أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 11th August,2001 العدد:10544الطبعةالاولـي السبت 21 ,جمادى الاولى 1422

العالم اليوم

في رد جنوني مهووس على العملية الاستشهادية في القدس الغربية
إسرائيل تصادر وثائق بيت الشرق وتدمر تسعة مقار للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية
* غزة د ب أ:
أكد مسئولون فلسطينيون امس «الجمعة» أن الجيش الاسرائيلي اقتحم ثمانية مقرات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية كرد انتقامي على عملية نفذها انتحاري فلسطيني في القدس الغربية ظهر أمس الاول أسفرت عن مقتل 19 شخصا وإصابة أكثر من مائة آخرين.
ويؤكد جميل ناصر محافظ القدس في السلطة الفلسطينية إن قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي قامت فجر امس باقتحام ومداهمة عدة مقرات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المدينة وسيطرت عليها.
كما وصفت شخصيات فلسطينية العملية بأنها إعادة احتلال لمدينة القدس العربية التي يطالب الفلسطينيون بأن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وقالت مصادر فلسطينية ان ضباط شرطة وقوات خاصة إسرائيلية أغلقت المقرات وعلى رأسها مقر بيت الشرق وتسعة مكاتب أخرى للسلطة في القدس الشرقية وصادرت ما يوجد بها من أجهزة ومستندات ووثائق رسمية.
وقال ناصر إن الجيش الاسرائيلي قام بإنزال العلم الفلسطيني وصورة للشهيد فيصل الحسيني مسئول ملف القدس المعلقة على واجهة مقر بيت الشرق.. كما قامت بمداهمة محافظة القدس في بلدة أبو ديس وإعلانها مقرا للادارة المدنية العسكرية.
وفي غضون ذلك ذكرت تقارير فلسطينية ان جرافات إسرائيلية تساندها قوات كبيرة من الجيش جرفت موقعا لقوات أمن الرئاسة «القوة 17» المكلفة بحماية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والملاصق لمقر المحافظة والتي يطلق عليها الفلسطينيون اسم المقاطعة وتضم عددا من المؤسسات الفلسطينية والأمنية. وعرف من بين المؤسسات التي تم إغلاقها «اتحاد الجمعيات الخيرية ومقر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومؤسسة الدراسات العربية».
وقال ناصر إن هذه العملية هي إعادة احتلال المدينة وإنها تهدف الى تصعيد التوتر الموجود أصلا في الاراضي الفلسطينية.
وقد ضمت إسرائيل الشطر الشرقي لمدينة القدس عام 1967 واعتبرتها عاصمتها الموحدة.. فيما يطالب الفلسطينيون بالشطر الشرقي من المدينة لكي يكون عاصمة لدولتهم المستقبلية.وقد شكل موضوع السيطرة على مدينة القدس القضية الأصعب في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وهو ما أدى إلى فشل محادثات كامب ديفيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين العام الماضي.
وقال مسئولون فلسطينيون إن هذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها إسرائيل بإغلاق مؤسسات فلسطينية في القدس كما فرضت حظر التجول على بلدتي أبو ديس والعيزرية. وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين.
وقال ناصر إنه لا يوجد أي سند قانوني لإغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس .وأضاف إن اتفاق اوسلو الذي تم التوصل إليه عام 1993 أقر باستمرار عمل هذه المؤسسات.. مضيفا إن هذا التحرك يعتبر تطورا خطيرا في نهج الحكومة الاسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء أريل شارون وستؤدي إلى تدهور خطير في المنطقة.
ولأن المئات من الفلسطينيين يتوجهون لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الذي لا يبعد سوى عدة كيلو مترات عن مقر بيت الشرق انتشرت حواجز عسكرية إسرائيلية في معظم الشوارع الرئيسية في المدينة لمنع المواطنين الفلسطينيين من التوجه إلى الحرم الشريف.
ويقول حاتم عبد القادر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس إن هذه السياسات ليست بجديدة على المدينة وسنقاومها بكل الوسائل المتاحة. وأكد أن هذه الخطوات وغيرها لن تغير من واقع المدينة العربية واستمرار النضال الفلسطيني حتى دحر الاحتلال والعدوان بكافة أشكاله عن شعبنا.
وقال إن الحكومة الاسرائيلية تخطئ انها بهذه السياسات ستجلب الامن والاستقرار لشعبها وعليها أن تعلم انها هي التي تسحب الامن من تحت أقدام شعبها وتتسبب في إراقة مزيد من الدماء.
وكان مصدر أمني فلسطيني قد أكد أن مقاتلات إسرائيلية من طراز اف16 أمريكية الصنع قد أطلقت صاروخين على مقر قيادة الشرطة الفلسطينية في ضاحية الطيرة المقابل لمقر المقاطعة في مدينة رام الله مما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل.
وقالت مصادر فلسطينية إن أحد الصواريخ أصاب حي إسكان أبو جعفر القريب من المقر الشرطي مما ألحق به أضرارا مادية جسيمة واشتعلت النيران في كلا المكانين غير انه لم ترد أنباء عن اصابة أحد بسوء.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت حالة الطوارئ في صفوفها وأخليت جميع المراكز ومقرات الاجهزة الامنية تحسبا لوقوع هجوم إسرائيلي محتمل في أعقاب عملية تفجير مطعم للبيتزا بقلب القدس أسفر عن مصرع منفذ العملية أيضا.وكانت تلك العملية الاقوى من نوعها داخل القدس منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية .
وفي غزة قالت مصادر أمنية فلسطينية ان قوات الجيش الاسرائيلي توغلت لمسافة كيلومترين في أراضي السلطة الفلسطينية شرق مدينة غزة.. كما دمرت موقعا تابعا لقوات الامن الوطني الحدودي الفلسطيني ومزرعة لتربية الدواجن والابقار قبل أن تعود أدراجها.
وقالت مديرية الامن العام في قطاع غزة في بيان لها إن ثلاث آليات عسكرية و ثلاث دبابات وجرافة إسرائيلية توغلت فجر امس شرق مدينة غزة لمسافة كيلومترين ووصلت حتى مشارف حي الشجاعية السكني.
وأضافت ان الجيش الاسرائيلي أطلق عدة قذائف على الموقع المذكور ودمرته بشكل كامل فيما قامت جرافة مدرعة بتسوية حطام المبنى بالارض.
وكان مجلس الوزراء الاسرائيلي للشئون الامنية والسياسية قد وافق في اجتماع «عاصف» بالقدس الغربية على اتخاذ سلسة من الاجراءات بهدف إعادة ما اسموها سيادة الدولة العبرية على القدس الشرقية بمقتضى اتفاق أوسلو. ووافق تسعة وزراء من بينهم وزير الدفاع بنيامين بن اليعازر على تلك الخطوات بينما عارضها ثلاثة وزراء منهم وزير الخارجية شيمون بيريز وامتنع وزير العدل عن التصويت.
وهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها إسرائيل باستخدام مقاتلات لدك أهداف فلسطينية منذ بدء الانتفاضة التي ذهب ضحيتها حتى الآن 513 فلسطينيا و 133 إسرائيليا و 13 من عرب إسرائيل.
ومن المتوقع أن تثير تلك الاجراءات الاسرائيلية الانتقامية موجة عارمة من السخط في العواصم العربية لتضيف وقودا جديدا لموجة التوتر المستمرة في المنطقة ويصبح معها احتمال استئناف المفاوضات السلمية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي شبه مستحيل في المستقبل القريب.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved