أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th August,2001 العدد:10549الطبعةالاولـي الخميس 26 ,جمادى الاولى 1422

الثقافية

في استرخاء النجوم على كرسي الرواية وغيرها
محمد العثيم
هذا العام والعام الماضي بدأت مكاشفات كثيرة بين الادباء والمثقفين حول حقيقة كثير من الإبداع الروائي، والادبي بشكل عام مما يعني ان ما كان في كواليس المثقفين من مكاشفات الرأي حول بعض الابداع الادبي وحقيقة اتساعه والاهتمام به والاعلام الكثيف المحيط به ونجومية أدابائه.
وبدأت اسئلة حول عما اذا كان هذا الإبداع الذي يدعمه الاعلام ومدى حقيقته بمسمياته، وهل هو مظهر من مظاهر الترف لأحلام بعض الادباء النجوم من الطبقة المسترخية التي قررت ان تبتعد عن اجهاد الفكر الى الحكي بزعم ان اليوم هو يوم الرواية لا غيرها، ثم حول ظهور مستهلك كسول يهرب من الكتاب الجاد الى كتاب كسول يكتبه نجم مفوه.
هذه المكاشفات بدأت تدخل مجال الرأي العام بعد ان كانت كامنة وكان الناس يتهامسون بها، وكان آخر هذه المقولات محاضرة الدكتور الناقد سلطان القحطاني في الطائف التي ابدت بعض التحفظ حول ابداع روائيين سعوديين لهم اتساع اعلامي ونجومية يحسدهم عليها اقرانهم حيث تساءل المحاضر عن تلك الروايات هل هي حقيقة روايات مشيرا لأبرز ثلاثة نجوم اثنان مخضرمان، وثالث قادم جديد بقوة الدفع الاعلامي واعني به الدكتور احمد ابو دهمان الذي دفع في تسويقه الإعلامي الكثير ودارت حول حقيقة روايته الحزام الكثير من الجدليات مع ان المشكلة ان كثيرين ممن تكلموا سلبا او ايجابا لمقدم «ابو دهمان» لم يقرأوا روايته التي اثارت الضجة حيث بقيت الرواية في لغتها الفرنسية الى كتابة هذا الموضوع، وانا واحد ممن استعان بصديق لقراءة فصل او فصلين لكن فصل او فصلين لا تكفي لإصدار حكم على عمل صار قضية.
هذا التشكيك في المبدعات الثقافية على علاته هو المطلوب للساحة الثقافية لإفراز الكثير من الفكر وعدم تلقي عطاءات الساحة بتقبل متسامح لان الحوارات المساندة والمضادة سوف تنعكس ايجابا على الحركة الثقافية.
ومن تجارب ساحتنا الثقافية الدائمة ان الحركة الثقافية تنقلب على نفسها بين آونة واخرى بما يشبه عملية التناضح العكسي في تنقية المياه العكرة، وهذا غالبا ما يؤدي الى الترويق الثقافي لبدء مرحلة ستنيات جديدة.
والحقيقة ان المثقفين النخبويين في كثير من الاحيان لا يجدون الإعلام الطريق الامثل لوصولهم ويفضلون تواصلا مباشراً..الا ان النجم الاعلامي في هذه السنين نجم كبير مبهر متغير الصورة، لا يمكن منافسة ضوئه حتى وان كان اداؤه الفني محدودا او تمكن منافسته.
وهي الصورة نفسها التي سادت في اوروبا بالعصور الوسطى حيث كان الادباء الذين تحضنهم الصالونات هم ألمع النجوم بينما لا يعرف الناس في وقتهم الكثير من نماذج الثقافة التي لم ترتبط بصالون من الصالونات الكبيرة.
هذه السنون صار الاعلام هو الشهرة، ومن لا تدفعه العجلة الاعلامية يبقى واقفا في مكانه ولأن الاعلام مربوط بالمال والعلاقات لم يخدم الحظ الكثيرين ليرتقي درجات العلا وصار هناك نجوم اعلاميون لامعون بمجرد ان يصرحوا بتأليف شيء نركض لقراءته بينما يختفي في تلافيف الساحة ادباء كبار ومبدعون لا يصلون لأنهم في زوايا الحياة بعيدا عن عين الكمرة الوضاءة.
نعم فقد صار المقتدرون من الادباء والمثقفين اقرب في تصرفاتهم الى نجوم السينما والمسرح فقد بدأ هؤلاء الادباء من نجوم الاعلام ينظرون على الصحف والمجلات الشعبية الملونة، وبعضهم استأجر محطات بث لبث نتاجه واعماله بالملايين.
هذا الوضع الاعلامي دعت اليه متغيرات الخريطة الثقافية التي حولت الثقافة الى استهلاك جماهيري، وعندما لم تجد ما تقتات به جماهيريا عند مثقفي النخبة تحولت الى الثقافة الشعبية وخلقت نجوما جماهيريين هم منظرو واساتذة الشعر والادب.
ولا تتعرض كثير من المكاشفات الى فكر هؤلاء النجوم الاعلاميين من ادباء ادنى النخبة اقول لا تتعرض المكاشفات الى فكرهم وقوته وريادة بعضهم في مجال او آخر، ولكنها تتابع ركوب الموجات الاعلامية بطرح الكثير من ابداعات الموضة مثل الرواية التي صارت مركب الفارغين بعد ان نضب عندهم المعين.
عند البعض ما عليك الا ان تجرد قلمك ويأتي الكلام، فاذا مللت فاقفل الورق وفكر في صنف الابداع الذي وصلت اليه.
اشير اخيرا بكثير من التقدير للدكتور سلطان القحطاني لصراحته في وقت لا يستطيع الكثيرون الكلام حفظا للعلاقات الشخصية.
اشارة
بقي الاستاذ فهد الحوشاني الكاتب المسرحي واحدا من اعتى فرسان قبيلة المسرحيين، وفي الشهر الماضي انتج او الف خمسة اعمال مسرحية للاطفال دفعة واحدة وقدمها للساحة، ثم قدمها مسجلة للتلفزيون للعرض لجمهور المسرح السعودي المتعطش.
وكنا اشرنا في اسبوع سابق الى بدء مرحلة جديدة في التلفزيون وهي تمويل الاعمال المسرحية المحلية للعرض..وكان اول الغيث تمويل خمس مسرحيات قدمها الاستاذ فهد الحوشاني وسوف تعرض قريبا للاطفال عبر الشاشة بعد ان بقي مسرحنا مبتعدا عن التلفزيون لسنين.
نتمنى ان تتلو هذه الخطوة خطوات من قبل الاستاذ الحوشاني او غيره ونتمنى ان يواصل التلفزيون خطواته الجديدة وان يتبنى مسرحيات محلية بشروط الجودة للكبار.
othaimm@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved