أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th August,2001 العدد:10552الطبعةالاولـي الأحد 29 ,جمادى الاولى 1422

وَرّاق الجزيرة

من جبال القصيم
من جبال القصيم
عبدالله بن صالح العقيل
ينطق بفتح الخاء والزاي بعدها ألف فزاي أخرى ساكنة، وهو جبل أحمر كبير متفرق يقع جنوب مدينة الرس بينهما (59) كيلا، وملاصق لقرية دخنة من الغرب،
يقع الجبل بين خطي عرض (14، 17 21 25) وطول (28، 34 35، 43) وأقصى ارتفاع له (1059) وأقل ارتفاع (917) مترا فوق مستوى سطح البحر،
يحده من الشمال: ساهبة الخيل، وبئر الزغيبية، ومن الجنوب: قلبان وصلة، وهجرة الغيدانية، ومن الشرق: دخنة، ومن الغرب: هجرة الروضتين، وجبال أم ردهة، ومنطقة الركا،
يجري حول الجبل بعض الشعاب منها: من الشمال: وادي النساء أحد روافد وادي الرمة، ومن الجنوب: شعيب دخنة، وشعيب أبو مروة،، ومن الشرق: شعيب دخنة، وشعيب أرطاوي دويرجة، ومن الغرب: شعيب درعة،
لنقرأ ما قال الكتاب عن خزاز، فنبدأ بالهمداني (صفه جزيرة العرب 263) ذكر بأن خزاز من ديار ربيعة، قال: ديار ربيعة: الذنائب وواردات وذو حسم وعويرض وشريب وأبان وذات طلوح وكاترة والسلان وخزاز وقرار عمق واللصاف،
ثم قال (384) وقال الحارث بن حلزة في معلقته يذكر مواضع من محالهم ومحال حلالهم:


أوقدتها بين العقيق فشخصي
ن بعود كما يلوح الضياء
فتنوت نارها من بعيد
بخزازى هيهات منك الصلاء

ثم قال: خزازى جبل بنجد، وعقيق وشخصان مكانان،
وقال البكري (معجم ما استعجم 3/496) بفتح أوله وبزاي أخرى بعد الألف، على وزن فعال: جبل لغني، وهو جبل أحمر وله هضبات حمر، وقد ذكره عمرو بن كلثوم، فقال:


ونحن غداة أوقد في خزازى
رفدنا فوق رفد الرافدينا

وقال: وفي أصل خزاز ماء لغني، يقال له خزازة، وخزاز في ناحية منعج، دون إمرة وفوق عاقل: على يسار طريق البصرة الى المدينة ينظر إليه كل من سلك الطريق، ومنعج على مقربة من حمى ضرية، هذا قول السكوني، وقال الهمداني: خزازى: جبل بالعالية من حمى ضرية، وهي التي ذكرها عدي بن الرقاع بقوله:


وجيحان جيحان الجيوش وآلس
وحزم خزازى والشعوب القواسر

أقول: قول البكري (على يسار طريق البصرة الى المدينة) هذا خطأ، وصحيح العبارة: على طريق البصرة الى مكة، لأن طريق مكة هو الذي يمر رامة الى إمرة ثم ضرية ويترك خزاز على يساره، أما طريق المدينة فيتخذ الجهة الشمالية من القصيم حتى يقترن بطريق حاج الكوفة وهو «درب زبيدة» عند قرية النقرة،
ثم قال: وحدد أبو عمرو خزازا فقال: هو جبل مستفلك، قريب من إمرة، عن يسار الطريق خلفه صحراء منعج، يناوحه كير وكوير، عن يمين الطريق الى إمرة، إذا قطعت بطن عاقل، قال: ولولا عمرو بن كلثوم ماعرف خزاز، ، وهو أول يوم امتنعت فيه معد من ملوك حمير، أوقدوا نارا على خزاز ثلاث ليال، ودخنوا ثلاثة أيام،
ثم قال البكري: وطخفة ورخيخ وخزاز متقاربة، وقد ذكر خزازا وعرفه مهلهل ولبيد وزهير بن جناب وغيرهم، قال زهير:


شهدت الوافدين على خزاز
وبالسلان جمعا ذا ثواء

وينبئك أن خزازا قبل منعج قول الشاعر:


أنشد الدار بجنبي منعج
وخزازى نشدة الباغي المضل

ثم قال: ويقال خزازاً وخزازى، على وزن فعالى، وخزاز مثل قطام، قال لبيد:


ومصعدهم كي يقطعوا بطن منعج
فضاق بهم ذرعا خزاز ومنعج

ثم قال: وقال الهمداني: خزازى هي المهجم، وقال: وهو حد حمى كليب الى المخيرقة من أرض غسان،
وقال (3/876)، ، وبناحية منعج خزاز وهو لبني رباح ا لغنوبين، وهو الذي ذكره عمرو بن كلثوم،
وذكره ياقوت في (معجم البلدان 2/364) فقال: فيه لغتان هما: خزاز وخزازى كلاهما صحيحتان، قال الحارث بن حلزة:


فتنورت ناوها من بعيد
بخزازى هيهات منك الصلاء

واختلفت العبارات في موضعه، فقال بعضهم: هو جبل بين منعج وعاقل، بإزاء حمى ضرية، قال:


ومصعدهم كي يقطعوا بطن منعج
فضاق بهم ذرعا خزاز وعاقل

وقال النميري: هورجل من بني ظالم يقال له الدهقان، وقال أبو عبيدة: كان يوم خزاز بعقب السلان وخزاز جبل بطخفة ما بين البصرة إلى مكة، وهو بنحر الطريق، إلا أن الناس لا يمرون عليه، وقيل خزاز جبل لبني غاضرة خاصة، وقال أبو زياد: هما خزازان وهما هضبتان طويلتان بين أبانين جبل بني أسد، وبين مهب الجنوب على مسيرة يومين بواد يقال له منعج، وهما بين بلاد بني عامر وبلاد بني أسد، وهذا الجبل وقع فيه يوم خزاز بين النجديين واليمانيين وانتصر فيه النجديون، وقد ذكرت قصة هذا اليوم في كتب التاريخ مفصلة تفصيلا كاملا، وقد ذكرها ياقوت في معجمه، كما رواها المؤرخون،وبذلك يقول التغلبي:


وليل بت أوقد في خزازى
هديت كتائبا متحيرات
ضللن من السهاد وكن لولا
سهاد القوم، أحسب، هاديات

قال الكلابي: ويوم خزاز أعظم يوم التقته العرب في الجاهلية، قال عمرو بن كلثون التغلبي:


ونحن غداة أوقد في خزازى
رفدنا فوق رفد الرافدينا
برأس من بني جشم بن بكر
ندق به السهلوة والحزونا
تهددنا وتوعدنا رويدا
متى كنا لأمك مقتوينا؟

قال ابن منظور (لسان العرب 5/346) في باب خزز:، ، ، وخزاز وخزازى، مقصور: كلاهما جبل كانت العرب توقد عليه غداء الغارة، ويوم خزازى: أحد أيام العرب، وخزازى موضع معروف،
وقال الفيروزبادي (القاموس المحيط 2/175)، ، وخزازى كحبالى أو كسحاب جبل كانوا يوقدون عليه غداة الغارة،
أما يوم خزاز وهو من أيام العرب الخالدة في الجاهلية، فقد رواه الدكتور جواد علي (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 3/354) نورده مختصرا، قال: وتذكر رواية من الروايات التي يقصها أهل الأخبار عن كيفية نهاية ملوك كندة، أن الأمر لما اشتد على أولاد الحارث، جمع (سلمة) جموع اليمن فسار ليقتل نزارا، وبلغ ذلك نزارا فاجتمع منهم (بنو عامر بن صعصة) وبنو وائل، تغلب وبكر، وقيل: بلغ ذلك كليب وائل، فجمع ربيعة وقدم على مقدمته السفاح التغلبي وأمره أن يعلو (خزازا) فيوقد عليه نارا ليهتدي الجيش بها، وقال له: إن غشيك العدو فأوقد نارين، وبلغ سلمة اجتماع ربيعة ومسيرها فأقبل ومعه قبائل مذجح وهجمت مذجح على خزاز ليلا، فرفع السفاح نارين، فأقبل كليب في جموع ربيعة إليهم، فالتقوا بخزاز، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت جموع اليمن،
وذكر ابن خميس (المجاز 161) قوله: ويقال: إن بالذنائب قبر كليب وائل عزيز العرب الذي قاد معدا كلها واجتمعت على قيادته وزعامته يوم خزاز،
وقال الشيخ ابن بليهد (صحيح الأخبار 1/210) خزاز جبل معروف في عالية نجد الشمالية، وبه يوم من أيام العرب وأشار عمرو بن كلثوم الى هذا الجبل لأنه لقبيلته، وهو واقع في غربي منعج (أي دخنة) على مسافة ساعة للماشي على قدميه، وهو من أجبلة المخامر، وأكثر الشعراء من ذكر خزاز، قال النميري:


أنشد الدار بعطفي منعج
وخزاز نشدة الباغي المضل
قد مضى حولان مذ عهدي بها
واستهلت نصف حول مقتبل
وقال القتال الكلابي:
وسفح كدود الهاجري بجعجع
تحفر في أعقارهن الهجارس

ثم قال في معرض حديثه عن منعج (5/121)، ، وموقعها بين بلد نفء وبين بلد الرس، وجبل خزاز الذي كانت به الوقعة المشهورة قريب منها يقع شماليها، ثم قال عن هذا الجبل (5/146) واختلفت العبارات في موضعه، فقال بعضهم: هو جبل بين منعج وعاقل، بإزاء حمى ضرية، ثم أورد ما أورده ياقوت عن خزاز،
أما الشيخ محمد العبودي (بلاد القصيم 3/889) فقال: خزاز: بفتح أوله وثانيه، جبل أحمر واقع الى الجنوب من الرس على بعد (49) كيلا، ويبعد عن بلدة دخنة بحوالي (5) أكيال، وقال البكري: جبل لغني وهو جبل أحمر وله هضبات حمر، ثم قال: وماء خزازة الذي ذكره البكري أنه في أصل خزاز يوجد أثره الآن، ولكنه ماء رس، أي قليل ينقطع إذا احتبس المطر، وربما كانت خزازة تلك كان فيها آبار محفورة قديمة قد درست،
وقال لغدة: وبجنب منعج (خزاز) وهو جبل، وقال: وتنظر إذا أشرفت رامة الى خزاز والأنعمين ومتالع، وهذا صحيح،
ومن الأشعار فيه: قول الشاعر:


تذكر مني خطوبا مضت
ويوم الإباء ويوم الكثيب
ويوم خزاز وقد ألجموا
وأشرطت نفسي بأن لا أثوب
وقال أوس بن حجر:
وبالأنيعم يوما قد تحل به
لدى خزاز، ومنها منظر كير
وقال مالك بن عامر:
شهدت خزازى وسلانها
على هيكل أيد الأنسر

وقال بعض من شهد الوقعة في خزاز من خولان من اليمن:


كانت لنا في خزاز وقعة عجب
لما التقينا وحادي الموت يحدوها
وقال المهلهل بن ربيعة:
إلى رئيس الناس والمرتجى
لعقدة الشد، ورتق الفتوق
من عرفت يوما خزاز له
عليا معد عند أخذ الحقوق

وروى العبودي قول المستر لويمر: جبل خزاز: هي سلسلة صغيرة من التلال تتجه موازنة لطريق عنيزة مكة، قريبا من دخنة، على بعد أربعة أميال أو خمسة، تجاه الشمال الغربي، ويقال: إنه في هذا المكان قد دارت معركة حاسمة قبل أيام الإسلام، بين تبع من اليمن وكليب وهو شيخ الربيعة،
وذكر الأستاذ عاتق البلادي (على ربى نجد 163) خزاز في كتابه ضمن مشاهداته في بلاد نجد، فقال يصف الجبل: خزاز: بفتح الخاء والزاي ثم ألف وزاي أخرى مخففا، وقد قيل في ضبطه (خَزَازَى) أخذ من قول السفاح التغلبي:


وليلة بت أرقب في خزازى
هديت كتائب متحيرات

ثم قال: جبل أبيض (أمغر) يشبه رأس سنام البعير صفا أزلج حائز في الصحراء، يشرف على بلدة دخنة من الغرب، ومنه ترى معظم الأعلام المشهورة هنا، مثل: أبانين، وإمرة، وسواج، وطخفة، وغيرها، يبعد عن جنوب الرس قرابة (45) كيلا، وهو معدود اليوم من أعلام حرب، وفيما تقدم من مشاهدات الرحلة وصف دقيق لهذا الجبل، وهنا محل النصوص التاريخية، وكان لهذا الجبل دور في الحروب التي دارت بين القحطانية ممثلة في مذحج وأشياعها، والعدنانية ممثلة في ربيعة وأشياعها،
ثم أورد البلادي ما قال البكري وذكرناه سابقا، وقال: وفيما أورده البكري تحديد دقيق لجبل خزاز، وإنما أوفدت معد على خزاز لسببين:
1 أنه جبل يكشف صحاري واسعة من القصيم وشرف نجد،
2 انه كان يتوسط ديار تغلب وبكر ابني وائل، وكان العمود الفقري لتلك الحروب، وكان خزاز يقع في قلب مملكة كليب وكان أحد خيالات حماه،
أما ابن خميس (معجم جبال الجزيرة 2/324) فقد ذكر خزاز ضمن جبال الجزيرة ناقلا ما قاله الشيخ محمد العبودي عنه،
والباحث الأستاذ عبدالله الشايع (تحقيق مواضع في نجد 1/260)، فقد كان في رحلة ميدانية متتبعا طريق حاج البصرة الى مكة، وعندما وصل الى الطريق المعبد بين دخنة والرس تاركا نفود رامة وراء ظهره، ومتجها نحو إمرة، قال مبينا موقع جبل خزاز واتجاهه: وبالوصول الى هذه النقطة من الطريق تأكد لي أكثر أنني أسير الى إمرة بالطريق الصحيح لكوني أشاهد جبل خزاز عن يساري، وجبل كير عن يميني،
أقول: لقد تبعت ذلك الطريق كما تبعه الشايع فألفيته بنفس الاتجاه، وموقع جبل خزاز كما يقول، ثم إن ماء ا لركا يقع عن جبل زاز جهة الغرب،
ثم إن الشايع أراد أن يصحح خطأ وقع فيه البكري وهو يتحدث عن خزاز، قال البكري: «وخزاز في ناحية منعج دون إمرة وفوق عاقل على يسار طريق البصرة الى المدينة» أقول: وقد صححنا ذلك بعد كلام البكري سابقا، وننقل ما قال الشايع إتماما للفائدة، قال الشايع: فالصحة التي لا يختلف فيها اثنان هي أن يقول أي البكري (على يسار طريق البصرة الى مكة» لأن طريق البصرة الى المدينة المنورة يبدأ من منزل النباج، والحجاج الذاهبون الى المدينة لا يمرون بالقرب من خزاز فطريقهم شمالا من طريق الحاج الذاهبين الى مكة، وليس من المعقول أن يقرن خزاز بطريق المدينة لبعده الشاسع، مع أن طريق مكة يمر محاذيا له يتركه على يساره فعلا،
أقول: ومن الأشعار التي وردت في جبل خزاز، قال سرور بن عودة الأطرش من شعراء الرس:


جنب خزاز وما زما لك من القور
ونوخ قعودك في نفي وقت الا فطار
نوخ قعودك وانت لا تجعف الكور
واعرف ترى صيورك العصر سيار

وقال الشاعر محمد بن بليهد، من قصيدة بالملك عبدالعزيز رحمه الله:


إذا حل في أرض تظل كأنما
سقتها الغوادي صيبا بعد صيب
هنيئا لأرض مرها بين ماسل
وبين الرواسي من خزاز وغرب

وقال شاعر الرس محمد المسيطير من قصيدة ألقاها بين يدي سمو أمير القصيم يوم 7/2/1419ه:


هناك رامة والآرام هائمة
بين الرمال على أطلال ماضيه
كأنما هي صب في مخائله
لواعج البعد أنات على فيه
يشد هاكير في داجي ملامحه
ويستبيها خزاز في تعاليه

أقول: ومن الأودية التي تنبع من جبل خزاز أو تمر عليه: وادي العاقلي (عاقل قديما) يبتدىء سيله من جبل كير، ثم يسير متجها نحو الشمال الشرقي حتى يمر بين جبلي خزاز والقشيعين (الأنعمين) جنوب الرس،
كذلك وادي النساء الذي يبتدىء سيله من ماء الركا من جهة الشمال من جبل خزاز ثم يسير مشرقا حتى يجتمع مع وادي دخنة في عبل تسمى شماس ويستمران حتى يصبان في وادي العاقلي الذي يفرغ في الرمة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
*الرس

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved