أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd August,2001 العدد:10555الطبعةالاولـي الاربعاء 3 ,جمادى الآخر 1422

الريـاضيـة

السهل الممتنع
سجل.. شكوى جديدة..!!
صالح السليمان
لعل أكثر ما تميز به هذا الصيف الساخن مناخاً واحداثاً.. هو كثرة رفع الشكاوى والمعاريض..! حتى يمكن تسميته ب«صيف الشكاوى».. «يصلح مطلع أغنية».. فمن شكوى مدرس الجوف إلى شكوى مصطفى إدريس.. والآن الشكوى المقدمة لمكتب العمل والعمال.. ضد مدرب الهلال آرثر جورج بحجة انه قدم للمملكة.. وهو يحمل تأشيرة خروج وعودة..
ومع تأكيدنا المبدئي بأحقية كل ناد في البحث عن حقوقه والمطالبة بها ولو برفع الشكاوى في حالة استدعى الأمر ذلك.. فإن هذه الشكوى الجديدة بالذات عليها عدد من المآخذ والملاحظات.. من ناحية المضمون والهدف والنواحي الاجرائية..
فأولاً أنديتنا تتبع الأنظمة واللوائح الكروية التي اقرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتندرج تحت مظلة أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم.. فالعقود بين الأندية واللاعبين المحترفين والمدربين تحكمها الأنظمة الخاصة بالفيفا.. وهي التي لها كلمة الفصل في أي خلاف..
فالنصر والهلال ناديان يتبعان للرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وهي المرجعية الرسمية لهما.. فأي خلاف بينهما فهي المعنية بحله والنظر فيه..
وما حدث هو ان النصر سلك الطريق الخطأ في تقديمه للشكوى الجديدة!.. وذلك بتخطيه لمقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتعامل مباشرة مع مكتب العمل والعمال..
في المقابل كان المتوقع أن يحول مكتب العمل والعمال الشكوى الى الرئاسة العامة للشباب بصفتها الجهة المسؤولة والراعية لتلك الأندية.. أو على الأقل مخاطبة الرئاسة بشأن الشكوى المقدمة ضد مدرب أحد أنديتها.. ولكن المفاجأة ان المكتب استلم الشكوى مرتكباً محذوراً أول.. ثم ارتكب المحذور النظامي الثاني بتخطي الرئاسة ومخاطبة نادي الهلال مباشرة بشأن استدعاء المدرب للنظر في الشكوى.
في المقابل احال الهلال الخطاب الذي وصله من مكتب العمال الى رعاية الشباب.. فالهلال مثله مثل الأندية تعتبر الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكما يقال بالشعبي هي «قبيله» أمام الجهات الرسمية الأخرى.
فعقود المدربين واللاعبين تحكمها أنظمة ولوائح وأنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وليس أنظمة العمل والعمال.. وأنظمة الرئاسة تحظر فقط ولفترة مؤقتة عودة المدرب الذي تدفع الرئاسة ثمانين بالمئة من راتبه.. في حين أن مدرب الهلال غير مدعوم..
في المقابل هل أنظمة مكتب العمل والعمال التي تطبق في حق عامل يستقدم ب«ألفين» ريال تنطبق على متعاقد كلف استقدامه «نصف مليون» دولار.. أي أكثر من مليون ونصف مليون ريال.. وعندما خاطب مكتب العمل و«العمال» نادي الهلال بشأن استدعاء مدربه هل استدعاه بصفته «العامل» جورج آرثر أم بأي صفة؟؟.. فالمعروف ان المتعاقدين في المملكة للعمل.. مصنفون الى فئات بحسب طبيعة أعمالهم ومهنهم ومؤهلاتهم..ادناها فئة العمال.. فالصفة المهنية لآرثر تجعله خارج فئة العمال.
واذا كان للمكتب صلاحية التدخل بين الأندية ولاعبيها ومحترفيها.. فهل سبق للمكتب أن حل أياً من الخلافات المالية وغير المالية التي تحدث كثيراً بين الأندية ومدربيها ولاعبيها المحترفين..؟ وهل المكتب على استعداد لحل هذه الخلافات التي كثيراً ما تحدث داخل المحيط الرياضي؟.. وهل لو قدمت له احدى تلك المشاكل سيحلها ام سيشرح عليها بأنها تنطبق عليها لوائح الاحتراف وأنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وتحال للاختصاص..
فالمكتب لديه الكثير من الالتزامات والمسؤوليات في البت في مئات الملفات والشكاوى «المعلقة» بين العمال وكفلائهم.. بعضها يصل لخلاف حول «ألف» ريال.. فهل المكتب لديه هذا المتسع ليقحم نفسه في قضية مفتعلة ومضخمة هدفها اعلامي.. وأي خطأ فيها قد يترتب عليه خسائر بالملايين؟؟
في احدى الصحف صرح مصدر «لم يذكر اسمه» في مكتب العمل والعمال.. أنه سبق للمكتب ان بت في مثل تلك الشكاوى بين اندية رياضية.. ولكن المصدر لم يذكر اسم تلك الأندية.. وهذا يجعل تصريحه مشكوكاً فيه.. بل ومتهماً بالتحيز والمشاركة باللعبة الاعلامية..!
ولو افترضنا ان من «صلاحية المكتب» البت في هذه الشكوى وقرر قبول «تسفير» المدرب.. كيف سيعوض المكتب الهلال عن خسارة مليون ونصف مليون ريال.. وهل المكتب لديه القدرة على مصادرة المبلغ من المدرب البرتغالي.. أم المهم «سفروا»المدرب والسلام.
ومكتب العمل و«العمال» يطلب من الهلال ان يثبت ان النصر كان لا ينوي التعاقد مع المدرب حتى يحتفظ بمدربه.. وهذا شرط غريب.. رغم ان كثيراً من المؤشرات والدلائل تؤكد ان النصر لم يكن ينوي تجديد عقد المدرب.. فكانت التصريحات تتحدث عن مدرب جديد لقيادة الفريق بسبب «سوء حظ جورج آرثر في النهائيات» وحتى بعد اعلان تعاقد مع الهلال كانت ردة فعل التصريحات النصراوية تصف المدرب بالفاشل والمفلس.. وهذا يعني عدم الرغبة به من الأساس.. ولكنهم غضبوا لأنه ذهب للهلال وليس لنادٍ آخر.. ولو كان النصر يريد المدرب وحريصاً عليه.. لما تأخرت الشكوي ضده لما يقارب الثلاثة أشهر منذ تعاقده مع الهلال.. شهر قبل دخوله المملكة وشهر وزيادة بعد قدومه للمملكة.. كما ان توقيت الشكوى الهدف منه ارباك عمل المدرب ومحاولة تكبيد الهلال النادي السعودي خسارة مليون ونصف مليون ريال.. وأيضاً عدم يقين بكسب هذه الدعوى.. والا لرفعت مبكراً.
فالنصر ليس له أي مكاسب ظاهرة من وراء شكوى المدرب.. ما عدا محاولة تشويه ادارة الهلال.. وربما المساومة لتحقيق مكاسب غير معلومة أما بالمقايضة أو التعويض.. أما الكاسب في كل الأحوال فهو المدرب الأجنبي، فهو لن يضيره بقي أم رحل لأنه قبض امواله.
وكالعادة فالتصريحات النصراوية الاعلامية واكبت تقديم الشكوى كمحاولة معتادة لدعم الشكوى اعلامياً والضغط الاعلامي.. فالادعاء ان النصر لن يقبل أي وساطة للتراجع عن الشكوى.. هو محاولة لايهام الجمهور بأن النصر لا محالة كاسب القضية.. وإن لم يحدث فسيكون تعرض لظلم وعدم انصاف.. وهي فذلكة معتادة في كل قضية أو أي خلاف للنصر مع الأندية الأخرى..
وهم يقولون إن هدفهم فقط تطبيق «النظام» حسناً.. وأين هو «النظام» عندما استقدموا اللاعب «دوصو» من خلف ناديه «الطائي» رغم ان عقده وبطاقته الدولية ملك لناديه الذي منحه تأشيرة خروج وعودة؟؟.. ولماذا لم يكن لمكتب العمل والعمال دور أو تدخل في تلك القضية الشهيرة.. أم ان دوصو ليس «عامل»..!؟ في حين ان جورج آرثر انتهى عقده مع النصر وليس بينهم غير تأشيرة العودة.. وهي ليست التزاماً لأن المدرب كان يمكن ان يتعاقد مع أندية خارجية.. وماذ ستفعل تلك التأشيرة في هذه الحالة؟!
وتلمس النصر لأي ثغرات قانونية وتصيد أي فرص لاشغال الهلال وادارته هي سياسة معتادة له.. وفي المقابل كان يمكن للهلال ان يصعد ويثير الكثير من القضايا.. ولكنه لا يفعل لأنها ليست من سياسته ومبادئه.. وليس آخرها اعتراف مصطفى ادريس «الموثق بالأشرطه» ان هناك من يحرضه ويغريه بالمال ليكسر قدم مهاجم الهلال في مباريات النصر.. والطريف ان رفع الشكوى حدث من الجهة المقابلة من باب «ضربني وبكى» ويقال إنه لم ترفع تلك الشكوى.. ولكنه شكوى وضجيج اعلامي مؤقت للتغطية والتشويش على الحقائق الخطيرة التي حفلت بها تلك المقابلة..
وهذا الهلال أيضاً له حقوق مالية ثابتة في ذمة النصر.. لم تسدد منذ أكثر من سنتين ونصف السنة.. ورغم ذلك فالهلال كان مترفقاً بالنصر ومتسامحاً في المطالبة بها.. تخيل ماذا سيحدث لو كانت تلك الحقوق في ذمة الهلال للنصر؟؟ وهل ستستمر كل تلك المدة دون أن تسدد؟. وفي موقف آخر كان الهلال يستطيع ان يرفض مشاركة النصر في بطولة العرب الأخيرة بسبب أنها «غير نظامية».. ولكنه لم يفعل.. ووافق على مشاركته تقديراً له كناد سعودي.. وهناك الكثير لو أردنا الاسترسال..
ولكن لدينا سؤال أخير لمكتب العمل والعمال.
لو تقدم لاعب محترف للمكتب بشكوى ضد ناديه مطالباً بحقوق مالية لم يقبضها حتى الآن؟؟..
ولو تقدم نادي الهلال بشكوى مطالباً ببقية الحقوق المالية وقدرها «700 ألف» ريال مقابل انتقال لاعبه العامل، فهد الغشيان الى كفالة نادي النصر؟؟
فماذا سيكون جواب مكتب العمل والعمال..؟؟!!
هذا منتخبنا رضينا أم أبينا
تظل احدى مشاكل منتخبنا هي الآراء المتشنجة التي تبالغ في النقد مبالغة تجعلك تشك ان هدفها مصلحة المنتخب.. فالمنتخب تعادل مع البحرين.. وهي نتيجة محبطة بلا شك.. لكن لماذا القسوة على لاعبي المنتخب والحديث عن النتيجة وكأنها نتيجة لا سابق لها..؟ فتاريخ لقاءات المنتخبين تحتفظ بالكثير من المواقف البحرينية أمام منتخبنا.. فمنتخبنا الذي كسب كأس آسيا بالدوحة 88م.. تعادل في تلك البطولة بشق الأنفس مع البحرين بهدف متأخر لجازع.. والمنتخب الذي تأهل لأولمبياد لوس انجلس تعادل مع البحرين.. وقبل عامين كان من أسباب خسارة بطولة دورة الخليج تعادل المنتخب مع البحرين.. ومنتخبنا يمثله حالياً أفضل اللاعبين لدينا. أما من طالب باستبدال نصف المنتخب.. فيا ترى من هؤلاء النجوم والأفذاذ الذين لا نعلم عنهم ليأتوا بدلاً عنهم؟!
لا أحد ينكر أن هناك نجماً أو نجمين يستحقون الانضمام للمنتخب.. أما عندما يكون الحديث عن مجموعة لاعبين أو منتخب كامل.. فنقول أين هذا المنتخب المزعوم؟. أم انه مخفي عن العيون حتى لا تصيبه «العين والحسد»..
أجزم أننا جميعاً وحتى من يشكك بهؤلاء اللاعبين على يقين تام بأن منتخبنا اذا لم يصعد بهؤلاء اللاعبين فلن يصعد بغيرهم.. وحتى لو هبطت مستويات بعضهم فيظلون أفضل الموجود لدينا.. والمهم هو دعمهم ورفع معنوياتهم.. أما دعم المنتخب بلاعب أو ا ثنين أو حتى ثلاثة فهذا شيء طبيعي ومطلوب دوماً..
salehs88@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved