أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th August,2001 العدد:10549الطبعةالاولـي الخميس 26 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

ضحى الغد
صديق يغريُك بالسرعة ثم يتركك لها!
عبد الكريم صالح الطويان
* صديق منافعه كثيرة، لا تعرف قيمته إلا إذا فقدته، إنه على استعداد أن يضعك في مصاف الريح، وفي خط الزمن، إلى أقصى غاياتك، وأبعد مراداتك، هذا الصديق في لحظة «ما» قد يتخلى عنك فجأة ويتركك في «عهدة الريح»! هل عرفت هذا الصديق جيداً؟
إنه أسود اللون، أجدر الوجه، لين الجسم، سهل العريكة، يقيك قسوة الطريق!
هل عرفت هذا الصديق الذي لا يُؤمن جانبه؟!
انه «عجل سيارتك»
لقد أغراك صديقك هذا بالعجلة وأمَّنها لك، فبينما تجري على قدميك بسرعة أربعين كيلاً في الساعة نقلك العجل الصديق إلى سرعة أربعين بعد المائة! أي انه منحك مئة ميل اضافي على قدرتك في الركض، وفي لحظة ذروة سعادتك ونشوة سرورك ينفجر هذا الصديق ويتخلى عنك! فهل تأمن جانبه، وتثق بمعاملته، وتركن إلى أمن علاقته، فلطالما أودى هذا الصديق باصدقائه، وتخلى عنهم، وأسلمهم إلى مصير مؤلم تحطمت فيه عرباتهم، وتمزقت أجسادهم، وانقطعت من الحياة علاقتهم!
هذا الدائر المطاطي المضغوط بالهواء، قلبه هواء، وصداقته هواء، وعهده هواء!
إياك أن تثق بليونته وسماحته، ومصاحبته الدائمة لك، وخدمته الثمينة لك، انه على استعداد تام أن يأخذك في سباق مع الريح لكنه في لحظة مطاطية مع الزمن لا قياس لها عندك، قد ينفجر متخلياً عن الرفقة، وتاركك في «عهدة الريح»!
فعجباً لهذا الصديق الذي يغريك بالسرعة، ويؤهلك لها، ويُؤمنها لك ، ثم فجأة يتركك لها وينسحب من صحبتك في أشد الأوقات حاجة لصحبته!
وعلى مدى انتشار واشتهار سوء الخاتمة هذا الصديق عند القريب والبعيد، إلا أننا لا نزال نصادقه كل يوم، ونصاحبه في كل طريق، وندفع لثمن صداقته أغلى المال!
ربما لأنه لا بديل آخر عن صداقته فهو كما قال الشاعر:
«ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عدواً له ما من صداقته بد»!
أيها الإنسان، صادق بحذر صديقك «عجل» السيارة لا تثق به اذا اغراك بالسرعة، إنه في لحظة «ما» لا تقدر زمانها ولا تعرف مكانها، ولا تكاد تقيس حجم نكبتها سينفجر في أديم هذه الصداقة! فكن على حذر من اغرائه واغوائه، لا تثق به على الدوام!
* الأخ العزيز «أبو خالد» وصلت رسالتك المؤرخة في 30/4/1422ه اشكرك على تفاصيلها، وأعدك بالكتابة ان شاء الله حول الموضوع الذي ترغب الكتابة عنه، وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنك وظن كافة الإخوة الذين يتابعون ما أكتب، وأن نكتب دائماً ما ينفع ويُسهم في تنمية الوعي، ولا شك ان رسائل القراء تغير الأدوار اذ تجعل من القارئ كاتباً وهي فرصة ثمينة للطرفين اذ يتعرفان من خلالها على ظروف الموقع الآخر فيحكمان على الأمور حكماً صحيحاً يصوبانه معاً، ويسددانه على طريق مستقيم.
* الأخ العزيز عمر بن عبد الله، رسالتك المؤرخة في 28/4/1422ه وصلت في وقتها. شكراً على تواصلك الأخوي لمزيد من المعرفة.
وأرجو أن أجد الوقت لما يرضيك، وفقك الله.
بريدة ص.ب 10278
asb2@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved