أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th August,2001 العدد:10543الطبعةالاولـي الجمعة 20 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

أين الدور العربي؟
أساليب التضليل الصهيوني في الإعلام الغربي
من المعروف تاريخيا أن اليهود أصحاب مكر ودهاء وهذه حقيقة تاريخية وقد تحدث عنها القرآن الكريم ووصفهم الله عز وجل في محكم تنزيله في كثير من الآيات. ولسنا هنا بصدد ذكر حقائق تاريخية وقد تحدث عنها القرآن قبل ذلك ولكن ما نحن بصدده وهو من قضايا العصر هو الهيمنة الصهيونية على وسائل الإعلام الغربي وسيطرتها عليه ومن ثم التحكم في الإعلام العالمي وأهم الأبعاد الاستراتيجية لذلك هو تضليل الرأي العام العالمي ومن ثم السيطرة عليه والتحكم به وهذا يأتي امتدادا لخبث اليهود ومكرهم ودهائهم.
ولا أود هنا الإسهاب في التحدث عن أساليب التضليل الصهيوني في الإعلام الغربي او العربدة فيه إن جاز التعبير فهي معروفة لدى الإعلاميين ولكن أود أن أقف عند حقيقة أذكرها عندما كنت طالبا في قسم الإعلام فقد قام وزير إعلام تونسي سابق بزيارة القسم لدينا وألقى محاضرة عن نفس الموضوع الذي نتحدث عنه وهو أساليب التضليل الصهيوني في الإعلام الغربي والعالمي . وقد ذكر الوزير في محاضرته ان اسرائيل هذا الكيان المغتصب بصدد إطلاق قمر صناعي أحد أهم المهام الأساسية له هو غسل الدماغ العربي ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إنني أقول ان أحد الأبعاد الأساسية له هو غسل الدماغ العالمي، وتضليل الرأي العام العالمي وتشويه الحقائق وقلب الأمور لصالحها وكدليل على ذلك عرض التلفزيون الاسرائيلي عبر الأقمار الصناعية فيلما وثائقيا أقرب ما يكون الى التزوير ومغالطة الحقائق عن المذابح التي تعرض لها اليهود في عهد النازيه ومن ضمن ما عرض هذا البرنامج لقطة لإحدى المقابر التي دفن فيها ضحايا تلك المذبحة على حد زعمهم بقصد كسب التعاطف العالمي مع اليهود وكسب ودهم ومشاعرهم.
فكيف ستكون مشاعر وأحاسيس الفرد الغربي أو أي كائن في هذا العالم خاصة من لا يعرف زيف اليهود وافتراءهم وأساليبهم التضليلية الماكرة وهكذا هم اليهود فهم بالاضافة الى أنهم ملوك الدراما وملوك الإغراء والمفسدين في الأرض فهم أصحاب غدر ومكر وخداع. وثمة أمر آخر وهو لا يعلمه كثير من الأوساط في الرأي العام العالمي وهو ما يرتكبه اليهود اليوم من مجازر وحشية وجرائم بحق الإنسانية وفي حق الشعب الفلسطيني وهو ما يشاهد على شاشات التلفزيون في العالم وعلى مرأى ومسمع العالم غير أنه يكون خافيا لدى الكثير من الشعوب في العالم.
وهذا يرجع لعدة أمور منها تغطية اسرائيل لجرائمها وحجب الحقائق عن أنظار العالم بما تقوم به من بشاعات وجرائم لا إنسانية في فلسطين وغيرها وقدرتها الفائقة على قلب الحقائق والموازين لصالحها. فهي تظهر أمام العالم كما الحمل الوديع والضعيف والمضطهد دائما بينما هي في واقع الأمر من أشرس شعوب الأرض وأكثرها عداوة للإنسانية، والأمر الآخر هو جهل الرأي العام الغربي والعالمي بكثير من الحقائق عن اسرائيل والصهيونية العالمية ومخططاتها الإجرامية ضد البشرية، وثمة حقيقة لا بد أن تفهمها شعوب العالم قاطبة وهو أن المخططات الصهيونية التوسعية والرغبة في السيطرة ليست مقتصرة على العرب وحدهم وليسوا هم المستهدفين وحدهم وإنما العالم بأسره والبشرية جمعاء، والرغبة في السيطرة على العالم.
وإذا كان من أمر آخر نضيفه في هذا السياق ونقولها بكل أسف هو قصور الإعلام العربي في إيصال الحقائق الى الرأي العام الغربي والعالمي وكشف الحقائق التاريخية والمناصرة للمخططات الصهيونية فالإعلام الغربي لا يزال مشلولا وما يعصر القلب ألما أنه في خضم هذه الأحداث الخطيرة والعاصفة التي تعيشها الأرض المحتلة والمنطقة بأسرها يقف الإعلام الغربي وبكل أسف متفرجا على تلك الأحداث الدامية والخطيرة دون تحريك ساكن والفلسطينيون معزولون لوحدهم ومتروكون كالفريسة لعدوهم الشرس فرغم كل ما يجري فليس هناك أي دعم أو مؤازرة سياسية أو عسكرية أو إعلامية أو اقتصادية وكأن الفلسطينيين هم المعنيون بالأمر لوحدهم.
وهنا أتساءل إذا لم يتحرك الإعلام العربي الآن وسط هذه الأحداث فمتى سيتحرك أم أنه سيظل يغط في سباته العميق أم أنه سيظل عبئا وعالة على الإعلام الغربي كما نحن دائما عالة على العالم في كل شيء والى متى سيظل الإعلام الغربي والعالمي يقوم بخدمة قضايانا والدفاع عنها وهذه حقيقة مسلم بها، فمعظم إن لم يكن كل القضايا العربية والإسلامية يقوم الإعلام الغربي بتغطيتها ونقل حقائق للعالم ابتداء بقضية فلسطين وصراعنا مع العدو الصهيوني ومرورا بافغانستان ولبنان وغيرها من القضايا العربية والإسلامية وما أخشاه هو أن يكون الوقت قد فات لخدمة القضية الفلسطينية وخاصة ما يجري الآن فأي عمل لا بد وأن ينطلق من قاعدة ثابتة فيقوم على أسس فنحن نفتقر الى هذه الأمور كلها فليس هناك استراتيجية إعلامية عربية واضحة أو محددة ولا يوجد أي تخطيط إعلامي مدروس هذا بالرغم من وجود وتوفر جميع الطاقات والإمكانيات من مادية وبشرية وفكرية ولدينا العقول، ولدينا كل القدرات ولكنها لم تستغل بشكل جماعي ولم تسخر لخدمة قضايانا وللدفاع عنها ولا أكشف سرا إذا قلت انني كمواطن عربي أشعر بالمرارة إزاء ذلك حتى إنني كنت أتمنى لو أن تلك الطاقات والإمكانيات لم تكن موجودة لكنت وجدت عذرا بدلا من أن تكون تلك الطاقات والإمكانيات مهدرة أو معطلة وأود أن أختم كلامي هذا بحقيقتين أو ركيزتين أساسيتين أود أن يفهمها الجميع وأن لا تغيب عن الأذهان وهي أن العدو الصهيوني قد استطاع أن يسيطر على العالم عن طريق أمرين وهما:
أولا: تغلغله في الاقتصاد العالمي ومن ثم نفوذه الكبير والواسع فيه وهذه حقيقة يجب أن لا نتجاهلها فأثرى أثرياء العالم هم من اليهود ابتداء من اكسفورد في بريطانيا ومرورا بهاردز وانتهاء بلا نهاية بأغنى أثرياء نيويورك وشركات النفط العالمية وجميع هؤلاء تصب وتضخ أموالهم في اسرائيل لدعم الدولة العبرية.
ثانيا: أن اليهود بمكرهم ودهائهم عرفوا من أين تؤكل الكتف واختصروا الطريق من أقصره وأيسره فتغلغلوا ايضا في الإعلام الغربي والعالمي حتى سيطروا عليه وأصبح أداة في أيديهم لغسل الدماغ العالمي وتسييره لمصالحهم ومخططاتهم ويظهر ذلك لنا واضحا وجليا من خلال سيطرة حفنة من اليهود على أكبر دولة في العالم وتركيعها لخدمة القضايا والمخططات الصهيونية العالمية. ورغم أن هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وهو دور اللوبي الصهيوني ونفوذه الكبير في الكونجرس الأمريكي إلا أنه ما كان له أن يحقق كل ذلك النفوذ والسيطرة العالمية بدون العنصرين السابقين والأساسيين وهما الإعلام والاقتصاد العالمي وسيطرتهم عليه فهل ندرك هذه الحقائق قبل فوات الأوان.
عبد الحميد العبد الله السعدون
الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه
وزارة الداخلية

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved