أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th August,2001 العدد:10542الطبعةالاولـي الخميس 19 ,جمادى الاولى 1422

فنون تشكيلية

تلميحة
غربة الفن التشكيلي
محمد المنيف
الكاتب والأديب عبدالله بخيت مبدع في طرحه الأدبي وفي علاقاته الأفقية مع الجميع، أجده كعادته مبتسما مشرق المحيا مرح المعشر راقي الثقافة والوعي. يحدثني في كل لقاء عن محاولاته المستميتة لإنجاز ولو لوحة تكون هي الأولى والأخيرة في عشقه التشكيلي، معترفا في كل حوار يتم بيني وبينه بوجود علاقة خاصة مع هذا الفن المنافس الأول لإبداعه الأدبي كاشفا ثقافته البصرية التي يصوغها بمفرداته المعروفة. هذا الموقف دفعني للتفكير في الدور الذي يمكن ان يقوم به هذا الأديب وغيره من الأدباء كتاب الزوايا تجاه التشكيليين ممن يتوقعون المتابعة والاهتمام والمعرفة على الأقل من الأقربين ليساهموا في التعريف بفن لا يمكن تجاهله في قاعدة الإبداع الثقافية.
ورغم تفاؤلنا بوجود الأديب عبدالله بخيت وقبله القاص عبدالعزيز مشري يرحمه الله وغيرهما قلة من عشاق هذا المجال الإبداعي إلا أن معرفتنا السابقة بوجود جهل وتجاهل مزمن في علاقة الأدباء بالفن التشكيلي تدفعنا للتشاؤم وتأكيد الفجوة بين عطاءين هما الأقرب في اقتسام رحم الإبداع نتيجة التشابه في الصفات والمسميات وفي لغة النقد والتحليل ولهذا لم يجد الفنانون التشكيليون موقع قدم قبل موقع للوحاتهم في الأندية الأدبية ولم نسمع ان أقيم نشاط في الأندية الآنفة الذكر يدعم اللوحة وفنانيها أو دعوة ثنائية أو ثلاثية يكون أقطابها القاص والشاعر والفنان التشكيلي ليمتزج واقع الصور الذهنية والبصرية في تلاقح ليس بجديد أو مبتدع، فاللوحة دائما ملهمة للأديب والقصيدة والقصة ينابيع يرتوي من صورها التشكيليون حتى أصبحت اللوحة على أغلفة الدواوين بطلعتها الجذابة وملامحها المتألقة جسرا بين العين والذاكرة محرضة القارئ على الدخول للأعماق مبقية النجاح للمحتوى الفكري المشترك.
* زامر الفن التشكيلي لا يطرب:
وجد بعض الفنانين الأجانب الكثير من التطبيل والاهتمام رغم انهم في بلادهم لا يشكلون أي رقم في حساب تعداد الفنانين البارزين ورغم ذلك يجدون هنا القبول وحسن الإصغاء ممن لديهم اهتمامات تشكيلية من أبناء الوطن فأخذوا في اقتناء أعمالهم وبأسعار تفوق الخيال إذا قيست بمستوى الأعمال التي نفذوها بأسلوب أقل من عادي نجد الأفضل منه لدى غالبية الفنانين السعوديين الهواة.
ومن المؤسف ان أعداداً من الفنانين والفنانات السعوديين يعتدون بآراء هؤلاء الغربيين لمجرد أنهم فنانون )من دول أجنبية( اعتقاداً بأن انتماءهم لتلك الدول يعطيهم الصفة العالمية مما جعل مثل هذا التصرف يظهر عدم ثقة الفنان المحلي بأبناء جلدته من أصحاب الخبرات والريادة ممن يفوقون أولئك الأجانب أداء وانتماء للواقع وللاعتزاز بالرأي مما أعطى لهؤلاء الفرصة للتعالي وتحجيم الإبداع المحلي والمنتمين إليه.
المؤلم في الأمر ان أحد هؤلاء الفنانين الأجانب أصبح يشيد بكل من يراه من الفنانين الشباب ممن يستجدي شهادته وإمضاءه بعد مرحلة من الكبرياء أعلن وقتها عدم معرفته بالفن والفنانين السعوديين رغم إقامته الطويلة بيننا، فهل عقدة الأجنبي وصلت بالتشكيليين إلى هذا الحد، أم أن زامر التشكيل السعودي لا يطرب؟!
* الكتاب التشكيلي كالألماس:
الكتاب التشكيلي أياً كان تخصصه أو مضمونه الذي يحمله أصبح سعره أعلى من الالماس في مكتباتنا التجارية رغم قلة مشتريه وغالبيتهم من طلبة الكليات المتخصصة في مجال التربية الفنية بنين وبنات ورغم ذلك وجد فيه أصحاب تلك المكتبات فرصة للكسب على حساب ظروف الطلاب علماً أن المفترض في أصحابها التعاون وخدمة الدارسين والفنانين بأن يكون لهم تعامل خاص يمنحون فيه بطاقة تخفيض دعما لهم ولإبداعهم وبذلك نطبق المثل: لا يموت الذئب ولن تفنى الغنم أليس كذلك يا أحبتنا في مكتبتي جرير والعبيكان؟
للتواصل monif@hotmil.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved