أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

مقـالات

كلمات معدودة
اعترافات الإرهابيين والإعلام
د. محمد بن سليمان الاحمد
الحمد لله على الأمن والأمان الذي تنعم به بلادنا وينعم به مواطنوها، والشكر لكل أبناء الوطن على تعاونهم الدائم مع رجال الأمن ليتحقق للوطن وللمواطن أعلى درجات الطمأنينة، وتحية من أعماق القلب لرجالات أجهزة الأمن الداخلي وفي مقدمتهم المباحث العامة على جهودهم المستمرة والمتواصلة للكشف عن كل من تسول له نفسه مجرد التفكير في تعكير أمن الوطن وسلامة المواطن، لهؤلاء الرجال ألف تحية وتقدير على إلغاء مفهوم تسجيل أي جريمة في بلادنا ضد مجهولين. القبض على الإرهابيين البريطانيين الثلاثة الذين خططوا ونفذوا العمليات الإرهابية في الخبر والرياض أكد حقائق إعلامية عديدة لعل من بينها أولا وقبل كل شيء نجاح الإعلام الأمني في بلادنا فقد كانت المعلومات تقدم الى المواطنين أولا بأول. وهو إنجاز لابد من نسبته لأهله وفي مقدمتهم رئيس المجلس الأعلى للإعلام وزير الداخلية الأمير نايف. فقد كان سموه الكريم يتحدث بكل صراحة مع رجال الإعلام في كل ما يستجد في أمر التفجيرات بما لا يؤثر على مجريات البحث والتحقيق.
وحقيقة أخرى وهي أن إعلامنا لم يتعامل مع هؤلاء الإرهابيين بنفس طريقة تعامل الإعلام الغربي عند القبض على إرهابي مسلم أو عربي. فلم يصف إعلامنا كل الغربيين بالإرهاب ولا كل المسيحيين ولا كل الإنجليز. إعلامنا السعودي لم يعمم الأعمال الإرهابية على كل البريطانيين كما يعممها دائما الإعلام البريطاني على كل العرب. وإعلامنا لم يعمم الأعمال الإرهابية على كل النصارى، كما يعممها دائما وأبدا الإعلام الغربي والبريطاني بالذات على كل المسلمين وعلى كل ما هو إسلامي. لقد تعامل الإعلام السعودي من منطلق سياسته الإعلامية المستندة على التعاليم الإسلامية السمحة والتي تنص على أن «كل نفس بما كسبت رهينة» وأن «لا تزر وازرة وزر أخرى».
ترى ما هو موقف الإعلام البريطاني والغربي على وجه العموم لو أن سعوديا مر بالصدفة من مكتبة في لندن أو في إحدى المدن البريطانية تعرضت لعمل إرهابي مماثل لما تعرضت له مكتبة جرير. لأعلنت كل وسائل الإعلام البريطانية الويل والثبور على كل ما هو عربي ومسلم، وتحدثت بإسهاب عن أثر العرب والمسلمين ودورهم الكبير والكثير في كل ما هو إرهابي، وكيف إن مرور هذا السعودي العربي والمسلم من موقع العمل الإرهابي هو دون غيره الحافز والدافع لوقوع الانفجار. لقد تعودنا وصف كل العرب والمسلمين دون استثناء في كل وسائل الإعلام الغربية والبريطانية على وجه الخصوص المسموعة والمقرؤة والمرئية بأبشع الأوصاف والصفات وربطهم تاريخيا بكل الأعمال الدموية وبينها قتل الشيوخ والنساء والأطفال بشكل عشوائي ودون مراعاة لأي ذمة أوأي عهود ومواثيق. العرب والمسلمون في رسائل ووسائل الإعلام الغربية هم أول المتهمين بل والمدانين عند وقوع أي عمل إرهابي في أي مكان من الكرة الأرضية حتى عندما تقع هذه الأعمال في العالم العربي والإسلامي نفسه، وليس من المستبعد أبدا أن تكون وسائل الإعلام الغربية قد سارعت عندما وقعت انفجارات الخبر واليورومارشيه وجرير الى اتهام عناصر إرهابية عربية ومسلمة بأنها كانت المدبرة والمخططة لهذه الأعمال القذرة. هكذا هو إعلامنا لا يعمم ولا يلصق التهم بالأبرياء والمتهم عنده بريء حتى تثبت إدانته، بعكس الإعلام الغربي الذي عنده كل العرب والمسلمين إرهابيين ومذنبين حق تثبت براءتهم، وقد تستمر إدانة الإعلام الغربي للعرب وللمسلمين حتى بعد ثبوت البراءة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved