أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th August,2001 العدد:10543الطبعةالاولـي الجمعة 20 ,جمادى الاولى 1422

شرفات

بعد توليه منصبه الجديد.. د. سالم اللوزي المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية لـ «الجزيرة »:
الوضع الزراعي في المملكة يفوق باقي الدول العربية.. وطفرة هائلة في إنتاج الخضراوات والفاكهة
سنتصدى للهندسة الوراثية في المنتجات
12 ملياردولار قيمة الفجوة الغذائية العربية مستثمرون سعوديون للاستثمار في السودان
أعلن الدكتور سالم اللوزي المدير العام الجديد للمنظمة العربية للتنمية الزراعية أن الوضع الزراعي في المملكة يعد من أفضل أوضاع الزراعة في الوطن العربي.
وأكد في حديث خاص ل «الجزيرة»، فور توليه منصبه الجديد أن السعودية شهدت طفرة هائلة جداً في انتاج الخضراوات والفاكهة خلال العشرين عاماً الماضية.
وأشار إلى أن اسلوب التوسع الراسي في زراعة الأراضي بالمملكة حقق نجاحاً كبيراً في زيادة انتاجية الفدان.
وقال الدكتور سالم اللوزي: ان قيمة الفجوة الغذائية العربية تزيد عن 12 مليار دولار.. مطالباً بضرورة تحقيق تنسيق وتكامل عربي في تسويق وانتاج السلع الزراعية والحيوانية للتقليل من حجم هذه الفجوة.
وفيما يلي نص الحديث:
* بداية .. لماذا لم تقدم المنظمة رؤاها وافكارها بالنسبة للعلوم الزراعية الحديثة؟
نحن الآن بصدد وضع موقف عربي يعتمد على العلم والمعرفة والتجارب الحديثة التي تجري في اوروبا وامريكا وسنقف وقفة وطن واحد.. بلد واحد في سبيل التصدي للهندسة الوراثية في المنتجات الزراعية التي تؤثر على صحة الإنسان.. وهناك اشياء كثيرة نعمل على تمحيصها، فهناك بعض الدول العربية ليست في المستوى المطلوب من حيث المعرفة في القضايا الزراعية.. وهناك دول احتياجاتها تختلف عن دول أخرى، فنحن في الاستراتيجية الجديدة للمنظمة نقوم على دراسة احتياجات كل بلد وننطلق من هذه الاحتياجات ولا نخلط بين هذه الاحتياجات الخاصة في مجال معين بدولة معينة مع احتياجات بلد آخر تختلف كلياً عن احتياجات البلد الأول.. وبالتالي سنركز في البداية على الندوات والدورات القطرية التي تعالج احتياجات كل بلد على حدة.. اضافة إلى اعداد دورات وندوات أخرى ذات طابع قومي تشترك فيها أكثر من دولة أو مجموعة دول معينة. وعلى سبيل المثال اعدت المنظمة ندوة في مايو الماضي عن قواعد المنشأ ونتائج هذه الندوة ستدخل ضمن التحضير لتحرير التجارة بين الدول العربية حيث ان قواعد المنشأ أمر ضروري جداً للتعريف في كل بلد ماذا يقدم إلى الدول العربية الأخرى من منتجات زراعية سواء مصنعة أو طازجة حتى يستطيع كل بلد ان يعرف البلاد العربية الأخرى المزايا التنافسية والنسبية لمنتجاته فتستطيع الدول من خلال المنظمة توزيع المنتجات الزراعية بطرق صحيحة وسليمة.
الأمن الغذائي:
* وماذا عن قضية الأمن الغذائي العربي؟
هناك بالفعل اهتمام كبير جداً بهذه القضية، فالفجوة الغذائية في الوطن العربي تزيد عن 12 مليار دولار سنوياً.. واذا احسن توزيع الانتاج الزراعي العربي بين الدول العربية اعتقد ان هذه الفجوة ستضيق تدريجياً وربما تنحصر في بضعة مليارات من الدولارات خلال السنوات القليلة القادمة.. وهذا ما سنعمل عليه من خلال زيادة الانتاج العربي بتكنولوجيا لا تضر بصحة الإنسان وتزيد من الانتاج في نفس الوقت وايضا تلك التي تحافظ على الأصول العربية في كثير من المنتجات.
وأضاف قائلاً: ان المنظمة تعمل حالياً على عدة جبهات درءاً لبعض المخاطر وفي بعض الجهات تعمل على زيادة الانتاج سواء بنقل التكنولوجيا في وسائل الري الحديث خاصة الاستعمال الآلي للري الذي يعتمد على الحاسب الآلي ويوفر في استخدام الماء ولا يعطي للنبات سوى حاجته فقط، وهذا النوع من التكنولوجيا يختلف عن الري بالتنقيط.
* كيف تتم آلية اتخاذ القرار داخل المنظمة؟
للمنظمة مجالس متخصصة لإقرار سياساتها سنوياً.. حيث المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يتكون من سبع وزراء عرب وهو الآن برئاسة الجزائر، ومجلس الجمعية العمومية ويتشكل من 21 وزير زراعة من الدول العربية وحالياً ترأسه دولة البحرين وسيكون الاجتماع القادم للمجلس التنفيذي في سلطنة عمان والاجتماع القادم للجمعية العمومية سيكون في دولة الامارات العربية..وحقيقة ان توزيع ادوار هذه المجالس يعد مؤشرا جيدا لفعالية القرار الذي تتخذه خاصة انها تجتمع بشكل دوري.
واشار إلى أن من اولويات برامج المنظمة خلال الفترة القادمة برنامجين: الأول حول الأسماك حيث نعد حالياً من خلال خبراء عرب برنامجا للعناية بالثروة السمكية في البلاد العربية وكيفية تنميتها حيث تزخر الصومال واليمن بثروة سمكية هائلة إلا انها غير مستغلة الاستغلال الكافي والمأمول ونحاول القاء الضوء على هذه الثروة لجذب المستثمرين العرب إليها.. اما البرنامج الآخر فيتعلق بالثروة الحيوانية المهددة حالياً ببعض المشاكل والامراض التي تأتي من خارج الحدود العربية واعددنا برامج حماية لهذه الثروة.. اضافة إلى التنويه لأهمية وجود مراكز استشعار عن بعد في الدول العربية بما يساعدها للتعرف على مساحتها الخضراء وطبيعتها وكيفية استغلالها وثروتها الحيوانية والمراعي وما يتم زراعته في هذه البلد أو ذاك بل الظروف الجوية والمناخية.. الخ، ونعد حالياً لانشاء مركز للاستشعار عن بعد بالمنظمة لخدمة جميع الدول العربية..
كما سنقيم شبكة معلومات تربط جميع الدول العربية بالمنظمة التي تستهدف من خلال الشبكة التسويق الزراعي بين الدول العربية فيما بينها.. وبين العالم الخارجي، لاننا في الواقع لا نمتلك معلومات حقيقية عن العالم الخارجي وما يحتاجه.. وستوضح شبكة المعلومات اسعار السلع الزراعية في الدول العربية ودول العالم الخارجي ليهتدي بها المزارع أو المنتج العربي على اختلاف اشكاله..وهي بمعنى ادق بورصة للسلع الزراعية .. اضافة إلى اهتماماتنا بتنمية الموارد البشرية واستعمالات المياه المالحة والزراعات الملائمة لها وكذلك المياه المحلاة.
خطة المنظمة:
* ماهي خطة المنظمة للاعتماد الذاتي على مواردها دون اللجوء إلى ميزانية الجامعة العربية؟
حقيقة هذا أمر هام جداً حيث إن المنظمة خلال الاربع السنوات الماضية حققت ايرادات نتيجة تسويق مشاريعها البحثية قيمتها تزيد عن 20% من ميزانية المنظمة.. وهذه المشاريع يتم تسويقها خارج المنطقة العربية حيث تعاملنا مع 22 دولة افريقية مما اكسب المنظمة صفة بيت خبرة زراعي ذي مستوى عالمي بشهادة جميع الدول التي عملنا معها في هذا المجال.. هذه الايرادات تعطي المنظمة سهولة الحركة واستخدام الطاقة المبدعة للخبراء العرب.
* كيف ترى الوضع الزراعي في المملكة؟
الوضع الزراعي في المملكة من افضل اوضاع الزراعة في الوطن العربي والسبب في ذلك ان المسئولين في السعودية تنبهوا إلى هذا الموضوع منذ بداية الثمانينات وانتجوا الكثير من القمح والحبوب والاعلاف.. الا انهم قللوا من هذا الانتاج ليقتصر فقط على الاكتفاء الذاتي للمملكة وذلك حفظاً للمياه الجوفية.. اضافة إلى أن المملكة حدثت بها طفرة هائلة جداً في انتاج الخضراوات والفاكهة وقد زرت السعودية مؤخراً والتقيت بوزير الزراعة وحدثني عن زيادة الانتاج في هذه الانوع باتباع اسلوب التوسع الرأسي في الزراعة بمعنى ان انتاجية مساحة الأرض زادت عن ذي قبل.. والمنتجات الزراعية السعودية يتم تصديرها إلى دول الخليج وبعض دول اوروبا .. وانتاج الالبان له ميزة خاصة في المملكة حيث تجده في الاردن وكثير من الدول العربية والزهور والحبوب وخلافه.
مساهمة:
* لماذا لا تساهم المنظمة في تحقيق تكامل زراعي عربي حقيقي يعود مردوده الفعلي على المواطن العربي؟
ومن قال ان المنظمة لا تساهم في تنمية التكامل الزراعي العربي؟! فالمنظمة تعمل على توجيه رؤوس الأمول العربية للاستثمار في الاقطار العربية التي تتميز بعناصر مشجعة في منظومة الانتاج الزراعي مثل السودان الذي يتمتع بوفرة المياه والاراضي الخصبة في حين يفتقد إلى القدرة المالية..خاصة ان الحكومة السودانية جادة في تغيير الانظمة والتشريعات لجذب الاستثمارات العربية .. وقد بدأ الأردن في الاستثمار في السودان على مساحة 56 ألف فدان لانتاج اللحوم الحمراء والاعلاف والحبوب .. حيث يتم تربية الأغنام والماشية على جزء من هذه المساحة ثم يتم شحنها إلى الأردن ليتم ذبحها لسد الطلب عليها وفي حالة تحقيق فائض يتم تصدير هذه الذبائح.
وأضاف مدير المنظمة : ان السودان وقَّع اتفاقيات ثنائية مع كل من مصر والجزائر والمغرب وليبيا.. اضافة إلى مستثمرين من السعودية والامارات للاستثمار الزراعي والحيواني في السودان...
وبهذا الاسلوب ستحقق الامة العربية اكتفاء ذاتيا في كثير من السلع الغذائية.. ناهيك عن ان المنظمة تعمل جاهدة على التصدي للمعوقات التي تواجه الوضع الزراعي العربي مثل سوسة النخيل في الوطن العربي.. ونفس الشيء بالنسبة للأوبئة التي تهدد الثروة الحيوانية والتي غزت المنطقة فأخذنا على عاتقنا بالتعاون مع الدول العربية والمؤسسات المالية العربية والاقليمية درء هذه المخاطر عن الثروة الزراعية العربية، حيث يتم اعداد مشاريع وتم توزيعها على الدول العربية التي كان تجاوبها عالياً جداً في هذا المجال والتي بلغ عددها 19 دولة عربية.. ونتعامل مع البنك الإسلامي للتنمية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي لدرء المخاطر السابقة عن الزراعة العربية.
أحمد علي

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved