أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th August,2001 العدد:10553الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,جمادى الثانية 1422

الثقافية

المؤلف والمترجم شوقي جلال لـ «الجزيرة»:
المترجم بطل غير مباشر يطل من وراء الأحداث
* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور:
يعد المؤلف والمترجم شوقي جلال واحداً من ابرز الاسماء المميزة التي احتلت موقعاً خاصاً في عالم الترجمة على الساحة الادبية المصرية والعربية، فقد اثرى المكتبة العربية بأكثر من 45 كتاباً مترجماً في شتى فروع المعرفة وستة مؤلفات ابرزها العقل الامريكي يفكر، الترجمة في العالم العربي على طريقة توماس كون..رؤية نقدية لفلسفة تاريخ العلم، التراث والتاريخ، نهاية الماركسية.
وشوقي جلال عضو اتحاد كتاب آسيا وافريقيا وعضو لجنة الترجمة ولجنة قاموس علم النفس بالمجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة وساهم في العديد من المؤتمرات والمنتديات الادبية المصرية والعربية.
التقنياه في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن مشواره مع الترجمة ومشاكل ومعوقات حركة الترجمة العربية وافاقها المستقبلية.
* الى متى يعود شغفك واهتمامك بالترجمة؟
يعود حبي للترجمة الى تكويني الثقافي منذ الصغر حيث نشأت وسط اسرة تحب القراءة والمطالعة وأب شغوف بمطالعة الادب العالمي واحدث الاصدارات في الغرب، ورغم انه كان يعمل موظفاً في وزارة الحربية الا انه كان مهتماً بالثقافة والادب وكان يجلب لي الكتب المترجمة وبخاصة وانا في المرحلة الثانوية حيث قرأت لإينشتين وداروين وتعلقت بهذه النوعية من الكتب وا صبح ميلي اليها وساعدني في ذلك دراستي بقسم الفلسفة بجامعة القاهرة وقد بدأت وانا في السنة الثانية بالجامعة في ترجمة كتاب مذكرات داروين صاحب نظرية التطور وذهبت بالترجمة الى حلمي مراد الذي كان يصدر سلسلة كتابي لنشرها فطلب مني نشرها بدون اسمي فرفضت وخسرت الترجمة في ذاك الوقت وبعد تخرجي من الجامعة شرعت في ترجمة كتاب السفر بين الكواكب وكان بمناسبة انطلاق اول قمر صناعي او كما يقال اول مركبة فضائية وكان الكتاب يلائم صخب العالم في ذلك الوقت حول الفضاء.
* ولكن لماذا اخترت مجال الترجمة دون غيره من مجالات الابداع؟
اخترت الترجمة نظراً للظروف والاوضاع السياسية التي كانت تحذر علي ابداء الرأي فاتجهت للترجمة كي اعبر عن رأيي بلسان الآخرين، وقد اتاحت لي التستر خلف المؤلف الاصلي ليس لتغيير النص ولكن للايحاء من خلاله على موقف معين او لفت الانتباه والتركيز على شيء ما من الصعب التحدث به بصراحة.
* وما الفرق بين الترجمة والتعريب وايهما اكثر امانة في نقل النص من لغته الاصلية؟
أولاً لا بد من الاشارة الى انه في بداية حركة الترجمة اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين كان المترجمون غير متخصصين فمنهم الصحفي والمحامي كما كانت المعرفة باللغات الاجنبية بدائية وكان هؤلاء المترجمون لا يريدون نقل العمل الادبي كما هو وكانوا يترجمونه بتصرف حتى يناسب ذلك العمل القارئ العربي وهذا ما سمي بالتعريب، كما كان هناك نوع آخر من التعريب من خلال اشتراك شخصين في عملية الترجمة بحيث ينقل احدهما المعاني الى اللغة العربية ثم يصوغها الآخر صياغة ادبية ولدينا اعمال كل من حافظ ابراهيم والمنفلوطي وقد كانت لهذه الطريقة ميزة كبيرة في انها عملت على تقريب النص الاجنبي للقارئ العربي الذي كان محتاجاً لان يعرف شيئاً عن الادب العالمي وهؤلاء المعربون وفوا تماماً بسد هذا الاحتياج.
اما الترجمة فهي النقل الحرفي الامين دون محاولة للتدخل في شكل النص من جانب المترجم.
* وهل اختلفت طرق الترجمة الآن؟
الترجمة اصبح مجالها واسعاً ولم تعد كالعقود الاولى من القرن حينما كان هناك ادب روسي او فرنسي فقط اما الآن فهناك ترجمة علوم ومسرح وشعر وكتب تاريخ واجتماع واشياء كثيرة الى جانب ترجمة الادب، وهناك ترجمة موجهة للقارئ العادي واخرى موجهة للطالب المتخصص، اضافة الى ان الترجمة الآن تقوم على نظريات وضعت بعد ابحاث كثيرة، فبينما كنا نترجم قديماً على اساس حكمنا على النص الاجنبي من حيث سلامة لغته وان تكون هذه اللغة مفهومة لم يعد المقياس كذلك الان واصبحت هناك الترجمة التوصلية والترجمة المعرفية وانواع اخرى كثيرة وما يلزم لغرض قد لا يناسب غرضاً آخر.
< ومع كل ما ذكرته سابقاً هل تعتبر الترجمة عملية ابداعية ام هي مجرد نقل؟
الترجمة تحتاج الى جانب ابداعي وجانب معرفي بجانب الذكاء وذلك كأي عمل جيد في اي مجال من المجالات فلا يوجد مبدع ليس لديه ذكاء وقدرة على ابتكار شيء جديد، اذن فالترجمة بها درجة من الابداع ولكن يجب ان يكون على اساس كبير جداً من المعرفة والبحث بمعنى انني رغم عملي بالترجمة منذ اكثر من اربعين عاماً الا انني استخدم القاموس ولا استطيع العمل الا وبجواري مجموعة كبيرة متخصصة من المراجع اللغوية ويجب على كل مترجم ان يفعل هذا وهنا يأتي دور الابداع الذي يجعلني اختار المعنى الاكثر ملاءمة.
* وما رأيك في حركة الترجمة الموجودة حالياً؟
يشوبها الفوضى والعشوائية وتتحكم الفردية في عمل الترجمة سواء من حيث اختيار النصوص او تقديم ترجمات متعددة لنفس النص، كما توجد عدم الدقة في الترجمة الذي يضر بالمعنى ويشوهه، كما انه يتم التركيز على نصوص ذات قيمة غير كبيرة عكس ما تم ترجمته في الفترات السابقة حيث كان يوجد مترجمون جيدون يلبون حاجة لدى القارئ العربي وعلى سبيل المثال ترجمة خليل مطران لشكسبير فرغم وجود بعض التحفظات عليها الا انه يحسب له انه عرف العرب بشكسبير وقدمه لهم الى ان اصبح شكسبير قوة حاضرة في الثقافة العربية.
* وماذا عن الترجمة من العربية الى اللغات الاجنبية؟
في رأيي لم تقدم نفس القيمة للقارئ الغربي باستثناء الف ليلة وليلة الذي ترجم للفرنسية ورغم ان تلك الترجمة لم تكن دقيقة تماماً الا انها كانت بمثابة فتح جديد وترجمت بعدها من الفرنسية الى اللغات الاخرى واصبحت حاضرة في الضمير الاوروبي اذا عليك القول ان ما ترجم للعربية احدث اثراً كبيراً اهم بكثير مما ترجم منها.
مشروع قومي
* سمعنا وقرأنا كثيراً عن مشروع قومي للترجمة، وبصفتك عضو لجنة الترجمة بالمجلس الاعلى للثقافة بمصر فما الذي يمنع من قيام هذا المشروع.
للخروج بمشروع قومي للترجمة لابد من تعاون هيئات عديدة على مستوى العالم العربي لان الترجمة لا تقتصر على مصر فقط، ورغم وجود هيئة اليونسكو العربي الا اننا نحتاج لهيئة كبيرة تضم كل مشروعات الترجمة في البلاد العربية، الى جانب ذلك توجد معوقات خاصة بالمصطلحات والمفاهيم التي تختلف من بلد لآخر مثل الترجمات المغربية فيوجد بها مصطلحات غير شائعة بيننا لانها مبنية في الاساس على اللغة الفرنسية، ومن المفترض ان يكون هناك اتفاق على المصطلحات من خلال مجمع اللغة العربية كذلك يجب الاتفاق على المحافظة على البنية الاساسية للجملة العربية، كما ان هناك اشكالية اخرى تتمثل في المحاذير التي تختلف من دولة لأخرى وقد تؤثر على طريقة الصياغة، ومن هنا نحتاج لجهود العديد من الهيئات لخروج المشروع القومي للترجمة.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved