أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

مقـالات

«ثوابت السياسة السعودية»
د. هيثم كيلاني
يتمثل موقف الأمير عبد اللّه بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في القضية والصراع العربي الاسرائيلي وتسويته في الخطوط العامة التالية:
1 دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، وتقويم الانتفاضة على أنها عمل شعبي تحرري، ولهذا غدا دعم نضال الشعب الفلسطيني، من أجل استعادة حقوقه المشروعة واجباً، ومن هذا القبيل وعلى أساسه، تبنى مؤتمر القمة العربي المنعقد في القاهرة «23 24 رجب 1421ه الموافق 21 22/10/2000م» اقتراح الأمير عبد اللّه إنشاء صندوقين أولهما باسم «صندوق انتفاضة القدس» وثانيهما باسم «صندوق الأقصى» وينفق من الصندوق الأول على أسر شهداء الانتفاضة وتهيئة السبل لرعاية وتعليم أبنائهم ولتأهيل الجرحى والمصابين وينفق من الصندوق الثاني على المشاريع التي تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس، والتي تمكّن الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته الذاتية وفك الارتباط بالاقتصاد الاسرائيلي، ومن مواجهة سياسة العزل والحصار، وحتى يشجع الأمير عبد الله سائر الدول العربية على الإسهام في هذين الصندوقين حسب الأنصبة المقررة لكل دولة، فقد أعلن تبرع المملكة بربع رأسمال الصندوقين، متجاوزا بذلك النصيب المحدد للمملكة رسمياً.
يمكن القول أيضا إن دعم الأمير عبد الله للانتفاضة قد تجاوز الشكل وما هو معلن ومعروف الى دعم مباشر هدف الى تعزيز موقف الشعب الفلسطيني من انتفاضته ضد الاحتلال ومن أجل تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
2 الحفاظ على عروبة القدس ومكانتها المقدسة، وكان الأمير عبد الله ولا يزال مجسدا سياسة المملكة تجاه مدينة القدس العربية ومستقبلها، فقد أعلنت المملكة في مناسبات كثيرة عن أن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لذا لا بد من أن يعود إليها طابعها العربي الإسلامي ولا بد من أن تعود لشعبها الفلسطيني عاصمة لدولته المستقلة، وقد عبر الأمير عبد الله عن هذا الموقف في مناسبات عدة.
3 مطالبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بأن تتحمل مسؤولياتها بتطبيق أحكام الشرعية الدولية على التسوية السلمية وفق أسس مؤتمر مدريد «1991».
وتأسيساً على هذه المطالبة وإشعاراً للولايات المتحدة باعتبارها الراعي الأول لمؤتمر مدريد ولعملية التسوية السلمية، اعتذر الأميرعبد الله عن تلبية الدعوة الموجهة اليه لزيارة واشنطن واللقاء مع الرئيس الأمريكي، وجاء هذا الاعتذار على خلفية إعلان الإدارة الأمريكية عن عدم رغبتها في الانهماك بتفصيلات التسوية وتطورات قضية انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد أدى الاعتذار غرضه حين شعرت الإدارة الأمريكية بضرورة الضغط على إسرائيل من أجل فتح المجال أمام تطبيق أحكام تقرير لجنة ميتشل كرزمة واحدة، فأوفدت على عجل وزير خارجيتها الى المنطقة، وهكذا قام الوزير كولن باول بزيارة منطقة الشرق الأوسط في أواخر شهر يونيو 2001م بهدف تثبيت وقف إطلاق النار والتخطيط لتطبيق أحكام تقرير ميتشل.
ومن هذا القبيل، تأتي زيارة الأمير عبد الله للندن حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، وزيارته لباريس حيث التقى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، والتقى ايضا بوزير الخارجية الأمريكية أثناء عودته من جولته في الشرق الأوسط، وفي هذه اللقاءات دعا الأمير عبد الله الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الى تحمل مسؤولياتهما السياسية والأخلاقية والقيام بدور أهم في الشرق الأوسط، وكان الأمير عبد الله قال في حديث نشرته جريدة «فايننشال تايمز اللندنية» أن على أوروبا أن تلعب دوراً أهم من الذي تقوم به حاليا، إن كل ما يريده العرب هو العدل واحترام حقوق الإنسان، نريد من الأوروبيين أن ينظروا الى الواقع وأن يقوموا بفحص ضميرهم، وعن زيارته لواشنطن قال الأمير عبد الله «في حال لم تتم الزيارة الآن فستتم غداً، المهم أن تتم في جو يؤدي الى نجاحها».
4 تأكيد حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين الذين أجبرتهم القوات الصهيونية الاسرائيلية بقوة السلاح على مغادرة وطنهم وأملاكهم في العامين 1947 و1948م ومن المعروف أن اسرائيل تخطط برضى وتأييد من الولايات المتحدة لتوطين هؤلاء اللاجئين حيث هم مقيمون الآن ولتوزيع بعضهم على بعض الأقطار العربية.
5 رفع مستوى التضامن العربي ليصبح أكثر توثيقا وأقدر على مواجهة التحديات المختلفة وعلى التأثير في تطوير عملية التسوية السلمية وفق أحكام الشرعية الدولية وقراراتها، ومن أجل بلوغ الهدف وتنشيط العمل العربي المشترك، ينطلق الأمير عبد الله من اعتبار الرياض القاهرة دمشق قاعدة من قواعد هذا العمل، فيه قاعدة ذات توجه عربي إسلامي تتحرك وتتفاعل مع الأحداث، وتقدم المتغيرات وتأثيراتها على نضال الشعب الفلسطيني ومصير القدس ومسيرة العملية السلمية في المنطقة العربية.
6 المشاركة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية الموجهة الى سورية ولبنان ودعم موقف سورية لتحرير كامل الجولان، وموقف لبنان لتحرير مزارع شبعا، وكانت زيارة الأمير عبد الله لسورية مؤخرا تعبيرا تأكيدياً لذلك.
7 التطلع الى المستقبل والأمل فيه، فالقوة التي تباهي بها اسرائيل في الوقت الراهن قد تستمر عشرين أو خمسين عاما، ولكن الإيمان بأن ديمومة القوة هي للّه جل جلاله يولد الثقة بالمستقبل وبالنصر «فكل قطرة دم عربية واحدة سالت على أرضنا العربية المغتصبة لها جزية الدفع عند من أراقها»، إن التصريحات والبيانات التي أصدرها الأمير عبد الله في مناسبات مختلفة، وبخاصة إثر زياراته وفي معالجته للقضية الفلسطينية وانتفاضة الشعب الفلسطيني مليئة بالأمل والتطلع الى المستقبل والنصر.
* معاون رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية دمشق

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved