أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th August,2001 العدد:10543الطبعةالاولـي الجمعة 20 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

المعنى
أبداً..!
د. فارس محمد الغزي
بدهي هو القول إن الموت واحد وأسبابه متعددة، «والموت» العربي مثله مثل غيره واحد غير أن الغريب أن أسبابه «واحدة» هي أيضاً، وأعني بذلك: السبب الخارجي، فما هو يا ترى سر عدم توقف العرب عن تعليل أسباب توقفهم عن الانتاج الحضاري بعزوها إلى «العامل الخارجي؟»، وإلى متى يظل السبب عبر التاريخ «خارجياً؟». فلقد بدأت بيارق مسيرة «وحدانية السبب» خارجياً تخفق باتهام الكتب العلمية والفلسفية اليونانية والفارسية التي تمت ترجمتها في عهد الخليفة العباسي المأمون، غير أن الجيل اللاحق من المعللين قد اختزلوا الأسباب في الشعوبية الفارسية، ومع ذلك فقد أصر اللاحقون لهم على نسبتها إلى الغزو المغولي، بينما عثر آخرون على الضالة السببية فعلقوها «برقبة» الحروب الصليبية، ومن هناك على غرار المثل المعدل هنا «من جرف تاريخي إلى دحديرة تاريخية!» يتواصل التدهور بتأصل التعليل الآحادي خارجياً، ليحل الاستشراق فيُقبض عليه مُتلبساً بالجرم غير المشهود، غير أنه سرعان «ما يضف» كتبه ويرحل، ولكنها تُفرَج بحلول مشجب جديد ليُعلَّق عليه ما ليس بجديد، وأعني بذلك الاستعمار الذي يزول ومع ذلك لا يحول زواله عن تعليل ما لا يعلل، فيصبح السبب بعد الاستعمار هو الاستعمار «عن بعد»، أي بالريموت كونترول!، وهكذا تتواصل عملية إلجام التاريخ عن نطق الحقيقة، فيُدَسّ في فمه سبب بعد آخر، وبالفعل يصمت التاريخ، ويكتفي بهز رأسه تعجباً في كل مرة يتم تزويده بوقود التعليل الآحادي هذا، متجرعاً مرارة بعد أخرى، من غزو فكري إلى عولمة.. إلى ما لا يعلمه إلا الله سبحانه..، أما التاريخ فلسان حاله «صامت» صمت الصراخ مجلجلاً بالقول: «جحيد جحيد جحيد!».. والمعنى «يحك رأسه!» متسائلاً هو الآخر «يا جحيد ويش معنى جحيد..؟!»..

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved