهماته الجليلة وعطاءه المتواصل بدون كلل أو ملل في أصقاع العالم الإسلامي التي تذكره وتدين له بالفضل بعد الله ولهذا البلد ومواطنيه من التحرر من قيد الاحتلال فأفغانستان تذكره وفلسطين الجريحة تذكره والبوسنة والهرسك تذكره ، الصومال والجمعيات الإسلامية الخيرية تذكره والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان تذكره ودور الصحافة والنشر تذكره ما كان بالخارج كان بالداخل وأكثر فهذه جمعيات البر تذكره ومراكز الكلى تذكره وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم تذكره وهيئة الإغاثة العالمية تذكره.
فليس غريباً أن يكون له هذا الحب وهذا التقدير وأيادي سموه بيضاء وأبناؤه البررة سائرون على منواله براً وحباً ووفاء لهذا الوطن ومواطنيه ولكن ما يمكن قوله والتأكيد عليه هو أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز لم يكن هذا المصاب الجلل أن يوهن من عزمه أو يضعف من إرادته بل هو أسد لا تهزه الخطوب حفظك الله أباً وقائداً ومعلماً للخير وحفظ إخوانك وأبناءك وجميع أبناء وطنك وجعل طول العمر لك ولكل آل سعود وأبناء هذا الوطن الكبير.
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved