أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th August,2001 العدد:10543الطبعةالاولـي الجمعة 20 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

كلمات معدودة
الصحافة السعودية بين نظامين
د. محمد بن سليمان الاحمد
عرفت بلادنا الصحافة في العهد السعودي بعد أسبوع واحد من دخول الملك عبدالعزيز رحمه الله مكة المكرمة حيث صدرت توجيهاته بصدور صحيفة أم القرى لتكون أول صحيفة حكومية تصدر في العهد السعودي، بعد ذلك وعلى فترات متباينة توالى صدور الجرائد والمجلات في مناطق المملكة ومدنها، حيث بادر العديد من رجالات الأدب والثقافة في جدة ومكة والمدينة والقصيم والرياض والمنطقة الشرقية في إصدار مطبوعات أسبوعية ونصف أسبوعية، وعرفت صحافة هذه المرحلة بصحافة الأفراد حيث كانت الصحف مملوكة لفرد يقوم بإدارتها وتحريرها. ونظراً للعديد من الأسباب التي من أهمها الضعف الإداري والتحريري الذي كانت تعانيه بعض هذه المطبوعات، والذي كان يبدو جلياً من خلال عدم انتظام صدورها وتوقفها المتكرر فقد شهدت الصحافة السعودية مرحلة ثانية عرفت بمرحلة الاندماج أو الدمج، إذ تم إصدار تنظيم تم بموجبه اندماج صحيفتين او اكثر لتصدر في صحيفة واحدة إما بمسمى جديد او إبقاء اسم احدى الصحف المندمجة. واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1388ه ونظراً ايضا للعديد من المسببات بينها السياسي والثقافي والاقتصادي ومنها المحلية والاقليمية، دخلت الصحافة السعودية مرحلة جديدة هي مرحلة صحافة المؤسسات الاهلية وذلك بصدور نظام للصحافة يفرض على كل الجرائد والمجلات العامة التحول من الملكية الفردية الى الملكية الجماعية بحيث تتشكل مؤسسات اهلية للصحافة يشارك فيها عدد من المثقفين ورجال الاعمال لا يقل عن خمسة عشر فردا، واستمرت الصحافة خاضعة لهذا النظام المنظم لشؤونها الادارية والمالية، أما الجوانب التحريرية فقد كانت كل المطبوعات السعودية وبينها الصحافة تخضع لنظام المطبوعات الذي صدر العام الماضي في ثوب جديد بعد ان شارك في دراسته مجلس الشورى. أما نظام المؤسسات الصحفية فقد صدر الشهر الماضي بعد ان اقترحه المجلس الاعلى للإعلام وتولى بعد ذلك مجلس الشوري دراسة فقراته وإقرارها واحدة واحدة و من ثم تم رفعه لمجلس الوزراء الذي اقره في صيغته الجديدة. هناك اختلافات شكلية وموضوعية بين نظام 1388ه ونظام 1422ه منها على سبيل المثال لا الحصر ان عدد فقرات النظام القديم 34 فقرة بينما عدد مواد النظام الجديد 30 مادة، والقديم اشترط وجود مالايقل عن خمسة عشر عضواً في المؤسسة الصحفية الاهلية، أما الجديد فقد ضاعف العدد بألاّ يقل عن ثلاثين، القديم لم يتعرض البتة لوجود هيئة للصحفيين بينما الجديد اقر وجود مثل هذه الهيئة على شكل جمعية مهنية، كما اهتم التنظيم الجديد للصحافة بالتدريب وإدخال التقنيات الجديدة على العمل الصحفي، وتعد المادة الخاصة بالتدريب والتقنية الصحفية تفاعلاً متميزاً من واضعي هذا النظام مع ما تشهده الصحافة والاعلام بشكل عام في هذا العصر من ثورة تقنية لم يشهد تاريخ الإعلام والاتصال والمعلومات مثيلاً لها، ولقد فرضت هذه الثورة المعلوماتية ان الاعلام والصحافة المؤثرة لم تعد تعتمد على القدرات الخطابية والانشائية والتعبيرية بل على التخصص وتخصص التخصص، وهو ما يعرف بالتخصص الدقيق.
نقطة مهمة بقيت معلقة، ويمكن ان نعالجها بتوسع اللوائح التنفيذية ألاوهي سعودة المؤسسات الصحفية، والاتقتصر عملية توطين هذه المؤسسات على المحررين واقسام التحرير، بل يجب ان تشمل اقسام الاخراج، والطباعة، والتوزيع، والاعلانات، ومراكز المعلومات الصحفية، والتصوير، بالاضافة الى ادارة المؤسسة وهو امر قد يتم على مراحل على ان تحدد بفترة زمنية معينة يتم خلالها سعودة كل اعمال المؤسسات الصحفية، كما ان هذه اللوائح مطالبة بتثمين اهمية غير المحررين في العمل الصحفي والاشارة الى دورهم وحقوقهم وواجباتهم، وكذلك تفرغ كل العاملين في هذه المؤسسات وخصوصاً المحررين.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved