أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th August,2001 العدد:10549الطبعةالاولـي الخميس 26 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

إلى وكالة التطوير التربوي «إدارة المناهج» بوزارة المعارف
مادة التفسير في الثانوية.. دروس ومواضيع طويلة لا يكفيها زمن الحصة
تحرص وزارة المعارف وعلى رأسها وزيرها المجتهد د. محمد بن أحمد الرشيد، وممثلة في وكالة الوزارة للتطوير التربوي «إدارة المناهج» تحرص على المراجعة الدائمة لمناهجها في جميع المراحل التعليمية، ومن خلال هذه المراجعة نجد ان هناك تغيرا سنويا لأكثر من مرحلة ولأكثر من مادة دراسية «شكلاً ومضموناً»، وتهدف الوزارة من ذلك كله إلى مواكبة التطور العلمي الكبير الذي يعيشه العالم، وإلى التقدم المذهل الذي تعيشه المملكة في شتى المجالات، مما يفرض ايجاد أجيال تواكب هذا التطور وتسير مع هذه العولمة السريعة.
وبصفتي أحد منسوبي الوزارة، معلّماً بالمرحلة الثانوية «التربية الإسلامية» ومن خلال تجربة تعليمية لمدة خمس سنوات أجدني اضع استفهاما كبيرا على منهج مادة التفسير للمرحلة الثانوية بسنواتها الثلاث، ولعلّي اكون اكثر دقة وتأكيداً فسأتحدث فقط عن منهج التفسير «للثالث ثانوي بقسميه العلمي والشرعي» وذلك لأمرين:
1 ان التجربة أكبر.
2 أنها السنة النهائية.. فأقول: إن التقسيم العام لمادة التفسير لجميع المراحل أكثر من رائع، فكما هو معروف ان الفصل الدراسي الواحد «خمسة عشر اسبوعا»، منها اسبوع للاختبار «النصفي» وأسبوع للمراجعة، فيبقى «ثلاثة عشر اسبوعا» يوزع المنهج على هذه الأسابيع.
فإذا اخذنا مثلاً «الثالثة ثانوي القسم العلمي» فمادة التفسير كما هو مقرر حصة واحدة في الاسبوع وعلى مدار الفصل الدراسي الواحد يصبح لدينا «15 حصة» منها حصتان لما ذكر سابقاً فيبقى «13» حصة يوزع المنهج على ذلك، والتوزيع المقرر لمادة التفسير «13» درساً، كل درس عبارة عن «مقطع مكون من عدة آيات»، إذاً يكون توزيع المنهج من خلال دفتر التحضير، ان الحصة الواحدة يقابلها درس واحد خلال اسبوع.
فمن خلال هذا التوزيع وهذا التقسيم نجد انه وبوجه عام ممتاز، وليس هناك أية ملاحظة فالدروس «13» والأسابيع «13» إذاً أين الخلل وأين الملاحظة، هنا أوضح نقطة الخلل التي همشتها وكالة التطوير التربوي وإدارة المناهج بالوزارة مع ان المراجعة سنوية ودائمة، فالخلل الملاحظ هنا هو «محتوى الدروس وزمن الحصة».. هل يمكن لزمن الحصة ان يستوعب محتوى الدرس أم لا؟ فالمتابع لدروس مادة التفسير في المرحلة الثانوية وخاصة في السنة النهائية يجد ان أغلبها يحتوي على عدة آيات لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يستوعبها الدرس، إذا علمنا ان زمن الحصة 45 دقيقة ويحتوي على محاور منها:
1 كتابة العناوين الرئيسية.
2 مناقشة الموضوع السابق باختصار «إذا علمنا ان الموضوع أيضاً طويل».
3 شرح آيات الدرس الجديد «كاملة».
4 حل تمارين الدرس الجديد.
5 مناقشة الطلاب فيما تم شرحه.
6 تحضير الطلاب.
فمن خلال 45 دقيقة لابد ان يحتوي الدرس على هذه المحاور وإلا لحكم على الدرس بالنقص، سواء كان التقييم من العملية التربوية أو من مدير المدرسة أو من المشرف التربوي، وهنا أتحدث فقط عن ما يخص مادة التفسير «الثالث ثانوي، علوم طبيعية، علوم شرعية» ولو جئنا بعملية حسابية نسبية مختصرة لتوزيع الدرس لقلنا ان المحور الأول يحتاج إلى ثلاث دقائق والثاني خمس دقائق، والثالث «فيما بعد» والرابع خمس دقائق، والخامس خمس دقائق والسادس دقيقتين، إذاً جميع هذه المحاور عدا الثالث تستغرق بالقليل عشرين دقيقة وبقي خمس وعشرون دقيقة للمحور الأهم وهو الثالث إذا علمنا أيضاً ان هذا المحور يحتاج إلى ما يلي:
1 قراءة الآيات من قبل المعلم.
2 قراءة الآيات من قبل طالبين أو ثلاثة.
3 التمهيد للدرس.
4 شرح الآيات.. فالأول والثاني والثالث وبالقليل يحتاجون إلى ست دقائق ويبقى للشرح ست عشرة دقيقة فقط.. نعم أقول فقط لأنه لا يمكن لأي معلم ايا كانت عبقريته وخبرته ان يقوم بشرح اكثر من ست او سبع آيات خلال هذه المدة الوجيزة والوجيزة جداً، إذا علمنا انها السنة النهائية للمرحلة الثانوية، مما يتطلب استيعاب الطلاب لكل كلمة من هذه الآيات. ولا اغفل هنا جانبا مهما جدا جعل من هذه الدروس كما أشرت سابقا «طويلة جدا» وهي: ان كل آية من هذه الآيات المنتقاة للدروس تكون غالبا من الآيات الطوال لا من الآيات القصار فسبع آيات قد لا تعتبر طويلة، ولكن إذا نظرنا إلى طول كل آية عرفنا صعوبة استيعاب الدرس لشرح هذه الآيات، وبودي هنا ان اطلب من أي مسؤول تربوي له اطلاع او اختصاص عن هذا المنهج ان يحاول الآن البحث عن كتاب التفسير للثالث ثانوي «علمي أو شرعي» ويتصفحه ويأخذ حد دروسه ويشرح هذا الدرس شرحاً وافياً لأحد أبنائه أو أحد طلابه أو أحد اقرانه أو لنفسه، ثم إذا انتهى من ذلك كله ينظر كم استغرق هذا الشرح. قد يظن البعض اني مبالغ فيما ذكرته او قد يقول البعض ان المعلم الجيد هو الذي يوصل المعلومة للطالب بأقل زمن وبأقل شرح، لكن أقول: ان هذه المادة مادة «تفسير» لا تعتمد على مصطلحات ثابتة ولا مسائل معروفة، ولا رموز رئيسية، كما هي أغلب المواد، هناك منهج وهناك دروس وهناك زمن، لكن أيضاً علينا هنا ان نكون وسطاء حتى نعطي المادة حقها، لنعطي الطالب أيضاً حقه كاملاً، فأسئلة الاختبار شاملة، ومواضيع الدروس متعددة، فمرة يأتيك سبب للنزول، ومرة يأتيك وصف لموقف عظيم، ومرة تأتيك قصة مشوقة، كل ذلك يحتاج إلى وقت.
إذاً ما هو الحل يا ترى؟.. الحل على أربعة أمور هي: أولاً: زيادة زمن الحصة، ثانياً: تقليص الآيات، ثالثاً: اختيار الآيات القصار، رابعاً: إبقاء الوضع على ما هو عليه.
فإذا نظرنا إلى الحل الأول وجدناه مستحيلاً لاعتبارات يعرفها الجميع والرابع سنواصل به إضرار محصول الطالب وحتمية القصور تجاه المعلم في أداء واجبه، فعليه ليس لحل ذلك إلا الثاني او الثالث، وهو ما اهدف إليه من هذا المقال.
وختاماً: آمل ان أجد آذاناً صاغية، ورداً وافياً تربويا دقيقاً، إن كان الأفضل إبقاء وضع هذا المنهج على ما هو عليه أم تغييره.. ولا أريد تبريرا يضع إدارة المناهج هي الأعلم والأدرى دون رأي مقنع، ولو كانت المناهج توضع ولا تتغير لما احتجنا إلى وضع إدارة متخصصة لمراجعة المناهج على مدار العام، ولو كانت كذلك أيضاً لما وجدنا أغلب المناهج تتغير من فترة إلى أخرى.. والله أعلم.
üüü
ملاحظة مهمة: «منهج الثالث شرعي 30 حصة في الفصل الواحد والدروس 26 درساً.. فمسألة التوزيع والتقسيم واحدة كالثالث علمي.. إذاً الملاحظة والخلل على الثالث ثانوي بقسميه».
عبداللطيف بن محمد المهيني
ثانوية الملك فهد بالخرج

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved