أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th August,2001 العدد:10543الطبعةالاولـي الجمعة 20 ,جمادى الاولى 1422

أفاق اسلامية

ظواهر أحذرها الشباب
«25» ظاهرة العصيان
الشيخ/ عبيد بن عساف الطوياوي
في هذا العدد نختتم الظواهر التي احذرها اخوتي الشباب، اختتمها بظاهرة العصيان، ام الظواهر السيئة، وهي ظاهرة يجب الحذر منها، والبعد عنها، لانها ظاهرة فتاكة مضرة، تفتك بالقلب وتضر به، اشد من فتك واضرار السم بالبدن، يقول ابن القيم رحمه الله: الذنوب والمعاصي تضر، ولابد ان ضررها في القلب كضرر السموم في الابدان، على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء الا بسبب الذنوب والمعاصي؟ فما الذي اخرج الابوين من الجنة، دار اللذة والبهجة والسرور الى دار الآلام والاحزان والمصائب؟ وما الذي اخرج ابليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه فجعل صورته اقبح صورة واشنعها، وباطنه اقبح من صورته واشنع وبدل بالقرب بعداً، وبالرحمة لعنة وبالجمال قبحاً وبالجنة ناراً تلظى وبالايمان كفراً. وما الذي اغرق اهل الارض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس والجبال، وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى القتهم موتى على وجه الارض كأنهم اعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للامم الى يوم القيامة؟ وما الذي ارسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في اجوافهم وماتوا عن آخرهم؟ وما الذي رفع اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جميعاً؟ وما الذي ارسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل، فلما صار فوق رؤوسهم امطر عليهم ناراً تلظى؟ وما الذي اغرق فرعون وقومه في البحر ثم نقلت ارواحهم الى جهنم، والاجساد للغرق والارواح للحرق، وما الذي خسف بقارون وداره وماله واهله؟ وما الذي اهلك القرون من بعد نوح بانواع العقوبات ودمرها تدميراً؟ وما الذي اهلك قوم صاحب يس بالصيحة حتى خمدوا عن اخرهم؟ وما الذي بعث على بني اسرائيل قوماً أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذرية والنساء واحرقوا الديار ونهبوا الاموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فاهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علوا تتبيرا؟
فتأملوا اخوتي الشباب ما ذا تفعل الذنوب والمعاصي، وماهي عواقبها، وما النتائج المترتبة عليها، فحقا انها كما ذكر ابن القيم رحمه الله: «سبب كل شر وبلاء في الدنيا والآخرة».
وقد ذكر الله لنا حالة من احوال العصاة يوم القيامة، ينبغي ان نتذكرها كلما سولت لنا انفسنا معصية من المعاصي، انها صورة صنف من العصاة يوم القيامة، يقول الله تعالى:«يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثاً» ولذلك يروى عن عائشة رضي الله عنها قالت:«اقلوا الذنوب فانكم لن تلقوا الله بشيء افضل من قلة الذنوب».
معشر الشباب: ان للعصيان مضار كثيرة، تضر بالعاصي وتودي به، وهي خطيرة جدا، ذكرها اهل العلم، منها حرمان العلم والرزق والطاعة وايهان القلب والبدن وتقصير العمر ومحق البركة وهوان العبد على ربه وايراد الذل وافساد العقل، وذهاب الحياء وازالة النعم، واحلال النقم، بل تمتد مضار العصيان الى الارض التي يوجد بها العصاة فتفسد بها والعياذ بالله، يقول الله تعالى:« ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».
فاحذروا المعاصي صغيرها وكبيرها، وابتعدوا عنها، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.


رأيت الذنوب تميت القلوب
ويورث الذل ادمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها

امام وخطيب جامع الخلف بحي صلاح الدين بمدينة حائل

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved