أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th August,2001 العدد:10549الطبعةالاولـي الخميس 26 ,جمادى الاولى 1422

المجتمـع

المتغيرات تحكم التصرفات
«زوجة الأب» هل تكون أحن من الأم؟!
إعداد : سلمان العُمري
* تحقيق/ هيا عبدالله السويد:
كنا نسمع قديماً وليس بالبعيد عن عدد من المشاكل النفسية والأضرار الجسدية التي تحدث للأبناء بسبب زوجة الأب، فهل أصبحت زوجة الأب (ودودة طيبة وصديقة لأبناء الزوج) في ظل هذا العصر المتفتح؟ وما الأسباب التي جعلتها تتغير بعد الحكم عليها بالظلم؟ وهل تأخرت زوجة الأب عندما فتحت قلبها لأبناء زوجها أم لأنها انغمست في وعي من الثقافة لتؤكد للعالم أنها تغيرت، بل وستصبح أماً بسبب تلك التغيرات العصرية؟ فمنها الإيجابي والسلبي الذي يؤثر على حياتنا، بل ويغير ما كان بالأمس محزناً إلى شيء جميل، ونحن هنا حرصنا على أن نكشف ما إذا كانت زوجة الأب قد تغيرت أم لا وذلك من خلال التحقيق التالي:
زوجة الأب بين قوسين
في البداية تحدثت مسؤولة النشاط الفني بمركز الأمير سلمان الاجتماعي هند الشهري فقالت: زوجة الأب تختلف باختلاف ثقافتها ومدى عمق الإيمان بقلبها وما جبلت عليه من تربية فالبعض منهن على عكس ما هو معروف من تسلط وظلم فتجدهن أحن من الأم إن صح التعبير، أذكر فتاة لم يسبق لها الزواج وعمرها قد تجاوز 30 سنة وتقدم لخطبتها رجل متوفاة زوجته ولديه سبعة أبناء وقد قبلت به وهي تراعيهم بكل حب وعطف وحنان حيث إن أصغرهم عمره سنتان وأصبحت بمقام الأم وعوضتهم الحنان وغرست في قلوبهم الحب، فهي لم تعد تستطيع أن تبعد عنهم ساعات من زيادة التصاقهم ببعض فماذا بعد هذا من جمال وروعة في حياتنا، إذن فإن الحكم على زوجة الأب أو ظلمها أو الحكم عليها بالتسلط أضعها بين قوسين لا يفك رموزها سوى شخصية المرأة وحنانها ومن هنا أناشد كل الآباء ذوي الأبناء أن يخافوا الله في أبنائهم باختيار من هي أهل لتربيتهم إن غاب وجود الأم سواء بموت أو طلاق وأن لا يحرم الأم من رؤية الأبناء لأن في ذلك هدوءاً وسكينة لنفسية الأطفال مع زوجة الأب.
الأبناء والزوجة
وقالت ياسمين سليمان موظفة بمستشفى الملك فهد بالشؤون الصحية بالحرس الوطني: أصبحت زوجة الأب ودودة وطيبة في ظل العصر المنفتح لأن كل الأمور الحياتية قد تغيرت فأصبحت لغة المصالح والبحث عن الرفاهية والراحة في ظل التقنيات الحديثة هي لغة التفاهم والترابط بين الناس للأسف في الوقت الحاضر، ربما في الماضي كانت زوجة الأب تجلس مع أبناء زوجها في المنزل معظم الوقت وليس لديها ما يشغلها فتترك لنفسها والشيطان العنان للظلم والتنكيل الذي يصب على الأبناء أما في الوقت الحاضر فإما تكون زوجة الأب امرأة عاملة أو ما زالت تدرس فأصبحت منشغلة عن المنزل سواء بالعمل أو المناسبات الاجتماعية فليس لديها الوقت الكافي لتراقب الأبناء وتنتقد تصرفاتهم وتكيد لهم عند الأب وأيضاً أصبح الأبناء لهم نمط معيشة مختلف عن قبل فمنهم من أصبح يدرس خارجاً أو يظل منغلقاً على نفسه مع التقنيات الحديثة من قنوات فضائية أو الإنترنت فيمكن أن يمضي الابن أو الابنة معظم الوقت في غرفهم أمام جهاز الحاسب الآلي أو التلفاز فيقل اجتماع الزوجة مع الأبناء، أيضاً من ضمن التغييرات وجود الخادمة واعتماد المنزل عليها 100% تقريباً في معظم الأسر فلا تجد زوجة الأب عذراً لابنة الزوج في عدم مساعدتها في المنزل!! وهناك أيضاً جانب ايجابي هو تعليم الفتاة فإذا أصبحت زوجة الأب متعلمة ومثقفة تجيد لغة الحوار مع الأبناء وتعلم سلبيات ظلمها على حياتها وحياتهم وإيمانها بربها عز وجل فمن المؤكد أنها ستصبح ودودة وطيبة وصديقة وهنا نقطة مهمة يجب أن يكون القبول من الطرفين الأبناء والزوجة والعدل من قبل الزوج (الأب) وعدم التفريق بين أبنائه وأبناء الزوجة.، فالحمد لله أصبحت زوجة الأب هي المعينة والسند للأبناء على الأب في متطلبات حياتهم.
زوجة أب مثالية
ثم قالت هند سعود: ما زلنا مع الأسف الشديد تراودنا فكرة كراهية زوجة الأب لأبناء زوجها وأنها ظالمة وقاسية ولكن بعد اختلاطي بزوجات آباء لاحظت أنهن ودودات وطيبات وصديقات ورحومات لأبناء أزواجهن وخير مثال على ذلك وبما أنني موظفة في إحدى المدارس المتوسطة تشاركني في غرفة واحدة في المدرسة زوجة أب لستة أولاد من زوجها تمتاز بالطيبة والأخلاق الحميدة متدينة تخاف الله في كل شيء صديقة لأبناء زوجها يحبونها وتحبهم تشاركهم الأفراح والأحزان مادياً ومعنوياً حتى أنها خطبت ابنة أخيها لابن زوجها والأمثال كثيرة على ذلك لا يتسع المجال لذكرها، أما الأسباب التي جعلت زوجة الأب تتغير بعد الحكم عليها بالظلم ترجع أولاً إلى الدين ومخافة الله ثم إلى ثقافتها ووعيها ويرجع أيضاً إلى الزوج ومدى تمسكه بزمام الأمور وكونه مطبقاً للشريعة الإسلامية من العدل والرحمة والمساواة فبارك الله لهذا الزوج وأمثاله.
من أين يأتي الظلم؟!
وتتعجب نورة قائلة: من وجهة نظري أن تطور المجتمع وما نتج عن الانفتاح أبعدت المسؤولية عن زوجة الأب، فلم تعد مهتمة بشؤون الأطفال وأنها مسؤولة عنهم مسؤولية كاملة، بل أصبح العبء كاملاً على الخادمة أو المربية لذلك ابتعدت عن الظلم لأنها ابتعدت عن المسؤولية فأي مسؤول قد يقع منه الظلم فإذا لم تكن مسؤولة فمن أين يأتي الظلم؟
ابنته هي ابنتي
وتقول ابتسام زوجة أب لابنة صغيرة: منذ أن تقدم لخطبتي شعرت بالخوف وأنني لن استطيع أن أكون الزوجة الصالحة التي تنتشل زوجها من مشاكله علما أن زوجته متوفاة وخشيت بالفعل عدم قدرتي على مساعدته وتربية ابنته الصغيرة إلا أنني عزمت واستخرت ودعوت الله وقد تعاونا أنا وزوجي على أن نكون يداً واحدة مهما كان وأن أصبح لابنته الصغيرة الجميلة الأم الحنون العطوف ورغم أنه أكبر مني سنا إلا أنني شعرت بطعم الحياة الزوجية التي طالما حلمت بها واستطيع بإذن الله الذي أدعوه ليل نهار أن أساعد زوجي وابنته ونصبح أسرة مثالية وأكون أنا زوجة الأب وأماً في نفس الوقت إلا أنني رغبت بشدة أن تناديني ابنته الصغيرة بأمي حتى تشعر وأشعر بحنان الأمومة التي طالما أحلم بها وها أنا والحمد لله أعيش براحة واستقرار مع زوجي ومع ابنتي التي أعطيتها روحي التي أعيش بها حتى تشعر بالراحة والاستقرار في نفسها ولا يؤثر موت أمها عليها بشيء.
حسن الاختيار
كذلك قالت عواطف العتيبي: بالطبع العديد من زوجات الأب ألغت دور الأمومة وقست على صغار زوجها الذين ليس لهم ذنب وهذا بالطبع يرجع لسوء اختيار الزوج للزوجة التي ستحل مكان زوجته المطلقة أو المتوفاة فإن أحسن الاختيار فسوف يسعد أبناءه وإن أساء أو خدع فهو سيقضي على أبنائه نفسياً وجسدياً وبالذات نفسيا حينما يصبح الابن محل الاستهزاء والسخرية من قبل زوجة الأب وأبنائها عندما تفرق بينهم في التعامل في الأكل والشرب والملبس وقد تسخر زوجة الأب أو تمنع ابن زوجها من الكلمة الطيبة الحنونة، فلا اعتقد أن بعد كل هذا التشويه النفسي أو الجسدي من زوجة الأم لأبناء زوجها المسؤول عنه هو الزوج الذي أساء الاختيار.
غياب الناصح
قالت بدور القحطاني: قد تخشى أو تخاف الفتاة الزواج من زوج زوجته متوفاة ليس بسبب أن تكون زوجة ثانية لا بل تخشى أن لا تستطيع أن تعالج الزوج وتعيد في نفسيته الثقة بنفسه والراحة والاستقرار بالذات حينما تكون زوجته متوفاة وتحسب الفتاة هنا ألف حساب قبل الإقدام على هذه الخطوة مع العلم أنها قد ترغب لكن الخوف متمكن منها وقد يغلب على أمرها إن لم تجد الناصح المرشد لها وترفض الزواج.
السبب هو الأب
وأخيراً قالت أم خالد: عندما قررت أن أزور صديقتي وعزمت ذهبت لمنزلها ورأيت ما لم أكن أتوقعه وأصدقه أخبرتني الخادمة أن صديقتي طلقها زوجها وأن زوجة الثاني تسكن في البيت وأن هذا الطفل المتسخ والممزقة ملابسه وشكله الحزين هو فيصل ابن صديقتي.، فزعت من شدة الحزن وتألمت كثيراً، معقول هذه تحافظ على أبنائها وتنسى ابن زوجها هل لأنه لم يخرج من بطنها تعامله بهذا الأسلوب.، سيشيب الطفل من الحزن والهم وهو ما زال في عمر الزهور بسبب زوجة الأب وكذلك بسبب والده الذي حرمه من الجلوس مع أمه لترعاه وتحافظ عليه لكن قسوة الرجال أحياناً يقع ضحيتها الأبناء وخاصة حينما يكونون أطفالاً يعيشون وينشأون على عداوة وحقد وأنانية وكره وأتمنى أن يدع هذا الاب ابنه ليعيش مع أمه حتى ينام

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved