أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 11th August,2001 العدد:10544الطبعةالاولـي السبت 21 ,جمادى الاولى 1422

محليــات

مستعجل
سلطان.. في عزاء سلمان: تظل دوماً عظيماً.. يا سيدي
عبدالرحمن السماري
** الحديث عن العظماء وصناع الأمجاد والبطولات وصناع التاريخ.. ليس هيناً.. لأن أولئك الكبار يظلون أكبر من كل ما قيل عنهم..
** فكم من عظيم غمطه التاريخ.. ذلك أن المؤرخين المعاصرين له.. كانوا أقل من أن يؤرخوا له..
** العظماء وحدهم.. تبدو المواقف الصعبة أمامهم سهلة متيسرة.. وتبدو المستحيلات بسيطة للغاية..
** العظماء وحدهم.. يصنعون الدروس.. ويقدمون المنهج الصحيح الأصيل هدية مجانية للآخرين..
** العظماء وحدهم.. هم أهل البذل والمعروف والتواضع والعطاء السخي في كل ميدان وفي كل مجال.
** العظماء وحدهم.. هم السند لكل ضعيف وهم النصير لكل مظلوم.. وهم رجال المواقف الصعبة.. عندما تكون المواقف صعبة للغاية.. ولا يقدر عليها غير هؤلاء العظماء..
** العظماء وحدهم.. يبذلون المعروف ولا يسألون عنه.. وهم وحدهم.. الذين يجري الله على أيديهم المعروف والعطاء والنبل والكرم والشهامة والمروءة وحسن الخلق وروعة التعامل.
** العظماء.. هم الندرة من الرجال الذين يجمعون أصالة المعدن.. ورجاحة العقل.. وطيب السيرة.. وصفاء القلب.. والثقة عندما تكون الثقة..
** أحياناً.. تشاهد أمامك في هذه الحياة مواقف فتصاب بالدهشة.. ولكن ربما زالت دهشتك في ثوانٍ.. إذا عرفت جيداً من الذي صنع هذا الحدث أو ذاك.. وعرفت أنه هكذا دائماً يصنع الأحداث وراء الأحداث.. وأنه لا يمكن إلا أن يكون هكذا..
** أحياناً.. تذهب إلى موقف وكلك رهبة وألم.. وتذهب إلى موقف صعب للغاية تكاد ترتجف من هوله.. فتشاهد شخصاً واحداً يبدد كل مخاوفك.. وينزع آلامك بقدرة الله وحده..
** إنهم أناس ندرة.. وهبهم الله كل ذلك فأحسنوا استثماره لصالح عباد الله ولم يدخروه لأنفسهم أبداً..
** ألم أقل لكم.. انهم العظماء وحدهم وليس غيرهم.. القادرون بإذن الله وقدرته على ذلك.
** دعوني أتحدث عن واحد من هؤلاء العظماء.. هو ذلك الرجل العظيم.. صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
** هو الإنسان العظيم.. الذين يملك رصيداً هائلاً في قلوب الجميع.. قطع كل التزاماته.. وألغى كل ارتباطاته.. واتجه صوب الرياض يسبق الأمير سلمان بن عبدالعزيز يوم أعلن عن وفاة الأمير فهد بن سلمان..
** وصل إلى الرياض.. وجلس في المطار أكثر من ساعة.. منتظراً وصول الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. ليكون أول مستقبليه.. وليكون أول مواسيه.. لأنه كان يدرك حجم تأثير هذا الموقف على شقيقه سلمان بن عبدالعزيز.. وكان يدرك أن وجوده في هذا المكان.. وفي هذا الموقف.. سيخفف الكثير والكثير والكثير من الأحزان.. وبالفعل.. حصل ما أراد.. ثم جلس ساعة أخرى ينتظر انتهاء سلمان من تقبل تعازي مستقبليه الكثر ليصحبه معه إلى منزله.
** سلطان بن عبدالعزيز.. ذلك العظيم.. كان أول الحاضرين لجامع الإمام تركي بن عبدالله للصلاة على الفقيد.. وكان آخر الخارجين من المقبرة.
** كان مع الأمير سلمان لحظة بلحظة.. وموقفاً بموقف.. معا ضداً ومسانداً ومسلياً ومطمئناً.. وليقل لسلمان بن عبدالعزيز.. لست وحدك.. ولست الحزين فقط.. وليس الموقف موقفك.. ولا المصيبة مصيبتك.. بل هي مصيبة الجميع..
** سلطان بن عبدالعزيز العظيم.. انتقل من المقبرة إلى منزل الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. ووقف معه من عصر يوم العزاء حتى بعد منتصف الليل.. ولم يترك منزل الأمير سلمان إلا قرابة الفجر..
** سلطان بن عبدالعزيز.. هو الذي تلقى التعازي في الفقيد.. وهو الذي جلس كل أيام العزاء.. وهو الذي احتضن الأمور كلها..
** سلطان بن عبدالعزيز.. كان يدرك جيداً حجم انعكاسات وجوده في هذه المواقف.. ولذلك.. لم يبخل به البتة.. فلازم سلمان بن عبدالعزيز طوال أيام العزاء..
** وجود سلطان بن عبدالعزيز في هذه المواقف.. لم يخفف المصاب على سلمان بن عبدالعزيز وحده.. بل خفف المصاب على كل الحضور.. وكل المشاركين في العزاء بدون استثناء..
** لقد حضر الجميع وكلهم حزن وأسى وألم ومرارة.. وما ان شاهدوا هذا الرجل العظيم يقف الساعات وراء الساعات يستقبل المعزين واحداً واحداً.. حتى خفت وطأة الحزن والأسى.. وانتاب الجميع شعور آخر..
** هذا ما أدركه سلطان بن عبدالعزيز عندما قطع كل التزاماته.. وألغى كل علائق العمل.. وكان في وسط المعزين.
** سلطان بن عبدالعزيز.. الذي لم يبخل طوال عمره بأي شيء يملكه.. لم يبخل أبداً بوجوده في هذا الموقف.. لأنه أدرك حجم آثار هذا الوجود الكبير.. وبالفعل.. حصل ما أراده سلطان.
** سلطان بن عبدالعزيز.. هذا الرجل العظيم.. مدرسة في كل شيء..
** مدرسة في الكرم والجود والنبل والطيب والمعروف.
** إنسان أبت شهامته ومروءته إلا أن يكون هكذا دائماً..
** اسألوا عن سلطان بن عبدالعزيز.. أين تجدونه؟
** تجدونه في المواقف التي لا يقدر عليها إلا الندرة من الرجال..
** تظل دوماً عظيماً يا سيدي..
** وعندما نقول.. إنك عظيم.. فليس هذا لقباً نتبرع به أو نجتهد في منحك إياه.. بل إنه من صنع يديك..
** نعم.. تظل دوماً عظيماً يا سيدي..

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved