أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

مقـالات

لله درك يا أمير الأمن والأمان
د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل
لقد أنعم الله علينا في هذه البلاد الغالية موطن الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بنعم عظيمة، وآلاء جسيمة، ومنح كريمة، ومنن عديدة، لا يمكن أن تستقصى، ومواهب جليلة لا تعد ولا تحصى. أولاها، وأعظمها، وأنفعها، وأجلها قدراً نعمة الإسلام والإيمان، ثم ما نتفيأ ظلاله من الأمن والأمان، والطمأنينة والاستقرار، ورغد العيش الذي نحسه ونلمسه ونعيشه في كل بقعة من بقاع دولتنا الحبيبة، بل وفي كل شبر منها وسطاً وشرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، مواطنين ومقيمين، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، دون تحديد أو تمييز أو تفريق. وثالث تلك العطايا الجزيلة: أولئك القادة المصلحون، والرجال الأماجد الأفذاذ، وولاة الأمر العاملون، والحكام والرعاة الذين سطروا تاريخا مجيداً، وأعمالا خالدة، ضاربين من خلالها أروع الأمثلة وأوضح الحجج، وأقوى البراهين، وأنصع الأدلة على أداء الواجب، والقيام بالأمانة المناطة بهم على أتم وجه، وأكمل صورة، حتى صاروا في هذا الزمن مثالاً عزيزاً، وعملة نادرة، وحديثاً للركبان، ومقصداً للناس من كل مكان، وما لهم ألا يكونوا كذلك!! وقد أقاموا شريعة الله وقاموا عليها، ورعوها حق رعايتها، وطبقوها خير تطبيق، وأخذوا بصغيرها وكبيرها، ودقيقها وجليلها، ظاهرها وباطنها، منطوقها ومفهومها، عامها وخاصها، مطلقها ومقيدها، مع مراعاة مقاصدها ومعانيها، وما تميزت به من وسطية واعتدال، وكمال وشمول، واستمراريةٍ وصلاحية لكل مكان وزمان وأمة، منطلقين في ذلك من قواعدها الكلية، وأسسها القوية، ومصادرها الأصيلة، ومنابعها الصافية، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة، مع ما حملوه على عواتقهم من رفع راية التوحيد الخالص الصافي الصحيح، والدعوة إليه في مشارق الأرض ومغاربها، والعمل على نشر مبادئ الدين السليمة، وتعليمها لأبناء المسلمين في أي أرض تطأه أقدام وفودهم وبعوثهم. وبهذا وذاك نصرهم الله، وأعزهم، ومكنهم، وأعلى شأنهم ، وضرب الأمن أطنابه في ربوع ديارهم، وأبدلهم من بعد الخوف أمنا، ومن بعد الجوع والعطش غناً وشبعاً ورياً واطمئناناً ورفاهية، قال تعالى «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف».
فبتحقيق التوحيد الخالص لله وعبادته وصرف الطاعة له والقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتطبيق أحكامه وتنفيذ حدوده وشكره على نعمه واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقص يتحقق للأمة حكاماً ومحكومين السعادة الدنيوة والأخروية، ويحصل لهم الخير العاجل والآجل وتسود بينهم المحبة والألفة والمودة، ويشيع بينهم التعاون على البر والتقوى ويرد الله كيد من يكيد لهم ويدحر من يرومهم بأذى أو يقصدهم بشر، حاقداً كان أو حاسد، قريباً كان أو بعيداً. قال تعالى «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور»، مع أنه سبحانه وتعالى وعد بالزيادة لمن شكر وتوعد بالعذاب والخسران لمن كفر. قال تعالى«وإذ تأذن ربكم لان شكرتم لأزيدكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد».
وبما أن ولاة أمرنا أدركوا ذلك وعرفوا آثاره المتميزة وثماره المباركة ولمسوها هم وأبناء مجتمعهم واقعاً حياً ، منذ تأسيس هذه الدولة المباركة على يد القائد المجاهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله إلى يومنا هذا والذي نتفيأ فيه ظلال عهد قائد مسيرتنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله فقد عضوا عليه بالنواجذ وتمسكوا به ولم يقبلوا به بديلاً ولم يلتفتوا لقول قائل أو نعيق ناعق أو حديث مزيف أو إرجاف مرجف غير عابئين بالعوادي والمؤثرات منطلقين في ذلك من ايمانهم الصادق والعميق بالله سبحانه وتوكلهم عليه، وإخلاصهم النية والعمل له والذود عن حياض شريعته، والحفاظ على مبادئها، والعمل بمحكمها، والإيمان بمتشابهها، معتقدين اعتقاداً جازما بأن الله سيعينهم على ما تحملوا من أمانة، ويدافع عنهم ويدفع كل ما يريده البشر بهم وببلادهم من سوء أو ضرر أو شر مادياً كان أو معنوياً أو فكريا، ويجعل ذلك درعاً واقياً وسياجاً حامياً وجبالاً راسية في مضادة ومقابلة تخطيط المخططين وتدبير المدبرين وعبث العابثين مهما كانت قدرتهم وقوتهم ودقة أعمالهم أو خفائها وتقدمها، ومن خلال أي أسلوب أو وسيلة استغلوها واستفادوا منها في تحقيق أهدافهم الخبيثة ومطامعهم المشينة والتي يقصد منها بداية ونهاية النيل من عقيدة هذه البلاد وإيمانها وزعزعة أمنها ، وبث الهلع والخوف في نفوس أفراد هذا الوطن المبارك حقداً وحسداً من عند أنفسهم، وليعلموا أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، ونقول لهم: موتوا بغيظكم وستقعون في شر أعمالكم وسوء مقاصدكم وسيكون تدبيركم تدميراً لكم ووبالاً عليكم وعلى كل من له يد ظاهرةً أو خفية في محاربة ومحادة وظلم بلاد الحرمين الشريفين وأهلها قال تعالى«ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم». وهاهي الحقائق الواقعية والبراهين الجلية والحجج الواضحة الدامغة والأدلة الساطعة القاطعة المؤيدة لهذه الحال تطالعنا ونطلع عليها ونشاهدها عياناً وتشنف بها أسماعنا وتطمئن لها قلوبنا وترتاح لها أنفسنا وتقر بها أعيننا وتسر منها خواطرنا وتجعلنا أكثر أملاً وأقوى تفاؤلاً وقناعة بقدرات دولتنا الأمنية وأنها تمثل مضرب المثل ومحط النظر والعبرة لمن يرد أن يعتبر وأمنية غالية ونفيسة للداني والقاصي من البشر ولكل من عاش في مشارق الأرض ومغاربها وعليها انتشر. فلله الحمد والشكر على هذا النصر والظفر ونسأله المزيد والمزيد من عطاياه ومواهبه التي تأذن فيها لمن شكر.
وإن هذا كله لم يأت من فراغ ولم يكن مصادفة وإنما كان نتيجة للتوجيهات السديدة من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله وبمتابعة دقيقة وعمل دؤوب وجهد مخلص من أمير الأمن المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وفقه الله رجل الأمان الموهوب وصاحب المواقف الصعبة والمبادئ الثابتة والخبرة الطويلة، والتي امتزجت بحكمته الفائقة وبصيرته النافذة ونظراته الصائبة وحسه الأمني المرهف، وعاطفته الجياشة، وأبوته الحانية، مثل سُداها ولحمتها صدقه في المعاملة والتعامل، ومحبته الصادقة، وإخلاصه الظاهر لعقيدته ودينه ووطنه وولاة أمره وأبناء مجتمعه، مع ما تميز به من بذل للنفس والجهد والوقت من أجل الحفاظ على أمن هذه البلاد وأمانها عقدياً وفكرياً، ماديا وحسياً، مع وقوفه كالجبل الشامخ، والطود العظيم، لكل ما قد يأثر على مبادئ بلادنا وثوابتها، من الأفكار والمذاهب والتوجهات الوافدة الدخيلة، يقوم بذلك ويؤديه بطرق فريدة، وأسلوب رصين، ومناهج موضوعية ومتوازنة وواقعية، نافعة وإيجابية، مع ما حوته جوانحه من ثقافة واسعة، وفكر أصيل، وعلمية مؤسسة ومقعدة، يقف أمامها الإنسان متعجباً حيران، في مجموعها تكون مدرسة تربويةً توجيهيه أمنية وطنية تعطي ولا تمنع، تبني ولا تهدم، تربي الرجال والأجيال وتصقل المواهب وتوسع المدارك وتنمي الأفهام، فتفوج وتخرج الكفاءات المدربة، والخبرات المؤهلة، والكوادر النادرة، مدنية وعسكرية لتؤدي رسالتها السامية وتحقق غاياتها النبيلة بكل أمانة وإخلاص، وولاء ووفاء، مكونة لبناةٍ صالحة في هذا المجتمع الطيب، مبرزةً في جميع أحوالها ما استفادته من تلك المدرسة العظيمة والقيادة الحكيمة. وهاهو سموه الكريم وبكل ثقة واقتدار، واعتزاز وافتخار، يعلن عن استطاعة رجال المباحث العامة من القبض على مرتكبي جرائم التفجير في الرياض والخبر والتي وقعت مؤخراً والوصول معهم إلي اعترافات مفصلة تتضمن بيانا بكل ما قاموا به من تخطيط وتدبير وتنفيذ واستعانة مع ذكر مقاصدهم من وراء ذلك وكشف الخفايا التي تقف خلف عملهم، وأنهم كانوا يؤمرون ويوجهون للقيام بتلك الأعمال الإرهابية والتدميرية والتخريبية والتي تأتي على الأخضر واليابس والأنفس والأموال والثمرات دون تفريق أو وازع أو رادع من دين أو مبدأ أو عقل.
وفي هذه اللحظات تختلط مشاعر الغضب والاستنكار بمشاعر الرضا والفخار مشاعر الغضب والاستنكار على تلك الأيدي الآثمة التي جحدت النعمة وأنكرت الجميل ونسيت الفضل فعبثت بأمن بلد آمن مطمئن، ومشاعر الرضا والفخار برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فسهروا يرعون الأمن برعاية الله وقاموا بواجبهم ينفذون توجيهاتكم السديدة ويسيرون وفق آرائكم الرشيدة حتى تم لهم تحقيق المراد ورد الله كيد الأعداء في نحورهم وكسر شوكة العابثين وفضح ستر الحاقدين وأدار الدائرة عليهم. وفي هذه المناسبة يطيب لنا أن نقدم لسموكم الكريم التهاني مكررة مضاعفة، لأن الله حقق آمالكم، ومكنكم من عدو متربص، وأثلج صدوركم، وأدخل الحبور عليكم وعلى كل فرد من أفراد وطننا، فأفرحكم بأبنائكم وغرسكم الذي غرستموه فأثمر رجالاً تفخرون بهم وأشاوس تدخرونهم للملمات. فهنيئاً سمو الأمير لكم ولكل فرد في قطاعنا الأمني بصفة خاصة ولأبناء مجتمعنا بصفة عامة.
أسأل الله العلي العظيم أن يتم عليكم النعم ويسبغ عليكم رداء الصحة والعافية وأن يقر أعينكم بأبنائكم رجال الأمن الأشاوس الذين هم غرس أيديكم وتربية منهجكم وطلاب مدرستكم الأمنية التي يفتخر بها الوطن وأبناؤه.
كما أسأله سبحانه أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفق ولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه، ويديم عليهم نعمه الظاهرة والباطنة ويكلأهم بعنايته ورعايته وأن يجعل ما يقدمونه للإسلام والمسلمين في ميزان حسناتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved